أحمد غراب
أحمد غراب


بلا حرج

ما جعلت المساجد لهذا!!

أحمد غراب

الأربعاء، 16 سبتمبر 2020 - 07:19 م

 مع الاحترام والتقدير للإجراءات الاحترازية الواجب اتخاذها فى صلاة الجمعة إلا أن ذلك لا يعفى العاملين بالمساجد من الالتزام أيضاً بقاعدة جوهرية أشار إليها الحبيب المصطفى ـ عليه أفضل الصلاة والسلام ـ بقوله: (إن الرفق لا يكون فى شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه).
الكبار فى السن والأطفال الذين يحرصون على صلوات الجماعات منذ نعومة أظفارهم أحوج ما يكونون لهذا الرفق فى توجيههم للضوابط الاحترازية قبل دخول المسجد كى لا يعودوا إلى بيوتهم بلا رجعة. وخير أسوة لنا فى التعامل مع مرتادى المساجد من المصلين ما فعله الحبيب المصطفى - عليه الصلاة والسلام - مع الصحابى معاوية بن الحكم السلمى، حيث يحكى معاوية: (بينما أنا أصلى مع رسول الله - عليه أفضل الصلاة والسلام - إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله، فرمانى القوم بأبصارهم، فقلت: واثكل أمياه، ما شأنكم تنظرون إلىّ؟! فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخادهم، فلما رأيتهم يصمتوننى، سكت، فلما صلى رسول الله - عليه الصلاة والسلام - فبأبى هو وأمى!! ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه، فوالله ما قهرنى ولا ضربنى ولا شتمنى، بل قال عليه الصلاة والسلام: «إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شئ من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن»).
وحتى نستمر فى أداء صلاة الجمعة بكل مساجدنا بلا مشكلات ينبغى الحرص على درجة عالية من الرفق، فمهما حدث من مخالفات بسيطة لن ترقى إلى ما يحكيه سيدنا أنس - رضى الله عنه - أن أعرابيا بال فى المسجد، فقام إليه بعض القوم، فقال الحبيب المصطفى - عليه الصلاة والسلام - : «دعوه ولا تزرموه» فلما فرغ الإعرابى، دعا الحبيب المصطفى بدلو من ماء، فصبه على نفس المكان الذى بال فيه الإعرابى وقال له: «ما جعلت المساجد لهذا».
التيسير على الناس والرفق بهم توجيه وخلق نبوى أولى بنا وبالعاملين بكثير من مساجدنا الاقتداء به عند تنفيذ الإجراءات الاحترازية فى صلاة الجمعة حتى يديم الله علينا هذه النعمة بلا انقطاع، ويرفع عنا البلاء ولا يحرمنا مرة أخرى من إعمار بيوته فى كل الجماعات والأوقات.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة