محمد درويش
محمد درويش


نقطة فى بحر

البطولة فى الوقت الضائع

بوابة أخبار اليوم

السبت، 15 أغسطس 2020 - 07:30 م

محمد درويش

كثيرا ما طالعت تعليقات البعض على أخبار عديدة تتجدد نوعياتها كل يوم وإن بقيت فى نفس المضمار، رأيت أبطالا من ورق كل يدلى بدلوه منتقداً أو معارضاً أو ناصحاً مؤيداً ويتدخل بعضهم أحيانا فيما لا يعنيهم، أتذكر من يطلقون عليهم عواجيز الفرح الذين لا ترصدهم الكاميرات أو الأعين ويجتمعون معاً فى أقصى ركن من الساحة التى يقام فيها الفرح، ولا هم لهم إلا انتقاد العروس وأهلها أو العريس وأهله وجانباً من المعازيم، ولا يسلم أحد منهم من «النقرزة» أو الاشمئناط والازدراء - إن حولناها للفصحى- ركن العواجيز البعيد الهادئ الذى لا يخلو من الثرثرة على الفاضى والمليان، ويتوارى أصحابه عن الأعين حتى لا يصيبهم من التوبيخ والتقريع ما لا يحمد عقباه، صار الآن صفحة على الـ «فيس بوك» أو تغريدة وتدوينة على تويتر وربما على انستجرام وما لا أجيده من تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعى.
ولنأخذ حكاية ملايين رمضان صبحى مثالا، البعض ضرب مثلا فى الوفاء والولاء بالراحل حسن الشاذلى عندما باع سيارته إنقاذا لناديه الترسانة من أزمة مالية كبيرة، وأخرون أعلنوا عن رفض الكابتن الخطيب عرضا مغريا للاحتراف، وتناسوا أو ربما كانوا لم يولدوا بعد أن الراحل صالح سليم انتقل إلى ناد نمساوى ولعب هناك عاما.
على الطرف الآخر برر آخرون ما فعله اللاعب الشاب مؤكدين أن من حقه تأمين مستقبله، وأن حكاية الانتماء والوفاء هذه تتناقض مع المثل القائل «لو كان له خير فى نفسه»، إذن لابد وأن تكون لنفسه وحياته ومستقبله الأولوية وإلا فلا معنى لأية أولويات أخرى، وإذا طالبناه أن يؤثر على نفسه ولو كان به خصاصة فهذا مجال بعيد كل البعد عن المجال الرياضى.
الغريب أن هؤلاء الأبطال يلعبون فى الوقت الضائع مهما قالوا ومهما عادوا فلن ينوبهم إلا أن العروسة للعريس والجرى وحرق الدم للمتاعيس.
وكلما طالعت أنباء الملايين التى يتقاضاها محركو أقدامهم تيقنت أنه لا وجه للمقارنة بين ما يمكن أن يحققه محركو عقولهم ومن تهتز ببدنها فى وصلة رقص.
وليس كل من يحرك قدمه قادراً على تحقيق الملايين من الدولارات أو الجنيهات وأيضا ليس كل من اهتزت راقصة تحقق ما حققته أخريات.
وتأمل معى فى خلق الله المليارديرات منهم والمليونيرات والقانتون والحامدون وتذكر قوله سبحانه:
«نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِى الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِياً».
أخيراً دع الخلق للخالق

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة