محمد السيد عيد
محمد السيد عيد


الوصل والفصل

الصيد فى الماء العكر

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 31 مايو 2020 - 07:32 م

بقلم / محمد السيد عيد

يعتقد بعض المغرضين فى الداخل والخارج أن مصر مشغولة بكورونا، ولا تفكير لها الآن إلا فى مواجهة هذا الوباء الذى يهدد أرواح البشر، فينتهزون الفرصة لتحقيق أغراضهم الدنيئة، ويعملون بجد ضد مصر وأهلها، لكنهم واهمون، فمصر ترصد كل مايتعلق بكورونا بعين، أما عينها الأخرى فترصد مايتعلق بمصالحها، وتراقب من يهددون هذه المصالح، وتواجههم فى الوقت المناسب بالحسم المناسب.
خلال شهر رمضان المبارك تخيل بعض الإرهابيين أن بمقدورهم القيام بعمليات إرهابية كما يفعلون عادة، ولم يخطر ببالهم أن أجهزة الأمن ترصدهم، وتحصى عليهم أنفاسهم، وفى الوقت المناسب وجهت لهم ضربات موجعة جعلتهم عبرة لمن يعتبر.
ظن بعض ضعاف النفوس أيضاً أنهم يستطيعون انتهاز الفرصة للبناء على أراضى الدولة، وعلى الأراضى الزراعية، معتقدين أنه يمكنهم تكرار مافعلوه فى 2011 ومابعدها، لكنهم فوجئوا بأن الرئيس كان يقظاً لتحركاتهم، وأصدر تعليماته الحاسمة بهدم المبانى المخالفة وإحالة المخالفين للقضاء العسكرى.
وحاول المغرضون الإيقاع يين الأطباء والدولة فى هذه الظروف، لكن رئيس الوزراء تصرف بحكمة وقابل نقيب الأطباء واتخذ قرارات فورية للقضاء على الفتنة.
ولم يتوقف الأمر عند الإنتهازيين فى الداخل، فعلى المستوى الدولى أيضاً رأينا من يحاولون الصيد فى الماء العكر، فتركيا انتهزت فرصة إنشغال العالم بكورونا لتدفع بالأسلحة وبالإرهابيين الذين سحبتهم من سوريا إلى ليبيا، لمساندة حكومة الوفاق. وصار الوضع فى ليبيا سجالاً بين الجيش الليبى وميليشيات الوفاق. وصار على مصر أن تنتبه لما يحدث هناك حتى لايكون على حدودها الغربية من يهدد أمنها القومي.
هناك أيضاً إثيوبيا التى تواصل بناء سد النهضة، ولم تتراجع حتى الآن عن تصميمها على بدء ملء السد فى يوليو، ضاربة عرض الحائط بمصالح مصر. ورغم إعلان رغبتها فى العودة للمفاوضات إلا أن وزير الرى الإثيوبى صرح بأن بلاده لاتعترف بالحقوق التاريخية المصرية فى مياه النيل. والجديد هو اشتباك إثيوبيا مع السودان عسكريا، مما يشير إلى أن إثيوبيا تريد أن تتخذ الحل العسكرى سبيلاً لفرض الأمر الواقع. وأظن أن هذا الموقف تدعمه ثلاث دول بالتحديد، هى إسرائيل وتركيا وقطر، لاستدراج مصر لحرب يعدون لها.
قدر مصر أن تحارب كورونا، والإرهاب، والمغرضين، وأن تنتبه لما يراد بها من شر خارج الحدود. حفظ الله مصر.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة