وربما كثيرون لا يعرفون أن طارق عامر كان سببا فى رفع قيمة العروض المالية التى كانت البنوك الأجنبية تغرى بها العاملين فى البنك الأهلى

أنا شخصياً إلى فترة قصيرة كنت أعتقد أن المشروعات الصغيرة التى تتبناها بنوكنا المصرية خاصة بالشباب.. لكن هشام عكاشة رئيس البنك الأهلى يصحح معلوماتى ويقول.. إنها تخص كل الأعمار بعد أن أصبح لها أب شرعى باحتضان البنك المركزى لها.. وكون أن يصدر قرار شجاع بتعيين حازم حجازى رئيساً تنفيذياً لها مع رئاسته لقطاع التجزئة والفروع بالبنك الأهلى.. معناه أن حازم لديه خطة طموح تهدف إلى تغيير نمط حياتنا من استهلاكيين إلى منتجين.. مؤكد أنه سيسعى إلى تصنيع المنتجات التى كنا نستوردها بالدولار.. ويحقق فرص عمل للعاطلين.. ويتطلع إلى تصدير الفائض عن حاجتنا ليدر علينا الدولار..
- وأسمع من رئيس البنك الأهلى كلاماً مفرحاً إذ يقول إن ميزانية المشروعات الصغيرة والمتوسطة تقترب من العشرين ملياراً.. ومن المتوقع فى نهاية يونيه تصل إلى 22 ملياراً..
.. معنى كلامه أن هذا الرقم سيكون فى رقبة حازم حجازى أحد الطيور المهاجرة التى عادت إلى البنك الأهلى ليقود فريق عمل تعداده 1500 موظف يعملون فى تسويق المشروعات.. ومن المنتظر أن ينضم إليه ما يقرب من 500 موظف جديد لتغطية المحافظات..
- أما عن قصة عودة حازم حجازى فهى تبدأ عندما استجاب طارق عامر محافظ البنك المركزى للدعوة التى أطلقتها على صفحات «الأخبار».. وطالبته فيها بعودة الطيور المهاجرة.. قال لى محافظ البنك المركزى.. إن أول العائدين هو حازم حجازى والذى سبق له العمل معى عندما كنت رئيساً للبنك الأهلى.. وكان وقتها يعمل فى إحدى الدول الخليجية.. وانضم إلى الفريق الذى اخترته للعمل معى.. أعضاء الفريق اعتبروا دعوتى لهم هى واجب وطنى لا يقبل الاعتذار فتركوا رواتبهم بالدولار.. ليحصلوا على رواتبهم بالجنيه المصرى..
- وللحق كان هشام عكاشة وشريف علوى يشكلان ضلعى مثلث القيادة العليا معى فى البنك.. ثم حازم حجازى كان يمثل عَصّب قطاع التجزئة والفروع ثم علاء فاروق الذى كان قادماً من باركليز لمع اسمه كرئيس لقطاع التسويق ثم يحيى أبو الفتوح الذى دخلت تحت أحضانه محفظة البنك وحسين الرفاعى الذى أصبح مع أبوالفتوح عضوى مجلس الإدارة التنفيذى.. كل هذه الصفوة كانت تمثل الفريق الذى عمل مع طارق عامر عندما كان رئيساً للأهلى.. ولكى أكون منصفا رفض هشام عكاشة بعد توليه المسئولية بعد طارق عامر الذى استقال بسبب خلافاته مع الإخوان.. أن يتخلى عن موقعه فى أعقاب تقلص راتبه بسبب قرار رئيس الحكومة وبقى فيه خوفا على النجاحات التى تحققت فى عهد طارق والتى كانت نقطة انطلاق لمزيد من نجاحات جديدة أضافها هو بعد رئاسته للبنك..
- وربما كثيرون لا يعرفون أن طارق عامر كان سببا فى رفع قيمة العروض المالية التى كانت البنوك الأجنبية تغرى بها العاملين فى البنك الأهلى.. فعندكم مثلا هشام عكاشة تلقى عرضا برقم خيالى بالدولار مقابل أن يترك البنك الأهلى ويعمل فى أحد البنوك الأجنبية بجانب امتيازات عينية لا يتخيلها رئيس بنك ومع ذلك اعتذر لا لشيء لكن خوفا على البنك الذى وصلت أرباحه إلى سبعة مليارات.. وقد شجعه فى البقاء مسئوليته عن إعداد جيل من القيادات الشابة يشاركونه الآن مسئولية الإدارة.. لذلك رحب عكاشة بعودة حازم حجازى على اعتبار أنه أول من وضع البنية الأساسية لمسابقة «مديرى المستقبل».. هذه المسابقة كسرت السلم الوظيفى فى البنك وفتحت الباب أمام الشبان للترقى فى المناصب القيادية لأنهم لو فى مواقعهم الطبيعية لظلوا فيها حتى سن المعاش.. وكون أن فكر حازم قد إتجه إلى إنصاف الكفاءات والموهوبين بمثل هذه المسابقة.. فكان السبب هشام عكاشة الذى يساند الكفاءات ويقف جانب كل يد تمتد فى التطوير.. بدليل أنه كان أول من شجع حازم حجازى أيام ما كان فى موقعه قبل أن يتركه.. والشهادة لله أن خطة تطوير وتحديث فروع البنك الأهلى هى من فكر حازم وكان يهدف رفع مستوى الخدمة البنكية وللحق الذى قام بتنفيذ خطة التطوير الموهوب حسام الحجار أحد أعضاء الفريق الذى انضم إلى البنك فى بداية رئاسة عامر.. وخطة التطوير التى وضعها حازم حققت حلم عكاشة فى الوصول بفروع البنك إلى القرية المصرية وهذا هو ما كان يسعى إليه لحماية البسطاء من الوقوع فى شباك النصابين تحت مسمى توظيف الأموال..
- لقد كان من الطبيعى أن يستجيب حازم حجازى وغيره من أبناء البنوك المصرية بالعودة إلى مواقعهم على اعتبار أن هذه المرحلة فى حاجة إلى العقول المصرية، صحيح أن عودة حازم حجازى كانت البداية فالرجل ترك موقعه الأخير وللمرة الثانية فى دولة الإمارات، صاحب العمل كان ينصحه بألا يضحى بأجره لأنه لن يحصل عليه فى مصر لكن إصرار حازم على أن يخدم بلده فى هذه المرحلة زاد احترام صاحب العمل له الذى قال له «مصر فى عيوننا واحترامى لك هو لأنك ابن بار بها» ولذلك ستظل معنا فى عملنا بالإمارات كمستشار وهذا العمل لن يمنعك عن عملك التنفيذى فى مصر..
- سؤال أخير.. هل يحقق حازم إنجازا وإعجازاً ونتحول من استهلاكيين إلى منتجين؟.. هل سيحقق طموحات أمام طوابير البطالة التى تبحث عن فرص عمل فيحولهم إلى حرفيين؟.. هل سنكون منتجين لسلع كنا نستوردها بملايين الدولارات ونصبح مصدرين لها؟.. وأسئلة كثيرة.. المهم تتحول إلى نتائج.. قولوا يارب.