صبرى غنيم
صبرى غنيم


رؤية

وجاءنى تليفون بعد نص الليل.. مبروك المسحة «سلبى»

صبري غنيم

الأحد، 19 يوليه 2020 - 07:29 م

- لا تتخيلوا كم أسعدنى هذا التليفون، رغم أنه أيقظنى وكانت جفونى ساعتها تستعد للدخول فى النوم، لم أتعود أن أرد على تليفونات نص الليل، ولكن شيئا ما همس فى أذنى لعل يأتيك خبر سار، ومددت يدى إلى التليفون وإذا بابنى الدكتور حسام غنيم يقول لى «مبروك يابابا.. المسحة طلعت سلبي» وكنا على موعد مع مركز الدكتور محسن أبو الغار غدا فى أن يعطينا نتيجة المسحة، وللحق لأن ابنته الدكتورة منى أبو الغار تضم تحت إدارتها فى معمل «جراند» للتحاليل الطبية نخبة ممتازة من المتخصصين.. يعرفون قيمة الوقت وأن أصحاب هذه المسحات يعيشون على أعصابهم فى انتظار النتائج، لذا تراهم يعملون ليلا ونهارا والشهادة لله نتائجهم عشرة على عشرة..
- لأول مرة أحس بإحساس مريض الكورونا وهو فى طريقه إلى مستشفى العزل بعد أن ظهرت النتائج إيجابية، وكيف يفكر، أكيد تراه يفكر فى مرحلة وصول الكورونا إلى الجهاز التنفسى وهى أخطر وأصعب مرحلة يواجهها مريض الكورونا، وقد عانت المرحومة رجاء الجداوى من رحلة تمكن الكورونا فى القفص الصدرى، قاومت بشجاعة ولكنها فى النهاية استسلمت، أنا عن نفسى فى حالة ذعر من دخولى هذه المرحلة لأن مقاومتى ضعيفة مهما أكلت فاكهة مصر كلها لرفع المناعة، أشعر أن ضربات القلب عندى غير منتظمة وبالتالى التنفس غير منتظم، وراح بى الخيال إلى هذه المرحلة وهل سأخرج منها بسلام، رغم أن نسبة الشفاء فى كبار السن ضعيفة، لكن الدكتور محمود الجوينى يرى أن الأمر سهل بالنسبة له لأنه عالج أكثر من مريض وآخرهم زميل لنا فى المركز الإعلامى العربى مصطفى أمين فقد حلت عليه الكورونا هو وزوجته الصحفية فى الأهرام ثم أسرته فى العياط والذى عالجهم هو الدكتور محمود بعيدا عن مستشفيات العزل..
- اطلع الدكتور محمود على نتائج تحاليل الدم التى أجريت لي، فقد كنت أنتظر هذه النتيجة بشغف، وإذا بالاخصائى أحمد سالم من معمل «جراند» للتحاليل الطبية قد جاءنى بتكليف من الدكتور محسن أبو الغار على اعتبار أن أحمد فى يده الشكة السحرية، وقام بعمل المسحة من أعماق الأنف من غير آلام، وعن نتيجة الدم أكد أن هناك سببا واحدا قد يأخذ به الأطباء أو يتجاهلونه، نتيجة الدم تشير إلى وجود سبب واحد هو المشكوك فيه.. وعن رأى ابنى الدكتور حسام أنه غير مقتنع بهذ السبب لأنه يعرف تاريخه، ولذلك طلب عمل المسحة فى نفس اليوم على اعتبار أنها الحكم وهى التى تفصل فى نتائج الدم، الدكتور محمود الجوينى أيده فى هذا وإن كانت فى نيته فعلا موضوع المسحة قبل البدء فى بروتوكول العلاج، عشت ساعات على أعصابى وكنت قد اتصلت بالدكتور شريف وديع مستشار وزيرة الصحة أسأله عن سرير لي، قال جميع الأسرة فى انتظارك بعد أن تتأكد من المسحة، وأحمد الله أن نتيجة المسحة ألغت زيارتى له..
- فعلا الإنسان لسان، لا يملك فى هذه الدنيا إلا لسانه، ولو كان لسانك يردد ذكر الله، فتأكد أن الله سبحانه وتعالى لن يخذلك يوم أن ترفع له طلباتك، عن نفسى وطلبى الوحيد من الله سبحانه وتعالى أن ألقى وجه ربى وأنا فى سريرى بين أولادى.. وأكيد غيرى من المؤمنين هذه أمنياتهم، لذلك كنت مذعورا لو كان قدرى فى الإصابة بالكورونا ولو دخلت مرحلة التنفس الصناعى وتعذر عمل الرئة ولفظت أنفاسى بمرض الكورونا، صعب على الأسرة التى اهتزت من الخبر غير المؤكد بإصابتى بالكورونا، ابنتى «سماح» بارك الله لها أعلنت أنها ستقضى فترة العزل معي، والأم لأنها تخاف على مشاعر صغرى بناتى «وسام» طلبت من جميع أفراد البيت بألا يقولوا لها شيئا، حالتنا فعلا كانت فى ربكة، من هنا جاء إحساسى بالربكة التى تصيب مريض الكورونا، كان الله فى عون كل مريض، أسأل الله أن يمنحهم الصحة والعافية..
- الغريب أننى لم أخرج من البيت، فقد قضية خمسين يوما فيه إلى أن تورمت قدماى من الجلوس، وأصدقاء لى نصحونى بالمشى داخل البيت، وهنا سألت نفسى من أين تأتينى الكورونا، فيقول الدكتور محمود الجوينى: أكيد ضيف زارك ويحمل المرض فمن السهولة أن تنتقل العدوى، هو لا تظهر عليه لكنه يعطيها لك، ولذلك نطالب بعدم الاختلاط خوفا من انتقال العدوى..

 

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة