كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

الرئيس وتعظيم الهوية الوطنية

كرم جبر

الثلاثاء، 09 يونيو 2020 - 06:18 م

كان مفهوم «الدولة الوطنية» هو المسمار الحاد الذى رُشق فى جسد الإخوان المسلمين، فقضى عليهم، وأعاد الروح لمصر، وحفظ مكانتها وسمات شعبها.
الدولة الوطنية التى يحرص الرئيس على تعزيز مفهومها فى خطابه السياسي، ويعتبرها طوق إنقاذ فى المحن والأزمات، وكان الاحتماء بها ضرورياً فى السنوات الصعبة.
حافظ الرئيس على هوية الوطن ولحمة نسيجه، على قاعدة رضاء المصريين جميعاً مسلمين وأقباطا، أن تكون علاقتهم على قاعدة المواطنة والمساواة، وعندما حاول الإخوان اللعب فى الهوية الدينية، تصدى لهم عقلاء الأمة، فخاب سعيهم فى افتعال معارك تشق وحدة عنصرى الأمة.
المسجد بجوار الكنيسة، ولا أنسى جملة نافذة قالها الرئيس فى إحدى خطبه «اللى ينظر لأخيه القبطى نظرة مش مضبوطة عليه أن يراجع إيمانه» وهو مفهوم راقٍ ويبلور تسامح الإسلام ومظلته الوارفة التى تحترم جميع أصحاب الديانات السماوية.
وكان طبيعياً أن يحتمى الأقباط بهوية الوطن فى زمن الإخوان، بعد أن أدركوا أن دفاع الغرب عن قضاياهم يأتى من باب المزايدة وأوراق سياسية للضغط على مصر، ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بأحوال الأقباط.
لم يعرف عن المصريين منذ دخول الإسلام قسمتهم بين المذاهب الخلافية، سنة أو شيعة، فالمصرى غير قابل للتصنيف على الهوية الدينية، ولم يلجأ فى يوم من الأيام إلى الاقتتال الدينى بسبب اختلاف المذهب.
وكانت كلمة السر التى حافظت على مصر منذ أن تولى الرئيس السيسى مقاليد الأمور هى «الدولة الوطنية».
لم يفهم الإخوان أن المصريين اعتادوا على قبول الآخر، واكتسبوا قوتهم تحت مظلة التسامح، ولم يمارسوا الإقصاء أو الإبعاد أو الاضطهاد السياسى أو الديني، وأنهم فى ذروة الأزمات يلجأون إلى علم مصر والنشيد ويحتمون بالمخزون الاستراتيجى لهويتهم الوطنية.
لم يفهم الإخوان أن سر التفاف المصريين حول الرئيس السيسى منذ ظهوره على مسرح الأحداث، هو إيقاظ الروح الوطنية فى النفوس، والتذكير بأن مصر دولة عظيمة وكبيرة ولها من الأمجاد ما يستحق أن نحافظ عليه، ونضحى من أجله بالأرواح.
ولم تكن الهوية الوطنية مجرد شعار، وإنما برنامج عمل شاق لاستعادة قوة الدولة التى تُلزم الجميع باحترامها، ولن يأتى الاحترام إلا بالاحتفاظ بمكونات القوة والتفرد.
وبدأت العودة إلى مصر القوية بسنوات شاقة من العمل والإنجازات، تحميك من «مدّ اليد» لصديق أو شقيق، ويقود عدم الاحتياج إلى تعظيم مفهوم الاحترام، والدول مثل الأفراد لا يُبنى احترامها إلا على عوامل قوتها ووقوفها على قدميها.
ست سنوات هى قصيرة فى عمر الزمن، ولكنها عظيمة فى حجم الإنجازات، فلم تضيِّع الدولة دقيقة واحدة إلا فى العمل الشاق، وكان ضرورياً أن يأتى وقت الحصاد.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة