عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

فى حماية فيروس كورونا !

‬عبدالقادر شهيب

الأربعاء، 24 يونيو 2020 - 06:56 م

مبكرا بعد ان بدا فيروس كورونا يغزو العالم، انشغل البعض فى البحث عن التغيرات التى سيشهدها العالم بعد انتهاء المواجهة العالمية مع هذا الفيروس القاتل سريع الانتشار، والتنبوء بأحوال عالمنا بعد كورونا، ويشكل النظام العالمى الجديد والقوى العظمى الصاعدة والهابطة.. لكن هناك من انهمك بان يحدث تغيرات فعلية على الارض تحقق أطماعه، مستغلا انشغال العالم بدوله الكبيرة والمؤثرة بالمواجهة التى فرضها عليها ذلك الفيروس التاجى الذى صنع للبشر جائحة عالمية اصابت الاقتصاد العالمى بازمة ركود عميق تفوق فى حدتها طبقا لتقديرات صندوق النقد الدولى ازمة الكساد العظيم فى ثلاثينات القرن الماضى، خاصة وان هذه المواجهة كانت شديدة الصعوبة واحتاجت حشدا وتعبئة لقدرات وامكانيات الدول الصحية والاقتصادية ايضا، ويقظة وانتباها مستمرا بتطوراتها ونتائجها وتداعياتها، فى ظل نقص عالمى فى المعلومات المتعلقة بهذا الفيروس، بل وتضارب هذه المعلومات الذى عانت منه جهات علمية ومتخصصة كان من بينها منظمة الصحة العالمية التى تراجعت عن العديد من المعلومات التى روجتها عن هذا الفيروس التاجى
ورغم ان هؤلاء يشاركون بقية دول العالم معاناتها من ازمة كورونا الصحية والاقتصادية، الا انهم استغلوا الانشغال العالمى بتلك المواجهة الصعبة مع ذلك الفيروس التاجى ليقوموا بأعمال ويتخذوا مواقف تمكنهم من تحقيق اطماعهم التى جاهروا بها من قبل.. فقد كان السعى لتحقيق هذه الاطماع اهم لديهم من السعى لتوفير حماية اكبر للناس فى بلادهم من هذه الجائحة التى لم تحصد فقط ارواح عشرات الآلاف من البشر وانما أظهرت ايضا عجز العديد من الأنظمة الصحية فى دول كانت تتباهى بقدراتها الصحية، عن توفير العلاج لمن اصيبوا بهذا الفيروس المستجد سريع الانتشار، ولذلك رغم الاجراءات الاحترازية انتشر وتفشى فى معظم دول العالم !
وفى منطقتنا تحديدا ومع بداية انشغال العالم بخطر ذلك الفيروس المستجد والمجهول شاهدنا كيف قررت اثيوبيا فجاة الانسحاب من الجلسة الاخيرة من مفاوضات واشنطن، وهى الجلسة التى كانت مقررة للتوقيع على مشروع اتفاق حول تشغيل سد النهضة وهو ما يلزمها به اعلان المبادىء الذى وقعته مع مصر والسودان عام ٢٠١٥.. لتستمر مجددا فى مراوغاتها التى طالت لسنوات حتى تحقق اطماعها القديمة الخاصة بالتحكم فى مياه النيل الأزرق، وكأنه احد ممتلكاتها الخاصة وليس نهرا لكل الدول المطلة عليه حقوقا متساوية فيه، لا فرق بين دول المنبع ودوّل المصب.. ورغم ان اثيوبيا أعلنت لتبرير انسحابها المفاجىء من جلسة التوقيع على مشروع الاتفاق انها تحتاج لاعادةَ بحث بعض الامور الخاصة به مع فعاليات داخلية، الا انها احتاجت لنحو اربعة أشهر حتى تعود إلى مائدة المفاوضات مجددا، وعندما عادت مارست مراوغاتها السابقة ولكن بشكل صريح !
وذات الشىء، اى استثمار انشغال العالم بمواجهة جائحة كرونا، فعلته تركيا التى سعت علنا لتغيير موازين القوى على الارض فى ليبيا، من خلال إرسال قوات وأسلحة ومعدات عسكرية، وايفاد الآف المرتزقة والارهابيين وإدارة المعارك العسكرية الدائرة فيها.. وقد تحقق لها ما ارادت لانها لم تجد، كما قال الرئيس الفرنسى ماكرون من يمنعها من القيام بذلك، سواء باعتراض سفنها المحملة بالسلاح التى لم تتوقف طوال الشهور الماضية عن تزويد المليشيات به، او بفرض عقوبات عليها لانها خرقت قرارا دوليا بحظر توريد سلاح إلى ليبيا.. !.. وهكذا وضع الرئيس الفرنسى يده على السبب الحقيقى لانهماك البعض فى تحقيق اطماعهم، وهو السكوت دوليا على ما يقومون به !

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة