كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

مصر ليست غرفة وصالة !

كرم جبر

الثلاثاء، 25 أغسطس 2020 - 06:04 م

(1) مساحة مصر مليون كيلو متر مربع، والمساحة المأهولة منها أقل من 8%، يعنى 100 مليون مصرى محشورون فى حيز ضيق، والباقى أرض فضاء، وضاقت المدن والشوارع والبيوت بمن فيها.
(2) ننجب كل سنة 2.1 مليون نسمة، يعنى فى حجم دولة متوسطة، ونصف سكان دول مثل الكويت ولبنان ومالطا، وربع إسرائيل، وتخفق قلوبنا مع دقات الساعة السكانية فى مدينة نصر، التى تحذر من خطر رهيب، ففى سنة 2030 سنصبح 120 مليونًا فى أقل تقدير، وقد نصل إلى 140 مليونًا إذا ظلت حنفية الإنجاب مفتوحة بنفس المعدلات، وعندها لن نجد لبنًا مسكوبًا نبكى عليه.
(3) المواليد الجدد يحتاجون رعاية صحية، وتطعيمات ضد الأمراض وشلل الأطفال والثلاثي، وإلا عاشوا مرضى ومشلولين، وأماكن فى المدارس التى تعانى أساسًا من التكدس الرهيب، وياحبذا لو حصلوا على وجبة تقيهم الأنيميا، وإلا تسربوا من التعليم واستفحلت جرائم أطفال الشوارع، وبعد عدة سنوات يحتاجون فرص عمل تقيهم التشرد، وتفتح أمامهم أبواب الأمل، وإلا أصبحوا احتياطيا استراتيجيا للتطرف الدينى والأخلاقي.
(4) الأفواه المفتوحة لن تجد شيئًا تأكله ولا ماء تشربه، إلا إذا ارتفعت معدلات النمو إلى 8% على الأقل، وفى ظل كورونا والركود العالمى والأزمات الداخلية، لن يتحقق أكثر من 4% فى أحسن الأحوال، ولن يستوعب سوق العمل أكثر من نصف الزيادة السكانية، والنصف الآخر إلى جراج البطالة بجوار إخوانهم العاطلين.
(5) الأمل هو ما تقوم به الدولة الآن من مشروعات لاقتحام الصحراء، وإقامة مجتمعات عصرية حديثة، تخلخل الزحام الرهيب فى المدن القديمة المحشورة فى أقل من 8% فقط من مساحة البلاد، وفعلنا مثل مسرحية «شاهد ما شفش حاجة»، عندما قال عادل إمام لحاجب المحكمة: «أنت ومراتك وولادك وأمك وأختك المطلقة، عايشين فى أوضة واحدة وسايبين باقى الشقة»، فاكتشف أن الشقة غرفة واحدة، ضاقت بنا وضقنا بها، فكان لابد من البحث عن متنفس جديد.
(6) العاصمة الإدارية الجديدة والـ 14 مدينة الأخرى التى تشق الصحراء ليست ترفيهاً ولا إسرافاً، وإنما من أجل الحياة والمستقبل وأن يجد كل مصرى مسكناً يؤويه، وفرصة كريمة فى الحياة، وإلا انفجرت بنا المدن القديمة وانفجرنا فيها.
(7) المدن الجديدة ليست عمارات وفيلات للإيواء، لكنها مجتمعات عمرانية متكاملة، فيها مشروعات توفر فرص عمل للملايين وخدمات متكاملة وأسواق ومساجد وكنائس وأماكن ترفيهية، وتضخ دماء ساخنة فى عروق الاقتصاد المصرى.
(8) «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً»، ودنيانا هى أن نضع المستقبل نصب عيوننا ولا ننظر تحت أقدامنا فقط، وأن نترك لأولادنا وأحفادنا بلداً يعتزون به.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة