كــــــــــــرم جبــــــــــــر
كــــــــــــرم جبــــــــــــر


إنهــا مصـــــــر

كرم جبر يكتب| شكرا لكم!

كرم جبر

الجمعة، 11 سبتمبر 2020 - 05:25 م

سيدة القطار فيها صفات زوجتى - رحمة الله عليها - وودت أن أنحنى وأُقبِّل رأسها، وهى تدافع عن الجندى وترفض نزوله من القطار، لأن لديها ثلاثة أبناء مثله، وتقف كالأسد لتسد الطريق على الكمسارى الجبار.

فيديو يوم الخميس - أول أمس - وحكايته كمسارى سليط يسيء معاملة جندى محترم بسبب الأجرة، ويحاول إنزاله من القطار.. دقيقتان فيهما لقطات سريعة أروع من الخيال.. وفاقت ردود الافعال اى حدث آخر.

السيدة العظيمة

«ستاتك» يا مصر، رأيت مثلها فى 30 يونيو، قلوبهن حديد لتخليص الوطن من بين أنياب وأظافر الجماعة الإرهابية.. ومثلهن «سيدات الصبر» اللاتى تحملن فاتورة الإصلاح الاقتصادي.. صامدات رغم تحريض أهل الشر.

«ستاتك» يا مصر، تدافع عن الجندى وتمنع نزوله من القطار، بينما الرجال واقفون يتفرجون، وتُخرج من جيبها ثمن التذكرة، وتقاتل وتقسم وتصرخ «اقعد يا بنى ماتنزلش».

سيدة كرمها الشعب ونموذج عفوى لملايين من العظيمات، اللاتى لا تسلط عليهن أضواء ولا شهرة.. ولكن جمهور سوشيال ميديا هب عن بكرة ابيه ليرفعها فوق الاعناق..

«الجندى الرائع»

تربية القوات المسلحة، ملابسه ومظهره والشنطة التى يحملها، وأجمل شيء «الكمامة»، وعندما حاول الكمسارى استفزازه «اخلع الكمامة» رفض.

ثابت وقوى ولم يهتز.. شهم وظل يجمع الجنيهات الـ 22 من شنطته ويقدمها للسيدة، ورفض برجولة وكبرياء أن تدفع له التذكرة، رغم أنه قد لا يملك إلا الجنيهات القليلة التى دفعها.

أرى مثله فى حفلات تخرج الكليات العسكرية، شباب اقوياء يفخر بهم الوطن فأقول: «نحن بكم مطمئنون على مستقبل مصر».. ويرفع له الجميع ايديهم تحية وإجلالا، فلم يرتكب خطأ ولم يهتز وظل ثابتا، رعم الاستفزاز الرهيب والعدوانية المفرطة من الكمسارى.

«الكمسارى المسيء !»

أولاً: هو لا يرتدى الكمامة فى القطار، وأناشد السلطات الأمنية أن تبادر فوراً بإجباره على دفع الغرامة، وهو يتحرك فى قطار مزدحم بالركاب،علاوة على أنه طلب من الجندى خلع كمامته، وكانت اقواله وافعاله ذات طابع عدائى مفرط، جعل الناس يستنكرون قسوته البالغة.

ثانياً: القانون ليس كرباجاً ولا سيفاً، ولكنه كما تعلمت فى كلية الحقوق «نص» و«روح».. روح القانون تحمى من القسوة والتجبر وتعظِّم احترام العدالة وترفع من شأن إنسانيته.

ثالثاً: محاولة الاعتداء اللفظى على الجندى المحترم واستفزازه وإثارة أعصابه، وهذا يتطلب خضوع مثل هؤلاء لاختبارات نفسية، لأن الوظائف التى فيها احتكاك بالجمهور تحتاح اشخاصاً مؤهلين لذلك.

أرى مثل هذا الكمسارى على فيس بوك وفى الشوارع والأسواق، أشخاص يسيئون لأنفسهم ووظائفهم، ولا يجيدون التعامل والتصرف ولا يفعلون إلا ما يعكنن على غيرهم.. يستحق المساءلة والعقاب.

«وزير النقل»

 سرعة التحرك والاعتذار للمصريين والجنود، عمل رائع من وزير واع، احترم معانى الإنسانية فاحترم الناس تصرفه.

كان من الممكن أن يشوه تصرف الكمسارى الثورة الضخمة غير المسبوقة فى تاريخ السكك الحديدية، لأن القطارات يقودها بشر، يجب أن يكونوا على مستوى المسئولية.. شتان بين رجل يكون حازماً فى تنفيذ القانون، وبين أن يسىء إلى القانون، وبين القبضة الحديدية التى يعلوها قفاز حرير، والتى يغلفها غطاء من المسامير.

 وأخيراً: الشكر والتقدير للدولة المصرية المحترمة التى اهتمت بالحادث وتعاملت معه بتواضع وليس تكبراً.. أهم من القانون من يقومون بتنفيذ القانون.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة