رئيس جامعة دمنهور خلال حواره لـ"الأخبار"
رئيس جامعة دمنهور خلال حواره لـ"الأخبار"


حوار| رئيس جامعة دمنهور: تأهيل الشباب لسوق العمل بالتعاون مع أكبر الجامعات العالمية

فايزة الجنبيهي

الأحد، 19 يوليه 2020 - 08:07 م

د. عبيد صالح رئيس جامعة دمنهور:

 

نعمل على 51 مشروعًا بحثيًا ..والجامعة حققت المركز الأول عالميًا في 10 مجلات

 

نطبق التعليم عن بعد قبل انتشار كورونا بعامين.. بنك الأسئلة يحتوي على ألفي سؤال في كل مادة


منذ اليوم الأول له في رئاسة جامعة دمنهور يسعى لأن تحتل الجامعة مراكز دولية بين كبرى الجامعات العالمية، وتسابق الزمن للحصول على الريادة بين الجامعات المصرية، الدكتور عبيد صالح، رئيس جامعة دمنهور، وهو أصغر رئيس جامعة مصرية، رغم أنه لم يمر على إنشائها سوى 10 سنوات فقط، إلا أنه حقق بها طفرات علمية، كما حقق المعادلة الصعبة وهي التحصيل العملي والتدريبات اللازمة وفق متطلبات سوق العمل.

 

وعلى المستوى الشخصي حصل على عدة براءات اختراع، بجانب  مجموعة من الجوائز والتكريمات العالمية في مجال سلامة وتكنولوجيا الغذاء، كما أن إنجازاته ملموسة لدى جميع الطلاب، الذين يحبونه ويوقرونه، كما يعتبرونه مثال جيد لرئيس الجامعة الذي يستمع دائمًا لشكاوى الطلاب.."الأخبار" التقت رئيس جامعة دمنهور وحاورته عن مشروعاته الشبابية وكيفية تأهيلهم لسوق العمل، وإلى نص الحوار.

 

منذ توليك منصبك كرئيس للجامعة ما خطة العمل التي تبنيتها للارتقاء بالجامعة ؟

 

منذ اليوم الأول لي في منصب رئيس الجامعة نعمل كفريق عمل كبير مع الأساتذة وأعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة  لننتقل بالجامعة إلى مستويات متقدمة فكان لنا ما أردنا، فوضعنا خطة استراتيجية تنبثق من رؤية مصر 2030 ووزارة التعليم العالي، بالاشتراك من جميع منظمات المجتمع المدني وجميع وكلاء الوزارات في كل المجالات شاركنا فيها الطلاب وأولياء أمورهم.

 

بالاضافة إلى وضع خطة محكمة لـ3 قطاعات في الجامعة الأول التعليم والطلاب والثاني البحث والعلمي والدراسات العليا والثالث خدمة المجتمع، ضمن الخطة الاستراتيجية للجامعة بالاشتراك مع مركز ضمان الجودة وفريق متابعة وتقييم للأداء باستمرار.

 

لكن هناك جهد واضح لك بالجامعة قبل توليك منصبك ما تفاصيله ؟

 

قبل تقلدي منصب وكيل كلية الطب البيطري بالجامعة اعتمدت معملا دوليا لسلامة الغذاء والتغذية ليصبح المعمل الوحيد على مستوى الجمهورية والشرق الأوسط المعتمد، ثم صدر قرار جمهوري من الرئيس عبدالفتاح السيسي بتعييني عميدا لكلية الطب البيطري بجامعة دمنهور في 29 أبريل 2015، لتتوج الكلية بعد شهرين كأول كلية تحصل على شهادة «الأيزو 9001 لسنة 2005».

 

وبعد ستة أشهر من تقلدي منصب عميد كلية الطب البيطري صدر قرار رئاسي بتعييني رئيسا لجامعة دمنهور، وهذه الثقة الغالية منحتنى طاقة إيجابية كبيرة جعلتني أعمل ليل نهار للنهوض بالجامعة الوليدة التي لم تتجاوز عقدها الأول.

 

فلم أغفل يوما دوري العلمي بجانب مسؤوليات القيادة فقد حصلت على براءة اختراع الأولى لي في ابتكار طريقة جديدة لحفظ الأغذية بالأعشاب والثانية في عملية جراحية.

 

البحث العلمي 

وما هي إنجازات الجامعة في مجال البحث العلمي والنشر الدولي؟

 

كان ضمن الخطة أن يكون لدى الجامعة نشاط دولي من خلال الأبحاث التطبيقية التي يمكن أن تحل إحدى الإشكاليات أو تخدم المجتمع، ومن هذا المنطلق استطاعت الجامعة أن تجد لها مساحات في أكبر مجلة دولية للبحث العلمي على مستوى العالم وهي «Nature» التي حصلت الجامعة فيها على المركز الأول في النشر بين كبرى الجامعات في العالم، وبالعمل المتواصل حصلنا على المركز الأول في النشر في أعلى 10 مجلات علمية على مستوى العالم.

وبالعمل المتواصل، حصلنا على المركز الأول على مستوى الجامعات المصرية في النشر في أعلى 10 مجلات على مستوى العالم.

 

 - وماذا عن التعاون مع الجامعات الدولية في مجال البحث العلمي؟    

 

تعاونا مع أكبر 50 جامعة في العالم، ودخلت الجامعة في شراكات مع كبرى الجامعات العالمية وتبادل علمي بين أعضاء هيئة التدريس من الطرفين، وأبرزها جامعة ستانفورد الأمريكية، وجامعة طوكيو باليابان، وجامعة تسوكيجي الأمريكية، وجامعة التعاون والحقوق والتجارة بلجراد بروسيا، جامعة فاندربيلت الأمريكية، وجامعة موسكو والمعهد النووى بالجامعة ذاتها، وجامعة أوساكا.

 

- كيف استغلت الجامعة البحث العلمي المتقدم في خدمة أهداف المجتمع؟

 

آخر أبحاث الجامعة العلمية هو إعداد ورش عمل مشتركة مع جامعة نبراسكا الأمريكية التي يوجد فيها أكبر مربي قمح على مستوى العالم، وحصلنا من خلالها على بذور 1200 نوع للقمح وهي أنواع تحت البحث وعند الانتهاء منها ستؤدي إلى زيادة إنتاج القمح في مصر بشكل كبير، كما نعمل مع جامعة كامبريدج في بحث علمي حول إنتاج بذور محصول الأرز لا تستهلك مياه كثيرة..وتشارك الجامعة في مشروع دولي لتفريخ الجمبري والممول بـ5 مليارات يورو والجامعة هي المدير التنفيذي للمشروع الذي تقيمه جامعة لاس بالماس الإسبانية.

 

التعلم المهاري 

- ما الجهود التي تبذلها الجامعة لتخريج شاب مؤهل لسوق العمل؟  

 

نجحنا في احداث تطورا كبيرا في محور التعليم والطلاب لأن هدفنا تخريج شباب مؤهل لسوق العمل جيدًا، كما اعتمدت الجامعة مبادرة «التعلم المهاري» تدريب جميع الطلاب في مجال تخصصهم ميدانيا بشكل تطبيقي، سواء كان في الكليات النظرية أو العملية، فمثلا طلبت جامعة هارفارد الاستعانة بمدرس مساعد في كلية الصيدلة للعمل في مستشفى الجامعة بأمريكا في استخدام أحدث الأساليب العلمية والتكنولوجية في علاج السرطان.

 

كما أن خريجي جامعة دمنهور من كلية الصيدلة يستطيع فتح صيدلية في أمريكا دون أن يحتاج إلى شهادة معادلة لاعتمادها على المعايير المحلية والإقليمية والدولية في المناهج التعليمية والتطبيقية، وكذلك خريجو كلية التمريض بالجامعة يعملون في أكبر المستشفيات المصرية، كما أن السفارة الألمانية دعت بعض خريجي تمريض جامعة دمنهور بالاسم للعمل في مستشفيات ألمانيا.

 

الطالب الموظف 

- ما هى التدريبات الميدانية التي تقدمها الجامعة للطلاب؟

 

هناك مبادرة أطلقنا عليها اسم «الطالب الموظف» لتدريب الطالب على العمل الميداني حتى يتمكن من إنشاء مشروع خاص به.. فمثلا في كلية رياض أطفال أصبح لدى العديد من الطالبات مشروعات صغيرة يدوية وقاموا بتصديرها للخارج، إضافة إلى إقامة الجامعة معارض لعرض منتجاتهن.

 

 - وماذا عن المشروعات الجديدة في الجامعة؟

 

هناك نوعان من المشروعات أولها إنشائية والأخرى بحثية مع جامعات دولية، حيث تم افتتاح عدد من الكليات الجديدة التي أسست على أعلى معايير الجودة العالمية، ومنها كلية التمريض، كلية رياض أطفال، وكلية طب أسنان، وكلية الحاسبات والمعلومات، التربية النوعية، والفنون التطبيقية، ومعهد دراسات بيئة وصحراوية، بجانب إنشاء كلية طب التي تضم 500 سرير لخدمة مواطني محافظة البحيرة. 

 

كما ننتظر الانتهاء من كلية الهندسة التي تضم معظم التخصصات والتي من بينها التعدين والبترول لخدمة الشركات البترولية في المحافظة التي تصل إلى نحو 42 شركة، ومشروع إنشاء المستشفى الجامعي الذي تصل تكلفته إلى مليار و287 مليون جنيه والتي من المقرر أن تفتتح خلال العامين المقبلين والتي تحتوي على مهبط طيران وتخدم الطريق الزراعي والصحراوي والسكة الحديد التي تمر بالمحافظة والتي ستعمل على إنقاذ حياة الكثيرين حال الحوادث.

نعمل علي ٥١ مشروعا بحثيا بقيمة ٤١ مليونا، والجامعة حققت المركز الأول على مستوى الجامعات المصرية  في النشر في أعلى 10 مجلات عالمية.

 

ما أهم الإنجازات العلمية التي شهدتها الجامعة وكان لها بالنسبة لكم ثأثير كبير؟

حينما دعيت جامعة دمنهور في الاحتفال بالعيد الـ60 للمركز القومي للبحوث، وقبل دخولى للمؤتمر أبلغني الأستاذ الدكتور أشرف شعلان رئيس المركز السابق بأن هناك مفاجأة لجامعة دمنهور، ليعلن حينها أن معامل التأثير والتعاون الدولي للجامعة يمثل 3 أضعاف أعلى جامعة في مصر لتحصل على نسبة أكثر من 1.8، في مقابل أن أعلى جامعة في مصر حصلت على 7.%.

 

فيروس كورونا 

- كيف واجهت الجامعة أزمة فيروس كورونا؟  

 

سبقت  جامعة دمنهور جميع الجامعات المصرية في التعليم عن بعد، وهي الوحيدة التي دربت 600 عضو هيئة تدريس وهيئة معاونة وجميع الطلاب منذ عامين على تكنولوجيا التعليم الإلكتروني، وذلك بالتعاون مع جامعة سنجور الفرنسية.

 

كما أنشأنا على وجه السرعة بنوك أسئلة، ليكون هناك ألفين سؤال في كل مادة، وكذلك كنا على جاهزية تامة للامتحان الإلكتروني، حيث أعددنا قاعدة بيانات رقمية لكل الطلاب وأنشأنا مشروع «الميل الجامعي» إنشاء إيميلات إلكترونية لكل الطلاب سواء في الفرق الدراسية أو الدراسات العليا أو التعليم المدمج أو حتى التربية العسكرية ليستطيع كل الطلاب التمتع بكل خدمات الجامعة إلكترونيا.

 

وأنتجت الجامعة للمواطنين والجهات المختلفة والطلاب مطهرات وماسكات في معمل كلية الصيدلة وهو معمل معتمد دوليا طبقا لمواصفة «الأيزو الدولية 17025».

 

- ما هو دور الجامعة في خدمة المجتمع؟  

 

شاركت الجامعة بقوة في حملات محو الأمية وتدريب الجامعات المصرية على تلك المناهج، وكذلك حملة «لا للمخدرات» بالاشتراك مع صندوق مكافحة المخدرات وعلاج الإدمان، وكذلك المشاركة في حملة 100 مليون صحة لعلاج فيروس سي.

 

- وهل لديكم دور إنتاجي في الجامعة؟

 

أصبحت الجامعة منتجة وليست مستهلكة، في العديد من المجالات والتخصصات، حيث أنشأنا في كل كلية مركز خدمة مجتمع يكون دوره البحث في مشاكل المجتمع وعمل خطط بحثية لحلها بالتنسيق مع المحافظة، والتي كان له دور في حل العديد من الأزمات في المحافظة.

 

عسل النحل 

- ماذا عن الجدل الذي حدث مع إنتاج الجامعة لعسل النحل؟

 

فوجئت أن هناك جدلا على  السوشيال ميديا حول إنتاج الجامعة لعسل النحل، وهنا أقول بكل بساطة أن الأبحاث العلمية لا يقيمها إلا عالم من أعضاء هيئة التدريس المتخصصين، لأن الأبحاث العلمية تأخذ مجهودا كبيرا وأموال قد تكون طائلة.

 

فأمر عسل النحل هو بحث علمي، عمل عليه أساتذة متخصصون من 3 كليات، فلم يكن الغرض إنتاج عسل نحل بقدر ما هو الحصول على منتج ذات خواص جديدة ترفع قيمته الغذائية والصحية، حيث اعتمد البحث على نبات خبز النحل الذي اكتشف في سوريا وجبال فارس وجزيرة الموصل، لذلك استخدمته الجامعة كمنتج جديد للعسل في مصر، وعندما انتهى البحث بالإنتاج قمت شخصيا بتحليله وفقا لتخصصي في مجال سلامة الغذاء ففوجئنا بكم الفوائد الذي يحتويها ذلك الإنتاج البحثي من غذاء وعلاج.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة