صالح الصالحي
صالح الصالحي


وحى القلم

سد النهضة إلى أين؟

صالح الصالحي

الأربعاء، 24 يونيو 2020 - 07:46 م

سيناريوهات عديدة منتظرة لإنهاء الجدل فى ملف سد النهضة..
وإن تمسكت مصرحتى الآن بالحلول السلمية والتفاوض مع الجانب الاثيوبى بمشاركة الجانب السودانى.
فمصر لاتزال تمد يد التفاوض وكذلك السودان تُعلق بأن المبادرة الأخيرة  التى أطلقتها لازالت مفتوحة أمام الجانب الاثيوبى الذى يراوغ ويماطل طوال الوقت ويتهم الجانب المصرى بانسحابه من المفاوضات وعدم قدرته على إيجاد حل.. وان اثيوبيا ليست بحاجة لموافقة مصر والسودان.. اذ تعتبر  نهر النيل مورداً مائيا يخصها وحدها.. ولاتستأذن فى استغلاله أحداً.
يتعمد الجانب الاثيوبى اطلاق تصريحات وصفتها الخارجية المصرية بأنها تصريحات استفزازية.. وتلمح لاستخدام مصر للحل العسكرى الذى لم تُلوح به مصر حتى الآن.. فمن صالح مصر قبل إثيوبيا أن يتم حل الأمر سلمياً دون اللجوء للقوة العسكرية.. ووضعت مصر ملف سد النهضة أمام الأمم المتحدة ومجلس الأمن لتنهى أى شكل من أشكال التوتر ولحفظ السلم والأمن الدوليين استناداً للمادة ٣٥ من ميثاق الأمم المتحدة التى تضع المجتمع الدولى أمام مسئولياته.
وأتصور أن هذه ستكون المحطة الأخيرة لرحلة سد النهضة على المستوى السلمى.. وتكون بذلك مصر قد طرقت أمام العالم أجمع كل الطرق السلمية  التى بات بعدها من حقها أن تختار من بين سيناريوهات عديدة أخرى الحل الأمثل لقضيتها العادلة فى الحفاظ على حصتها من نهر النيل.. الذى وصفه وزير الخارجية المصرى بأنه سيكون حلا صريحاً.
واذا ما أكد مجلس الأمن على إلزام الجانب الاثيوبى بضرورة التوافق فى أمر ملء وتشغيل الخزان مع الجانب المصرى والسودانى.. تستطيع مصر أن تستصدر قراراً ملزماً وواضحاً للجانب الاثيوبى.. ويعتبر هذا المسار تأكيداً لرغبة مصر فى التفاوض والحلول السلمية والتفاهمات المشتركة..
وان كانت احتمالات القرارات الصادرة عن مجلس الأمن ما بين ملزمة بوقف ملء السد وتشكيل لجنة فنية للفصل فى الأمور العالقة.. أو فرض عقوبات سياسية واقتصادية على إثيوبيا حال حدوث تهديد للأمن والسلم الدوليين.. وأياً كانت درجة شدة القرار فإنه يكفى على أقل تقدير لإدانة الجانب الاثيوبى الذى ينتهك القانون الدولى.. والذى بدوره يدعم الجانب المصرى فى أى خطوة مستقبلية يخطوها طبقا لرؤية القيادة السياسية.
حتى الآن الأمر بات واضحاً فى تعنت الجانب الإثيوبى وانه لن يتراجع عن إصراره فى اتخاذ قرار أحادى فى ملء الخزان.. إلا أن ثقتى فى الدبلوماسية المصرية أنها ستنجح فى عرض قضيتها ولن نخسر نقطة مياه واحدة من حصة مصر..
أيا كان السيناريو المتوقع.. فنهر النيل لمصر مسألة حياة أو موت وليس تنمويا مثلما الحال فى الجانب الإثيوبى.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة