الأربعاء، 02 سبتمبر 2020 - 07:10 م

الأرض الزراعية كنز مصر المنسي.. هذا الكنز الذى اغتالته الكتل الخرسانية.. مبان شوهت الخضرة والجمال.. مبان أقيمت بعشوائية.. وتم تركها عن عمد.
الأرض الزراعية هى المصدر الأساسى للغذاء فى مصر.. وبدونها سنعانى لايجاد الطعام.
هذه الأرض تُركت منذ أعوام عديدة مباحة لمن يتعدى عليها.. فكانت تقام عليها المبانى المخالفة تحت سمع وبصر المسئولين وعندما تتحرر المحاضر بذلك (كانت فى الغالب صورية)، يتم التصالح فيها عند قدوم أى انتخابات، ارضاء للمخالفين وضمان أصواتهم. كما ان مواجهة هذه الظاهرة من قبل المسئولين السابقين لم تكن جدية ولم ترق لمستوى الحسم للقضاء عليها نهائيا.
بهذه البساطة كانت تتم الأمور حتى فقدنا جزءا كبيرا من هذا الكنز الذى من الصعب بل من المستحيل تعويضه.
كنت عندما أعود إلى مسقط رأسى بمحافظة الشرقية أحزن على اغتيال الأرض الزراعية واستبدال الخضرة والجمال بالكتل الخرسانية.
وكنت أتذكر أيام الصغر عندما كنت استمتع بجمال الخضرة ورائحة الأرض وما بها من نباتات كانت تريح الأعصاب.. كنت وقتها أنظر على امتداد البصر أرى كل شيء أخضر.. أما الآن فأنظر لمجرد أمتار لأجد المبانى فى كل مكان.. مبان لم تكتف باغتيال الأرض بل شوهت الباقي.. مبان مقامة بعشوائية.. فمن يريد البناء على الفور يقيمه لا يثنيه أحد، فهو يعلم جيدا أنه لا رقيب ولا حسيب.. وان وجد الرقيب يعلم ان التصالح قادم، أو أن الرقيب سوف يغض البصر لسبب أو لآخر.
وجاء الرئيس عبدالفتاح السيسى ووضع حدا لهذا الأمر.. رافضا تماما أى تعد على هذه الأرض.. فهى ثروة مصر من الغذاء.. ومهما كان الثمن حتى وان كان ذلك على حساب شعبيته.
الرئيس السيسى رفض أن يسلك مسلك سابقيه للحفاظ على الأرض.. فهو يعلم جيدا أن الأرض لن تعوض.. وان الاعتداء عليها سوف يدفع ثمنه الأجيال القادمة.. فهى حاضر ومستقبل غذاء المصريين.
الرئيس أكد على ضرورة التصدى لهذه الظاهرة بكل حسم دون تردد.. وطلب من المسئولين اتخاذ الاجراءات اللازمة مهما كانت لوقف هذا الجرم.. وطالبهم بمنع أى تعد على هذه الأرض قبل حدوثه.
توقفت كثيرا أمام موقف الرئيس الذى راهن على شعبيته مقابل الحفاظ على الأرض الزراعية.. وتساءلت لماذا لم يرح نفسه ويفعل كما فعل سابقيه من الرؤساء، ويدير ظهره لهذه القضية الشائكة؟ ولكن سرعان ما وجدت الاجابة.. فشخصية هذا الرجل النضالية والقتالية وامتلاكه رؤية صحيحة لحقائق الأمور.. رؤية قائمة على تفكير عميق ورصين. تفكير هادئ ومتماسك تجعله يتخذ القرار الصحيح المبنى على حساب متزن لمصلحة شعبه.
وأيقنت ان موقف الرئيس الواضح والمتشدد فى الحفاظ على الأرض الزراعية نابع من رؤيته الصحيحة للأمور وبُعد نظره.. فهو كعادته دائماًيرى مصر المستقبل.. يحافظ على حق الاجيال القادمة، وعلى حق المصريين فى الغذاء.. فالمسألة تتعلق بالامن الغذائى للمصريين.
وهذا ما سنشعر به ونتأكد منه خلال الأعوام القادمة.