«عروس بحر ودلافين».. اللنشات السياحية تهدد الحياة البحرية
«عروس بحر ودلافين».. اللنشات السياحية تهدد الحياة البحرية


«عروس بحر ودلافين».. اللنشات السياحية تهدد الحياة البحرية

إبراهيم الشاذلي- إنجي خليفة

الإثنين، 05 أكتوبر 2020 - 05:35 م

«سلاحف بحرية ودلافين وعروس بحر وقرش حوتي وحوت قاتل كاذب».. جميعها كائنات بحرية أصبحت في مواجهة يومية مع الموت.. فيوما بعد يوم تزداد المخاوف من ارتفاع حوادث نفوق عدد من الثديات البحرية النادرة بسبب «رفاص» اللنشات السياحية.

أخر هذه الحوادث نفوق حيوان «عروس البحر» المهددة بخطر الانقراض بمنطقة مرسى علم في البحر الأحمر إثر اصطدام «رفاص» أحد اللنشات البحرية بها.

الحوادث المتكررة دفعت الجمعيات الأهلية  العاملة في مجالات حماية البيئة البحرية بـالبحر الأحمر، لإطلاق دعوات للمحافظة على هذه الكائنات من مخاطر الأنشطة البشرية والصيد الجائر داخل مناطق المحميات الطبيعية خاصة الكائنات البحرية المهددة بخطر الانقراض والمحظور صيدها أو بيعها وتداولها دوليا والتي تمثل عنصر الجذب الرئيسي لنحو 3 ملايين سائح من هواة ممارسة الغوص والأنشطة البحرية وتعتبر ثروة قومية لمصر.

وأمام هذه الإضرار التي تقع على هذه الكائنات البحرية وتهدد حياتها أطلق عدد من الغطاسين والعاملين بالأنشطة البحرية والمهتمين بالبيئة البحرية، حملة لحماية حياة عروس البحر والدلافين والسلاحف والقروش والحيتان من النفوق.

 

 

«البيئة تتحرك»

 

وفي استجابة سريعة أكد قطاع المحميات الطبيعية بوزارة البيئة، أنه سيتم التنسيق مع هيئة السلامة البحرية من أجل وضع حل لتفادي أزمة نفوق الحيوانات البحرية نتيجة الاصطدام باللنشات في نطاق البحر الأحمر.

وأضاف الدكتور محمد سالم، رئيس قطاع المحميات الطبيعية بوزارة البيئة، أن معظم الحوادث تقع نتيجة اصطدام الكائنات البحرية بـ«رفاص» اللنشات.

وأوضح أنه سيتم تقنين عمل اللنشات لتقليل احتمالات حدوث تلك النوعية من الحوادث، من خلال إلزامها بتركيب شبكة معدنية من نفس مواد صناعة الماكينات على الـ«رفاص» لحماية الكائنات البحرية من مخاطر الاصطدام، لافتا إلى أهمية هذه الكائنات البحرية بالنسبة لقطاع السياحة.

وتابع الدكتور محمد سالم، رئيس قطاع المحميات الطبيعية بوزارة البيئة، في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»، أنه سيتم الإعلان عن أماكن مغلقة تماما يمنع دخول اللنشات إليها لتقليل احتمالات الاصطدام التي من الممكن أن تتسبب فيها العائمات.

وأضاف أنه سيتم التنسيق مع هيئة السلامة البحرية وهى الجهة المعنية بإصدار تراخيص هذه اللنشات لتنفيذ ذلك.

 

«علاقة تكامل»

وأوضح الدكتور محمد سالم، أن البيئة والسياحة في مصر متلاصقتان خاصة أن حوالي 85% من السياح القادمين إلى مصر يمارسون أنشطة ذات طابع بيئي خاصة في منطقة البحر الأحمر وجنوب سيناء.

وتابع: نستخدم الحادث لنعيد تذكير الأطراف المعنية بملف السياحة في مصر بأن الحفاظ على التنوع البيولوجي والكائنات الحية ليس رفاهية بالعكس هو لتعزيز استفادة الدولة من الموارد الطبيعة التي قد تكون غير موجودة بأي دولة في العالم وهذه الكائنات قد تتأثر بالأنشطة البشرية، لذلك يجب وضع هذه الأنشطة في إطار محدد للحفاظ على الموارد الطبيعة وعدم استنزافها والاستفادة منها والحفاظ عليها. 

 

 

اقرأ أيضا.. تسجيلات لوزير الدفاع الإسرائيلي ووثائق «مسربة» تكشف مفاجآت عن حرب أكتوبر
 

«القانون الجديد»
 
وأضاف أن مواد قانون البيئة الحالي تضمنت  مواد كثيرة للحفاظ على الحياة البيئة البحرية والبرية بشكل كبير.. لكن في القانون الجديد سوف نعمل على دمج منظومة البيئة أو التنوع البيولوجي في مصر مع الأنشطة السياحية لضمان مقومات استمرار حياة الكائنات البحرية وغيرها على الأرض سواء للأجيال الحالية أو القادمة.

 

 

«الأول من نوعه»

وفي نفس السياق، أكد مصدر مسئول بوزارة البيئة، أن حادث مرسى علم الخاص بعروس البحر هو الأول من نوعه فلم يحدث من قبل مسبقا حادث مشابه.

وتابع المصدر – في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»- أن الحادث الذي وقع مؤخرا لـ«عروس البحر» كان من صعب تحديد سبب الوفاة لأن الحيوان كان في حالة تحلل ولكن سبب الوفاة لا يخرج عن احتمالين: الأول الوفاة الطبيعة نظرا لكبر السن ونتج عن الوفاة الطفو على سطح المياه نتيجة عملية التحلل فاصطدم به أحد اللنشات، والاحتمال الثاني: أنه أثناء عملية تنفس عروس البحر حدث الاصطدام مع لانش سريع خاصة وأن عروس البحر يحتاج للتنفس كل 5 دقائق.

وتابع المصدر أن عروس البحر يتواجد في السواحل البحرية المصرية خاصة في المنطقة المحيطة بمرسى علم بكميات كبيرة نسبيا فمؤخرا فتم رصد 60 عروس بحر في منطقة مرسى علم التي تتواجد فيها بأعداد كبيرة، حيث تتغذى هذه الكائنات على الأعشاب البحرية.

 

اقرأ أيضا.. ماسح أحذية النواب: «عبد الناصر» حضر للبرلمان متنكرا.. و«صدقي» دخل الجلسة بدون حذاء

 

«عوامل جذب»

 

يقول محمود عبد الإله مدرب غوص بالبحر الأحمر، أن عروس البحر والدلافين من الكائنات البحرية التي تحظى باهتمام بالغ لدى السياح، فهى تعد واحدة من عوامل الجذب التي نعتمد عليها في التسويق لرحلات الغوص وهناك تجربة بيئية رائدة قامت بها وزارة البيئة للاستفادة من مناطق تجمع تلك الكائنات البحرية.

وتابع: «تعد منطقة صمداي من أكبر المحميات الخاصة بالدلافين في العالم، وتضم أكثر من 5 آلاف دولفين.. بالإضافة إلى أنها تحتوي على عدة أنواع للشعاب المرجانية».

 

 

«منطقة صمداي»

ويضيف حسن الطيب رئيس جمعية الإنقاذ البحري وحماية البيئة أن منطقة «صمداي» قامت بإعداد إدارة رصد بيئي يومي لتسجيل أعداد الدلافين المتواجدة في المنطقة، كما قامت إدارة محميات البحر الأحمر بدراسات أكدت أن أعداد كبيرة من الدلافين تأتي يومياً في أعداد كبيرة إلى منطقة شعاب صمداي للراحة.

 

 

«إزعاج الدلافين»

 

ويوضح الطيب أن هناك مناطق جديدة تم استحداثها كبيوت للدلافين شمال الغردقة وبالتحديد منطقة «العرق» وتم فرض رسوم لزيارتها وهناك عقوبات صارمة لأي مخالفة سواء بدخول الحيز الممنوع اختراقه والذي حددته وزارة البيئة أو حتى مطاردة الدلافين والتي تحدث من وقت لأخر، حيث يعتبر ذلك إزعاج للدلافين وهناك قائد مركب حصل على 6 أشهر حبس بتهمة إزعاج الدلافين.


ومن جهته كشف الدكتور أحمد شوقي الباحث البيئي المتخصص في البيولوجيا البحرية، أنه يجب تحديد أماكن الكائنات البحرية المهددة بالانقراض على خرائط ومناطق الأنشطة السياحية المختلفة حتى تتجنبها مسارات اللنشات السياحة، وذلك لحماية الدلافين وكذلك عروس البحر.
وطالب «شوقي» بإعداد فريق وطني من المتطوعين مؤهل ومدرب على تنفيذ أعمال المسح البحري للكائنات البحرية الضخمة لتقديم التوعية البيئية السليمة وكيفية الإبلاغ عن حوادث جنوح اليخوت وتوثيق المخالفات البيئية.

 

 

«كائنات نادرة»

خبير الغوص أيمن طاهر، يؤكد أن وجود حيوان «الدوجونج» الشهير بـ«عروس البحر» في منطقة مرسى علم بالبحر الأحمر يعتبر أحد عوامل الجذب للحياة البحرية وتحقيق دخل وعائد مادي كبير نتيجة الزيارات لمحبي أنشطة الغوص لمشاهدة هذا المخلوق الجميل. 

وشدد على ضرورة تدريب قائدي اللنشات والزودياك على كيفية التعامل مع هذه الكائنات النادرة.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة