نوال مصطفى
نوال مصطفى


حبر على ورق

بريد كلينتون.. وكلمة السر

نوال مصطفى

الأربعاء، 14 أكتوبر 2020 - 06:59 م

مع اقتراب موعد ذهاب الناخبين الأمريكان إلى صناديق الانتخاب تزداد وتيرة الصراع، ويتفنن المرشح الجمهورى دونالد ترامب أكثر رئيس أمريكى إثارة للصخب فى اللعب بكل الأوراق التى تمكنه من البقاء فى البيت الأبيض لفترة رئاسية ثانية مدتها أربع سنوات.

يتكرر السيناريو الذى لوح به فى الانتخابات الماضية مرة أخرى، وكانت منافسته القوية هى وزيرة الخارجية فى عهد الرئيس باراك أوباما هيلارى كلينتون، لكنه لم يكتف هذه المرة بالمطالبة بنشر رسائل البريد الإليكترونى الخاص بهيلارى بل أمر المباحث الفيدرالية برفع السرية عن تلك الوثائق.

يرى بعض المحللين السياسيين أن موعد نشر الرسائل قد يفسر بطريقتين الأولى هى رغبة الإدارة فى إحداث أكبر تأثير ممكن فى الانتخابات، أما التفسير الثانى فيشير إلى توقيت النشر، ويرجع ما حدث إلى أن إدارة ترامب تشعر باليأس من قدرتها على تحسين حظوظها فى الانتخابات، ولم يعد لديها ما تستطيع تقديمه للناخبين لإقناعهم بالتصويت للرئيس فلجأت إلى فتح ملفاتها القديمة.

قضية رسائل كلينتون كانت عاملاً مؤثراً فى انتخابات 2016، حسب رأى كثير من النقاد السياسيين، لذا فقد تكون حملة الرئيس ترامب قد ارتأت أنه من المفيد استثمارها مجدداً لربط مشاعر عدم الثقة التى عززتها هذه القضية نحو كلينتون لدى قطاع لا بأس به من الناخبين بمرشح الحزب الديمقراطى الحالى ∩جو بايدن∪.

السؤال المطروح الآن فى العالم كله: هل ستخضع كلينتون للتحقيق مجدداً؟

السؤال بالطبع له ما يبرره، فقد خاضت كلينتون سباقاً رئاسياً شرساً فى انتخابات عام 2016، وواجهت تحقيقاً فيدرالياً فى قضية البريد الإليكترونى أغلق فى يوليو 2017، دون توجيه أى تهم جنائية، فقط اقتصر الحكم على اتهامها بالإهمال الجسيم.

ما يهمنا نحن كمصريين هو ما كشفت عنه الوثائق السرية من مؤامرة خسيسة، رخيصة تمت حياكتها بين هيلارى كلينتون والرئيس الإخوانى مرسى العياط، وكذلك تمويل بقيمة عشر مليار دولار تلقاها خيرت الشاطر من أجل تأسيس قناة إخبارية تبث أخبارا ومواد إعلامية تؤجج الغضب والتذمر لدى الشعب المصرى، وتساهم فى زعزعة الاستقرار فى مصر. احتوت الوثائق السرية مراسلات بين هيلارى وتوكل كرمان الصحفية اليمنية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام والاتفاق على تمويل حركتها ∩صحفيات بلا حدود∪.

فضيحة البريد الإليكترونى لمسز كلينتون كشفت الكثير والكثير من الخبايا، والأسرار التى طالما شغلت عقول المصريين وطرحت العديد من الأسئلة التى لم تكن تجد إجابات شافية. الآن وبعد كشف المستور عما جرى، وكيف ساهمت الإدارة الأمريكية فى عهد أوباما فى تفكيك وسقوط أكثر من بلد عربى، علينا أن نفرح، وأن ندرك تماما حجم المؤامرة، ونفخر بقدرة الشعب المصرى على إدراك الخطر والتحرك فى الوقت المناسب من أجل إنقاذ بلده وهويته.

لو عدنا إلى الوراء سوف نتذكر كيف استشاط الرئيس الأمريكى غضبا عندما نزل الشعب المصرى فى 30 يونيو 2013 ليحرر نفسه من الاحتلال الإخوانى، دفاعا عن تاريخه وهويته، وبادر بالعداء والإنكار لشرعية الثورة، وقائدها الرئيس عبد الفتاح السيسى.

الحمد لله الذى حفظ مصر من كل خطر يتربص بها، اللهم احم مصر، وارفع رايتها دائما عالية خفاقة. وسلط أبدان على أبدان حتى تتوالى المفاجآت مع المزيد من رسائل الست هيلارى، يبدو فعلا أن فضائح قوم عند قوم فوائد!.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة