غسان محمد عسيلان
غسان محمد عسيلان


نقطة ارتكاز

السعودية فى عيون العرب

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 21 سبتمبر 2020 - 07:06 م

غسان محمد عسيلان

لا شك أن المملكة العربية السعودية تحظى بمكانة مرموقة فى وجدان كل عربى ومسلم، وتتمتع برصيد هائل من القوى الناعمة بسبب ثقلها الدينى والروحى فهى مهبط الوحى ومهد الإسلام، وتحتضن مقدسات المسلمين فى مكة المكرمة والمدينة المنورة، وزاد من مكانتها ما قدمته وما تزال تقدمه لأمتيها العربية والإسلامية من الدعم والمساندة السياسية والدبلوماسية لكافة القضايا العربية والإسلامية فى مختلف المحافل الإقليمية والدولية، ناهيك عن الدعم الاقتصادي، والوقوف بجانب أشقائها فى الشدائد والملمات.
وتأتى القضية الفلسطينية على رأس القضايا العربية والإسلامية التى تدعمها المملكة العربية السعودية منذ عقود طويلة، وتعدها قضية العرب والمسلمين الأولى التى ينبغى الدفاع عنها بكل ما أوتينا من قوة، ومنذ وقت مبكر جدًا والمملكة تدعم الأشقاء فى فلسطين وتقف إلى جانبهم وتنحاز إلى قضيتهم؛ لأنها قضيتنا جميعًا، فضلًا عن مكانة المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
ومن تجليات الموقف السعودى مع القضية الفلسطينية وقوف المملكة مع العرب وفى القلب منهم مصر خلال حرب (العاشر من رمضان/ السادس من أكتوبر)، ولن ينسى التاريخ موقف الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله إبان هذه الحرب فقد أعلن منع النفط عن الغرب، ووقف تصديره إليه بسبب انحيازه لإسرائيل، وجاء ذلك الموقف الشجاع دعمًا للأشقاء فى مصر والدول العربية الأخرى التى تخوض حربًا من أجل تحرير الأراضى العربية التى احتلتها إسرائيل عقب نكسة يونيو 1967م.
وفى زيارته لمصر أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله على أهمية العلاقات السعودية مع مصر قائلًا: «لقد حرص الملك المؤسس عبد العزيز رحمه الله على ترسيخ أساس صلب للعلاقات السعودية المصرية، وكانت زيارته إلى مصر عام 1946م هى الزيارة الخارجية الوحيدة التى قام بها طيلة فترة توليه الحكم، ما أكَّد الأهمية الكبيرة التى كان يوليها رحمه الله لهذه العلاقة الفريدة والمتميزة، ولقد وقفت المملكة العربية السعودية منذ ذلك التاريخ إلى جانب شقيقتها جمهورية مصر العربية بكل إمكاناتها فى مختلف الظروف، ما جعل بلدينا حصنًا منيعًا لأمتنا العربية والإسلامية».
والعلاقات السعودية المصرية من أقوى وأمتن العلاقات الأخوية التى ينبغى أن تكون بين الأشقاء، فهى علاقات قوية وراسخة فى المجالات كافة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية نتيجة ما يجمع بين الشعبين الشقيقين من روابط تاريخية وثقافية، وتاريخ مشتركٍ، ومصيرٍ واحد؛ لذا فهى علاقات صلبة منيعة عصيَّة على التخريب، كما عبر عن ذلك صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان ولى العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع حفظه الله.
ومن يتابع مسيرة العلاقات السعودية العربية يجد أن المملكة رعاها الله تبادر دائما بمد يد العون لجميع الأشقاء، ولن ينسى التاريخ دورها الرائد فى حل الأزمة اللبنانية، ويشهد لذلك اتفاق الطائف الذى وضع حدًّا للحرب الأهلية اللبنانية التى استمرت نحو 16عامًا أكلت الأخضر واليابس، وقدمت المملكة وما تزال تقدم للبنان الدعم السياسى والاقتصادى الكبير للحفاظ على أمنه واستقراره.
ولا تتوانى المملكة عن تقديم كافة صور وأشكال الدعم لأشقائها العرب فى جميع الأقطار فقد وقفت مع الكويت الشقيق، كما ساعدت الصومال والعراق واليمن والبحرين والأردن وتونس والمغرب وسائر البلدان العربية، وفى أزمة الفيضانات الأخيرة فى السودان الشقيق كانت المملكة من أوائل الدول التى قدمت الدعم والمساندة للشعب السودانى الشقيق.
وفى المقابل لم يقصر الأشقاء العرب فى دعم المملكة ومساندتها والوقوف معها فى مختلف الظروف، وفى الذكرى التسعين لليوم الوطنى السعودى تتوالى مظاهر البهجة والفرحة العربية بما حققته المملكة من نمو وتطور وازدهار يُعد مثارَ إعجاب وفخر واعتزاز لكل عربي، فالخير الذى تنعم به المملكة، وما حققته من إنجازات فى مسيرة نهضتها وتقدمها يعود على العرب جميعًا بالخير والرخاء؛ لذا فالعرب ينظرون للمملكة بعيون الأخ والشقيق المحب، ويرون فيها السند القوى والشقيق الكريم المخلص الذى يبادر دائمًا بمد يديه لأشقائه بالخير والمحبة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة