عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

نسمات الشهداء

عمرو الديب

الأربعاء، 07 أكتوبر 2020 - 06:12 م

ماذا بعد مهجة الإنسان يبذلها العاشق دليلا على صدق العشق، وأى شئ يمكن أن يقدمه المحب برهانا على مدى إخلاصه أسخى من روحه التى تضىء جنبيه، وليس فقط أيام حياته الغضة وأعوام عمره النضرة، بل كل حياته وزهرة سنيه، ليس بعد تقديم الأرواح، وبذل المهج شئ أرقى، أو تضحية أنبل، او هدية أسخى. لذا يسطع موكب الشهداء فى تاريخ الأوطان، كأشرف مشهد فى شرفات الكرامة الوضاءة، وأبرز بصمات تنحفر على ذرى المجد المشرقة التى تعتلى تلال الذاكرة، وسهول الوجدان المبسوطة الممهدة، وتتعدد وجوه التضحية المضيئة، وتبقى الأوطان أنبل الكيانات التى من أجلها تبذل الأرواح والمهج، فدفاعا عنها، وعن كرامة أرضها، وسلامة أبنائها يسخو الأصفياء بأرواحهم، ويقدمون أعمارهم الغضة دليلا على صدق العشق..والانتماء إلى الأرض، ومع نسمات انتصارات أكتوبر المجيدة، دائما ما يتضوع عبير أخاذ، وينتشر أوار عطر التضحيات، وتفوح رائحة مسك الإيثار فتستحوذ على الآفاق أياما تتوارى فيها خجلا رائحة عطن الأثرة وعفن الأنانية، ففى ملحمة أكتوبر 1973 سطع معنى التضحية كأجلى ما تكون، وبرزت روح الإيثار الوهاجة، واكتسب مغزى الشهادة من أجل الأوطان عمقا مذهلا وسطوعا باهرا، وصار بذل الأرواح والمهج أعجوبة تعقد الألسنة، وتهز الضمائر، وتخطف الألباب، وتدهش العقول، فموكب الشهادة فى معارك أكتوبر وحروب الاستنزاف الممهدة أحيا أمة بأسرها، وغسل عار بلادنا الأبية، وفتح الطريق للأمل الغائب كى يعود، وبدت مشاهد الشهادة الأسطورية، فى معارك أكتوبر 1973 رمزا ودليل صدق على إخلاص المصريين لوطنهم، وعشقهم لبلادهم، وغيرتهم على أرضهم، وبرز موكب الشهداء فى 73 وكأنه إمام المواكب، ومقدم الركب فمن ورائه اتصل حبل الشهادة، لأبطال من قواتنا المسلحة الباسلة، ومن شرطتنا اليقظة الساهرة، واصلوا طريق الشهادة النبيل مؤكدين أن تراب هذا البلد الكريم تحنيه الدماء الزكية إذا ما تعرض لغدر خونة، أو اعتداء طامعين!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة