ثلاثة مسلسلات هي ونحب تاني ليه، ولعبة النسيان، وفرصة تانية.
ثلاثة مسلسلات هي ونحب تاني ليه، ولعبة النسيان، وفرصة تانية.


تعليقا على 3 مسلسلات| خبراء: تناول الدراما لفقد الذاكرة يشوبه التداخل

منى إمام

الإثنين، 18 مايو 2020 - 09:24 م

مصادفة غريبة شهدها سباق الدراما الرمضاني هذا العام، حيث كان فقدان الذاكرة هو المحور المحرك للأحداث في ثلاثة مسلسلات هي ونحب تاني ليه، ولعبة النسيان، وفرصة تانية.

وعن مسلسلات فقدان الذاكرة علق مدرس علم النفس التربوي كلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة د.عاصم عبد المجيد حجازي، في تصريح خاص لـ«بوابة أخبار اليوم» إن ذاكرة الإنسان تتميز بقدرة هائلة على التخزين. 

وأوضح أن الذاكرة هي المخزن الدائم للخبرات والمعارف ولولا وجود الذاكرة ما استطاع الإنسان أن يواصل مسيرة النمو والتطور سواء على المستوى الفردي أو على مستوى الجماعة.

وأشار د. عاصم عبدالمجيد إلى أن السبب في فقدان الذاكرة قد يكون إصابة الدماغ نتيجة صدمة، وقد يأتي على عدة صور على حسب المنطقة المصابة في الدماغ، فقد ينسى الشخص الأحداث السابقة للصدمة أو ينسى اللاحقة للصدمة أو كليهما في حالات نادرة.

وأضاف أن هذه الحالات قد تعود ذاكرتها إلى العمل مرة أخرى إذا كانت الإصابة طفيفة وتمت معالجتها، أما إذا كانت الإصابة بالغة وتسببت في تلف أجزاء من المخ فإن تعرض الفرد لصدمة أخرى لا يعيد له ذاكرته بالطبع, ولكن الأعمال السينمائية من أجل الحبكة الفنية تسببت في انتشار هذا الاعتقاد بين الناس وهو اعتقاد خاطئ وليس له أي أساس علمي.

وأوضح د. عاصم عبدالمجيد أن هناك العديد من العوامل التي تسهم في تطور الذاكرة وزيادة قدراتها مثل مواصلة التعلم فالتعلم المستمر يعمل على تنشيط الذاكرة باستمرار، ومن العوامل المهمة أيضا تدريب الذاكرة باستمرار والاعتماد على الذاكرة في عدد من الأمور الحياتية، والطعام الصحي والنوم الجيد، حيث إن المداومة على هذه الأمور تضمن تنشيطا دائما للذاكرة وهو ما يساعد على كفاءة العمليات التي تؤديها، غير أن هناك العديد من عوامل الضعف والوهن التي قد تصيب الذاكرة خاصة في مراحل عمرية متقدمة أو نتيجة تعرض الفرد لصدمات نفسية أو صدمات في المخ تؤدي إلى تلف في الدماغ أو يكون مؤقتا نتيجة ارتجاج الدماغ أو نتيجة تعرض الفرد أيضا لبعض الأمراض النفسية كالاكتئاب والفصام والتوحد مثلا فإنها تؤثر على كفاءة الذاكرة أو نتيجة تناول بعض العقاقير الطبية أو معاناة الفرد من بعض الأمراض المزمنة.


وأوضح د. عاصم المجيد هناك العديد من المظاهر التي تشير إلى وجود ضعف أو اضطراب في الذاكرة ولكنها من الكثرة بحيث لا يمكن سردها في مقال قصير، ولكن ما ينبغي التنويه إليه هو أن معظم اضطرابات الذاكرة يمكن علاجها والرجوع بالذاكرة إلى حالتها الطبيعية مرة أخرى، غير أن تناول الأعمال الدرامية لموضوع فقد الذاكرة يشوبه الكثير من التداخل بين الأعراض لحالات مختلفة من اضطرابات الذاكرة، وفي كثير من الأحيان لا يتم وصف الأعراض بدقة بالإضافة إلى المبالغة في التركيز على أعراض أخرى, وذلك لأن هذه الأعمال هي أعمال فنية في المقام الأول وليست أعمالا علمية , ولكن يحسب لها أنها جسدت الكثير من معاناة مصابي اضطرابات الذاكرة ولفتت الأنظار إلى هذه الفئة وقدمت بعض الدعم النفسي والاجتماعي لهم.

وفي النهاية قال د. عاصم عبدالمجيد، إن في حالات فقدان الذاكرة أو ضعفها لدى بعض الأفراد تكون المسؤولية ملقاة على عاتق الأسرة أو المحيطين بالفرد لمساعدته على التعافي، وتقديم الرعاية اللازمة .

ومن جانب اخر، قالت استشاري العلاقات الأسرية وخدمة المجتمع د. ندى الجميعي إن تكرار الحبكة الدرامية لقصص المسلسلات بعمل حادث أليم واصابة ينتج عنها فقدان الذاكرة ربما ليستعطف المتفرج واثارة الغموض وتشويقه لمعرفة الأحداث والمقارنة بين الحبيب القديم والجديد 
ان فاقد الذاكرة يصبح في عتمة كأنه طفل ولد من جديد وصفحة بيضاء يحتاج ان يملأها البعض بعدم الضغط عليه لانه مشوشا فيصبح غير قادر على تذكر حالته ان كان متزوج أو حتى اسمه، وتحديد مكانه أو معرفة الوقت. اما بالنسبة للأحداث الجديدة لا يمكنها أن تخزن بالذاكرة

وأوضحت أن الحب يساعد المريض على الشفاء بسبب كثرة استرجاع الاحداث الفائتة مع الحبيب فهو يحتاج فقط للمواقف السعيدة والأشخاص المحبوبة لديه وعدم اقحام شخصيات بحياته قد تؤثر عليه بشكل سلبي وابعاده عن اي مواقف وانفعالات تدفعه الى الانطواء والبعد عن الناس، وعدم تحميله مسئوليات حتى لا يبتعد عن الواقع وينسلخ عن المجتمع 

ونصحت الدكتورة ندى اهل مثل هذا المريض انه يحتاج الي الدعم النفسي وعدم تكرار الأسئلة وفرض عليه أشخاص وأحداث ولكن تعريفه على الأشخاص بأسمائهم مرة تلو الأخرى، هو أن نحاول أن نجعله يطلع على المعلومات دون أن نسأله عنها، فذلك يساعده في استرجاع الذاكرة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة