صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

مصاب.. متعاف.. مجنون

صالح الصالحي

الأربعاء، 19 أغسطس 2020 - 06:26 م

ماذا لو لم يحدث وباء الكورونا؟.. ببساطة من الممكن أن تستمر حياتنا المعتادة كما هى.. الروتين اليومى المعقم بقلة نظافة اليد والقُبلات فى السلام والتزاحم والتلاحم بداع وغير داع!!.
صحيح أن وباء الكورونا أدخل على نفوسنا الحزن بإصابة البعض ورحيل البعض وتوقف أبواب الرزق للعديد والعديد وشعورنا المستمر بالضغط النفسى جراء الخوف من الإصابة إلا أنه فى كل محنة منحة نعود لربنا وندعوه أن يرفع هذا البلاء الذى لا طاقة لنا به ونصبر على هذا البلاء ونحتسب عند الله أجره.
البعض يتصور أن غدا سيكون مثل اليوم ولكن التغيير ممكن أن يحدث بالتدريج وممكن أن يحدث فجأة.. فلا أحد ينكر زلزال التغيير الذى أُصبنا به من جراء ظهور هذا الفيروس الذى احتارت فيه العقول العلمية فى اللقاح والدواء.. فكلما ظهرت بادرة علمية للتغلب على هذا المرض نجد أنهم لا يزالون يبحثون فى أدوية موجودة بالفعل استخدمت فى علاج فيروسات أخرى.
فالعلم مهما بلغ من تقدم لا يمكن أن يواجه ارادة المولى عز وجل.. «فما أوتيتم من العلم إلا قليلاً» ولا اختراع ولا اكتشاف إلا بإذن الله.
البعض يؤكد أن الناس وصلت لدرجة الملل من الإجراءات الاحترازية فلم يعد لأحد طاقة على مواصلة ارتداء الكمامة ولا طاقة فى التباعد الاجتماعى ولا طاقة فى البعد عن المصايف ولا طاقة فى كذا وكذا.... حتى إنك عندما تسأل أحداً لماذا لا ترتدى الكمامة؟.. يجيبك «سيبها على الله» وترد بقولك الأخذ بالأسباب سنة والبعد عنها معصية.. فيؤكد لك «زهقت».. ولم تعد الكورونا موجودة.. وأصبح الكل يشجع الكل فى التخلى عن الإجراءات الاحترازية لتتسع الدائرة.. وترى المشهد فعلا خاليا منها.
وتطل الحكومة لتحذر من موجة ثانية للكورونا فنتساءل هل انتهت الموجة الأولى.. بمعنى مافيش كورونا الآن؟ وستعود لنا مع مجىء الشتاء ونزلات البرد والانفلونزا.. لا أحد يعلم شيئا.. ولا ثقة فى اللقاحات المعلن عنها فى كافة الدول، حتى من منظمة الصحة العالمية.
الكل يسير فى طريقه.. غير ملتزم بالإجراءات الاحترازية والعلماء يحاولون تصنيع اللقاحات والأدوية لفيروس مازال لغزاً غامضاً الجميع مندهش أمامه.
لكن المصريين سبقوا العالم فى كل شىء. أعلنوا نهاية هذا الوباء.. نزلوا الشوارع.. جلسوا على المقاهى.. ذهبوا للتسوق والآن ينتظرون عودة صلاة الجمعة ليكتمل المشهد ولا أحد يعرف هل هربت الكورونا فعلا أم تختبئ لتعيد حساباتها؟!
وأيا كان الحال فضحايا الكورونا إما متعافيا أو متوفى أو مجنونا.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة