الأربعاء، 09 سبتمبر 2020 - 06:04 م

 أشياء صغيرة فى حياتنا لا ندرك قيمتها إلا بزوالها، مثل المشى فى ضوء الشمس نهاراً، هذه العادة التى افتقدها كثيرون أو ضاعت من بين أيديهم، وذلك قبل عصر الكورونا البائس بزمن، فلم يعد هناك من أبناء العاصمة على الأقل من يحرص على الاستيقاظ مبكراً فى يوم إجازته كى يسير فى الشوارع ليستمتع بضوء الشمس، وربما ساعد على غياب هذه العادة الإنسانية الجميلة، غياب إنسانية الشارع من قمامة ملقاة فى كل إتجاه وزحام سيارات وتلوث وضجيج، لذلك كان الهروب إلى أطراف القاهرة فى المدن الجديدة، إجابة على كل الأسئلة.
 فى المدن الجديدة هناك متسع كى نمشى فى الشوارع دون ضجيج ولا استنشاق عوادم سيارات مكثف، لكن الناس أتوا إلى هذه المدن بعقلية الاختناقات المرورية فلزموا دورهم وافتقدوا أهم عنصر فى الحياة؛ الشمس.
 قد تبدو الشمس لنا مجرد قرص أحمر متوهج يضيء الكون صباحاً فقط، ولكن الحقيقة هى أنها مصدر رئيسى لتجديد طاقة وحيوية الجسم ورفع نسبة الذكاء والتحصيل العلمى وإنعاش الذاكرة والقدرة على الخيار وقتل أى نوع من الفيروسات والبكتيريا فى الجسد.
 الشمس هى الحياة ولا عجب أن المصريين القدماء قدسوها، فمنها تستمد كافة الكائنات الحياة، فلم لا نعود إلى أحضانها مجدداً؟!