قلعة "ثارو" نقطة انطلاق جيوش مصر لتأمين الحدود الشرقية
قلعة "ثارو" نقطة انطلاق جيوش مصر لتأمين الحدود الشرقية


تعرف على قصة قلعة "ثارو" نقطة انطلاق جيوش مصر لتأمين الحدود الشرقية

شيرين الكردي

الخميس، 02 يوليه 2020 - 04:43 ص

دراسة للدكتور محمد رأفت عثمان الباحث فى علم المصريات، عن الملك سيتى الأول ومعاركه لاستعادة أملاك الإمبراطورية المصرية المفقودة فى العام الأول من حكمه والذى قام الجيوش المصرية عبر طريق حورس الحربى فى شمال سيناء .


طريق حورس


ويشير الدكتور محمد رأفت عثمان إلى أن طريق حورس هو الطريق الذى استخدمته الجيوش المصرية فى حملاتها المظفرة الهادفة إلى بناء وتوسيع الإمبراطورية المصرية فى مناطق سوريا وكنعان ( فلسطين) منذ بداية عهد الأسرة الثامنة عشر وقد سجلت مناظر الملك سيتى الأول على جدران معبد الكرنك للمرة الأولى مجموعة الحصون والقلاع المصرية الموجودة على طريق حورس الحربى والتى امتدت من قلعة ثارو الحدودية المصرية وحتى غزة بكنعان ( فلسطين ) وقد بلغت نحو عشرة حصون ومواقع دفاعية أو أكثر .

ويلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار الضوء على هذه الدراسة موضحًا أن قلعة ثارو «تل حبوة الحالية» الواقعة بشرق الدلتا فى شمال سيناء كانت منطقة التجمع الاستراتيجى للجيوش المصرية وأولى النقاط الدفاعية والاستراتيجية للحدود المصرية الشرقية عند طريق حورس الحربى وكان سيتى الأول قائدًا على هذه القلعة الاستراتيجية من قبل شأنه شأن والده رمسيس الأول أمّا آخر المراكز العسكرية المصرية التى صورت فى مناظر سيتى الأول بالكرنك على طريق حورس الحربى فهى مدينة با كنعان والتى كانت القاعدة العسكرية المصرية فى غزة الفلسطينية وكانت المسافة بين ثارو ( تل حبوة ) وبا كنعان ( غزة ) تبلغ نحو 220 كم كما كانت سرعة الجيوش المصرية تبلغ نحو 20 كم يوميًا وفقًا لتقدير بعض العلماء .



وينوه الدكتور ريحان من خلال الدراسة إلى أن الأساس الصلب فى الفكر الاستراتيجى والعسكرى المصرى يتمثل فى تأمين وحماية الحدود المصرية بمجموعة من الحصون والحاميات العسكرية عبر طريق حورس الحربى فى شمال سيناء والتى تمتد حتى جنوب كنعان ( فلسطين)، ومن ثم فإن العمل على استرداد أملاك الإمبراطورية المصرية المفقودة فى سوريا وفلسطين كان يتوقف على استعادة السيطرة المصرية على هذه الحصون والحاميات التى كانت القاعدة الأساسية فى السيطرة الامبريالية المصرية على هذه المناطق ، ويبدو أن هذا الفكر الاستراتيجى تعود رواسبه إلى عهد الدولة الوسطى، حين قرر المصريون فرض نفوذهم السياسى والعسكرى جنوبًا فى بلاد النوبة فأقاموا هناك سلسلة من الحصون المصرية بلغت نحو سبعة عشر حصنًا على يد ملوك الأسرة الثانية عشرة أمنمحات الأول وسنوسرت الأول وسنوسرت الثالث الذى كان له الدور الأكبر فى إقامة هذه الحصون وفى فرض السيطرة المصرية على هذه المناطق بفضل حملاته وانتصاراته الحربية هناك.

ويتابع بأن طريق حورس الحربى لم يكن الشريان الحيوى للحملات العسكرية المصرية فى سوريا وكنعان (فلسطين) فحسب ، بل كان كذلك الشريان التجارى والاقتصادى الذى يصل بين شرق الدلتا المصرية وجنوب غرب كنعان، وكان حماية هذا الطريق والسيطرة عليه أمرا بالغ الأهمية للأمن القومى المصرى ولإعادة الصلة والربط بين مصر وولايات إمبراطوريتها الأسيوية فى كنعان.

تمكن سيتى الأول من تحقيق انتصارات عسكرية بالغة الأهمية فى بلاد كنعان خلال حملته الحربية الأولى وقد أعاد لمصر سيطرتها السياسية والعسكرية مرة أخرى فى تلك البقاع حتى وصل بجيوشه إلى منطقة الساحل الفينيقى، وقد أشارت نصوصه فى معبد الكرنك أو لوحات انتصاراته التى عثر عليها فى منطقة بيت شان بفلسطين إلى مقدار عظمة هذه الانتصارات العسكرية التى غيرت التاريخ السياسى للمنطقة إلى حد كبير ولقد بقى أثره التاريخى الفريد فى هذه الحملة فى احياءه لطريق حورس الحربى مرة أخرى والذى ارتبط ارتباطًا وثيقًا بأعظم انتصارات الجيوش المصرية عبر تاريخ مصر القديمة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة