السفير الروسي خلال حواره مع محرر الأخبار
حوار| سفير روسيا بالقاهرة: السيسي وبوتين صديقان تجمعهما «كيمياء» مشتركة
الأحد، 18 أكتوبر 2020 - 03:27 ص
- بدء الإنتاج فى المنطقة الصناعية الروسية بمحور قناة السويس 2022
- توريد 25 مليون جرعة لقاح فور موافقة «الصحة».. ومستعدون لتصنيعه بالمصانع المصرية
- نحث إثيوبيا على التوصل لحل ينهى مخاوف مصر والسودان.. ومستعدون للمساعدة
- 150 ألف سائح روسى زاروا «القاهرة» العام الماضى رغم وقف الطيران للغردقة وشرم الشيخ
أعلن السفير الروسى فى القاهرة جيورجى بوريسينكو، أن أول إنتاج من المنطقة الصناعية الروسية المنتظر إقامتها فى محور قناة السويس سيكون عام 2022، إذا تم الانتهاء من اتفاقات إقامة المنطقة خلال العام المقبل، موضحاً أنها ستضم 32 شركة روسية.
وأوضح فى حوار خاص لـ«الأخبار» أن تداعيات فيروس كورونا أدت إلى تعطيل إنشاء المحطة النووية فى الضبعة وتأخير تسليمها لمدة عام أو عامين، مضيفا أن لجنة من الخبراء الأمنيين الروس تصل مصر قريباً لمراجعة الإجراءات الأمنية فى مطارى الغردقة وشرم الشيخ، مشيرا إلى أن الخط الأحمر المصرى فى ليبيا «سرت - الجفرة» الذى أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسى كان له أثر كبير فى تحقيق الاستقرار فى ليبيا.. وإلى تفاصيل الحوار..
> الأسبوع الماضى تم الإعلان عن توريد 25 مليون جرعة من لقاح «سبوتنيك-v» الروسى إلى مصر.. متى سيتم ذلك؟ وما الخطوات الأخرى فى التعاون المصرى الروسى لمواجهة فيروس كورونا؟
جرعات اللقاح تم طلبها من جانب شركة الدواء المصرية «فاركو»، والتوريد سيتم فور الموافقة على الصفقة من جانب وزارة الصحة المصرية، باعتبارها الكيان المنظم لكافة الأدوية بمصر، وسنكون سعداء بتوريد مزيد من كميات اللقاح ومساعدة مصر على حماية مواطنيها، لأن الكمية المطلوبة لا تكفى شعب المصرى الذى تجاوز 101 مليون نسمة حالياً، فى حالة رغبة مصر فى المزيد. الأمر لا يتعلق بالتوريد فقط وإنما قد يعطى صندوق الاستثمار المباشر الروسى رخصة لتصنيع اللقاح فى مصر، وهذا سيشكل فائدة كبيرة للشركات المصرية بما يوفر فرص عمل ويعطى الفرصة لتكون مصر مركزاً لتصدير اللقاح إلى الدول الأفريقية.
مزايا تجارية
> هناك تأكيدات كثيرة باهتمام الشركات الروسية بالاستثمار فى منطقة قناة السويس.. متى يترجم ذلك لإقامة مشاريع؟
مشروع إنشاء منطقة صناعية روسية فى محور قناة السويس جار العمل عليه، وهناك بعض النقاط التى تحتاج للحل بين الجانبين المصرى والروسي، لكن يمكننا التأكيد أن هناك 32 شركة روسية مهتمة باقامة مصانع ومناطق تخزين كبرى فى تلك المنطقة، تعمل فى مجالات مختلفة مثل الغذاء والبلاستيك والأجهزة الكهربائية، التالى تستطيع نقل التكنولوجيا الروسية لمصر فى عدة مجالات، لكن هذه شركات قطاع خاص تحتاج إلى مزايا تجارية، وذلك السبب فى استمرار المباحثات مع نظرائنا المصريين لتحقيق أفضل وضع سواء للشركات الروسية أو لمصر كذلك، ومن المنافع لمصر اشتراط أن يكون 90% من العاملين فى المشروعات الروسية من المصريين، وتصنيع وتصدير مزيد من المنتجات بعلامة «صنع فى مصر» إلى دول كثيرة تشترك مع مصر فى مناطق للتجارة الحرة، وبالنسبة للشركات الروسية بالطبع ستجنى أرباحا من مشاريعها. حالياً المباحثات جارية لإنهاء عدة اتفاقيات نأمل أن تنتهى العام المقبل، فى حال سيرها بسلاسة كما نتمنى، وبذلك سيبدأ العمل بالمنطقة الصناعية الروسية ويخرج أول انتاج منها فى عام 2022، ليس من كل المصانع لأن بعضها يحتاج مزيدا من الوقت.
> ما تقييمك لتطور العلاقات الاقتصادية بين مصر وروسيا فى السنوات الأخيرة؟
لدينا اهتمام كبير بتطوير العلاقات التجارية مع مصر، التى تعتبر البوابة الرئيسية لنا إلى أفريقيا، حيث تستحوذ مصر على ثلث حجم التجارة الروسية مع أفريقيا، ونحن مهتمون بتعزيز علاقاتنا الاقتصادية من خلال عدة مشاريع مثل المنطقة الصناعية الروسية، وعدة عقود كبرى مثل توريد 1300 عربة سكة حديد من خلال شركة ترانسماش الروسية بشراكة مع المجر.
> ما آخر التطورات بشأن تنفيذ المحطة النووية فى الضبعة؟ وهل أثرت الظروف المرتبطة بجائحة فيروس كورونا على الجدول الزمنى للتنفيذ؟
العمل جار على إنجاز المحطة النووية، ويجب الإشارة إلى أن المحطات النووية تحتاج إلى وقت طويل فى بنائها، وبالتالى من الطبيعى أن يستغرق بناء محطة نووية 10 سنوات على الأقل، وللأسف أثرت جائحة كورونا على الجدول الزمنى للمحطة.
> المصريون والروس يتطلعون إلى عودة الرحلات الجوية إلى مطارات مدن البحر الأحمر.. ما المطلوب من مصر ليتم اتخاذ ذلك القرار؟
تعلم أن الرحلات الجوية الروسية تم تعليقها قبل 5 سنوات حين وقع انفجار فى طائرة روسية فى أجواء شبه جزيرة سيناء، وقد توصلت الجهات الأمنية الروسية إلى أن الحادث هجوم إرهابي، بوضع قنبلة على متن الطائرة، ونحن نحتاج للتأكد بأنه لن تحدث حوادث مشابهة مرة أخرى، كما أن الحادث وقع فى أكتوبر 2015 بعد شهر واحد من من دخول القوات الروسية إلى سوريا، ويعتقد أنه كان عملا انتقاميا من التدخل العسكري، مازالت قواتنا فى سوريا وهناك احتمالية ان يواصل هؤلاء الإرهابيون استهداف المواطنين الروس والمصالح الروسية.
نرغب فى استئناف رحلات الطيران العارض «الشارتر» ولكن أولوياتنا هى الأمن والسلامة، فلا نريد تكرار الحادث المأساوى والكثير من شعبنا يحب مصر وشواطئ البحر الأحمر وحسن ضيافة المصريين، ويتمنى عودة الرحلات المباشرة من المدن الروسية لشرم الشيخ والغردقة، لأن العام الماضى شهد زيارة 150 ألف روسى عبر دول أخرى مثل بيلاروس وأوكرانيا ودول شرق أوسطية.
منتجعات سياحية
ـ بعض المراقبين يرون أن عودة الطيران الروسى إلى المدن السياحية قد يتم استخدامه كورقة ضغط سياسية على مصر.. ما تعليقك؟
هذا ليس صحيحاً فلا علاقة بين استئناف الرحلات الجوية وأية أمور سياسية، فكما تعلمون فى 2018 تم استئناف الرحلات بين القاهرة وموسكو، وفى سبتمبر الماضى بدأت الرحلات من جديد بعد 6 أشهر من التعليق بسبب جائحة كورونا، وحالياً هناك 3 رحلات جوية أسبوعياً لشركة مصر للطيران و3 رحلات لشركة «ايروفلوت» الروسية بين عاصمتى البلدين، والأمر يتعلق فقط برحلات الشارتر إلى مدن المنتجعات السياحية، وأؤكد أنه لا عقبات سياسية أمام استئنافها، مايقلقنا فقط الاعتبارات الأمنية بسبب الوضع فى المنطقة وعمليتنا العسكرية فى سوريا.
> خلال السنوات الماضية شهدنا العديد من اللقاءات بين الرئيس السيسى والرئيس بوتين.. كيف ساعدت العلاقات الودية بين الرئيسين فى تعزيز العلاقات الثنائية؟
العلاقات الجيدة بين الزعماء أمر جوهرى فى الحفاظ على علاقات طيبة بين أى بلدين، وهناك كيمياء مشتركة تجمع الرئيسين السيسى وبوتين، وأعتقد أن هناك تقديرا وثقة متبادلة بينهما يعملان معا منذ سنوات وأصبحا شريكين وصديقين، وهذا ما يساعدنا كمسئولين فى التغلب على أى اختلافات فى رؤانا أحياناً، العلاقات الجيدة بين الزعماء مهم لحل أية خلافات، ونحن سعداء بوجود مصر كصديق مقرب، ونعمل على تطوير علاقاتنا ليس فقط على الصعيد الرئاسي، فوزيرا خارجية البلدين يتواصلان بكثافة عبر الهاتف حالياً نتيجة الصعوبات فى السفر بسبب جائحة كورونا، وهناك اتصالات بين الأجهزة والوزارات المختلفة فى البلدين بشكل دائم، والعام الماضى شهد عقد اللجنة الوزارية المصرية الروسية المشتركة للتعاون التجارى والاقتصادى والعلمى والفني، فى القاهرة ومن المنتظر عقدها فى موسكو برئاسة د. نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة، «إذا سمح لنا فيروس كورونا»، وكذلك هناك تواصل بين وزيرى الدفاع والجهات الأمنية، وسأكون سعيداً بالنجاح فى توثيق العلاقات من خلال عملى بمصر.
حل سلمى
> الوضع الليبى يشكل قلقا كبيرا لمصر من تدفق مقاتلين وأسلحة من دول مثل تركيا إلى ليبيا.. هل روسيا رصدت ذلك وما تصوركم للتنسيق المصرى الروسى لحل الأزمة الليبية؟
بالطبع روسيا ترصد عن كثب الوضع فى ليبيا، ونحن نعمل على المساعدة فى الحفاظ على وقف لاطلاق النار والتوصل إلى حل سلمي، لذلك نتواصل مع كل الأطراف الليبية، وخلال العام الحالى استقبلنا فى روسيا السراج وحفتر وعقيلة صالح وغيرهم، وحاولنا أكثر من مرة جمع كل الأطراف للتوصل إلى حل سلمي، كما نتواصل مع العديد من الأطراف الدولية المعنية ومنها تركيا، للتوصل إلى حل ومنع حرب جديدة، ومنذ يونيو الماضى أبلغنا الجانب التركى بضرورة الحفاظ على وقف إطلاق النار، وفق خطوط التماس الحالية لأن أنقرة وأصدقاءها بطرابلس فى البداية كانوا يطالبون بانسحاب قوات الجيش الليبى إلى مواقعه فى عام 2015، وحاولنا اقناع الأتراك بالحفاظ على خطوط التماس، وعدم الدخول فى صدامات عسكرية جديدة لأنها ستريق الكثير من الدماء، وقد استمع لنا الأتراك ومؤخراً لم نشهد أعمالا عدائية على الأرض فى ليبيا. الخط الأحمر الذى حدده الرئيس السيسى (سرت - الجفرة) كان له تأثير مهم فى تحقيق الاستقرار فى ليبيا.
> روسيا جمعت بين الرئيس السيسى ورئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد العام الماضى.. هل تنوى موسكو تقديم مبادرة لحل أزمة سد النهضة بعدما فشلت المحاولة الأمريكية وحاليا هناك جهود أفريقية لم تصل لنتيجة؟
روسيا على صلة جيدة بكافة الأطراف فى تلك القضية، سواء مصر أو السودان أو إثيوبيا، ونريد الحفاظ على مستوى علاقاتنا مع الجميع، وقد بعث وزير الخارجية لافروف عدة مرات رسائل إلى نظيره الإثيوبى بأن إثيوبيا لديها الحق فى التنمية لكن يجب أن تضع فى اعتبارها احتياجات جيرانها، ونحن ندرك جيداً أهمية النيل الوجودية بالنسبة لمصر والشعب المصري، لذلك نحث أصدقاءنا الإثيوبيين على أخذ تلك الأهمية بعين الاعتبار، ومن الواضح أن الثلاث دول جيران وسوف يبقون بجوار بعضهم فى المستقبل لذلك يجب إيجاد صيغة توافقية سلمية تحقق منفعة الجميع، وهذا ما نحاول إقناع اصدقائنا الإثيوبيين به، كما أننا مستعدون لتقديم صور من الأقمار الصناعية فى حالة الحاجة لها لتوضيح كميات المياه، ولكن كافة الأطراف يجب أن توافق على ذلك، بالتالى الخطوة الأولى يجب أن تأتى من الدول الثلاث المعنية أولا، ونحن نتفهم مخاوف مصر كما نقدر حاجة إثيوبيا للكهرباء لصالح شعبها، ونرى أنه من الممكن التوصل إلى توافق.
> القضية الفلسطينية تمر بوضع غير مسبوق حالياً.. هل تضغط روسيا على إسرائيل لإلغاء خطط ضم أراض فى الضفة الغربية؟
أولا نحن لسنا سعداء بما سمى بصفقة القرن التى أطلقتها الولايات المتحدة يناير الماضي، وهذه الخطة الأمريكية ألهمت إسرائيل بضم الأراضى فى الضفة الغربية، وقد أعلنا منذ بداية حديث إسرائيل عن الضم بأنه مخالف تماماً للقانون الدولي، وهو نفس موقفنا من ضم الجولان المحتل الذى اعترفت به الولايات المتحدة، وقد عبرنا عن موقفنا أكثر من مرة لأصدقائنا الإسرائيليين وقلنا إن الضم لو حدث سيكون سببا لعدم الاستقرار فى المنطقة.
التدخل العسكرى
> الأوضاع الميدانية هدأت فى سوريا خلال الفترة الأخيرة.. ما الدور الروسى للتوصل إلى حل سلمى مستدام خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية السورية العام المقبل؟
روسيا لا تدعم أشخاصاً بعينها فى سوريا، وقد قمنا بالتدخل العسكرى قبل 5 سنوات لحماية القانون الدولي، لأننا نرى أنه غير مقبول فرض أشخاص لحكم دول ذات سيادة، وقد رأينا فى أغسطس 2011 حديث الرئيس الأمريكى السابق أوباما بأن بشار الأسد لابد أن يغادر موقعه، ما يعد شيئا غير مقبول لأن سوريا دولة ذات سيادة، ومن حق شعبها فقط أن يحدد من يحكمه عبر صندوق الانتخابات، ونحن ندرك بأن الحرب الأهلية السورية كانت بايعاز من الولايات المتحدة وبعض دول غرب أوروبا، التى سهلت تدفق السلاح إلى سوريا، وكانت السبب فى ظهور تنظيمات إرهابية على الأراضى السورية، عبر الحصول على التمويل والسلاح لمحاربة الأسد، وقد حاولت واشنطن فى السابق استخدام داعش ضد نظام الأسد، وندعو لإعطاء الفرصة للشعب لكى يختار من يحكمه، كما أن الوجود الروسى فى سوريا قانونى لأنه بدعوة من الحكومة، على عكس وجود قوات دول أخرى مثل أمريكا بشكل غير شرعي، فهم ليسوا مدعوين من الحكومة السورية، وليس معهم تفويض أممي، وهذا هما الطريقان الشرعيان الوحيدان لتواجد قوات عسكرية أجنبية على أرض دولة أخرى.
الساحة الإفريقية
> العام الماضى شهد القمة الروسية الأفريقية.. ما التحركات الأخرى التى تقومون بها لتعزيز علاقاتكم واستثماراتكم فى أفريقيا؟
روسيا كانت نشطة جداً ولها تعاون وثيق مع القارة الأفريقية خلال العهد السوفيتي، وقد انقطعت الكثير من الصلات خاصة فى التسعينيات عقب حل الاتحاد السوفيتي، حاليا روسياً تحاول العودة مجدداً إلى أفريقيا، ندرك أن هناك أطرافا دولية أخرى على الساحة الأفريقية مثل أمريكا والصين ودول الاتحاد الأوروبي، لكننا نعتقد أن هناك متسعا للجميع فى التعاون مع الشركاء الأفارقة.
> العام الحالى هو العام الثقافى المصرى الروسى.. ما خططكم للفعاليات خلال الفترة المقبلة بعد تمديده للعام المقبل؟
العام الحالى هو عام التعاون الإنسانى بين مصر وروسيا والذى نحاول فيه تعزيز الروابط الثقافية والعلمية والتعليمية وغيرها، وقد بدأت بعض الفعاليات فى فبراير الماضي، ولكن توقفت بسبب فيروس كورونا، ومن المحتمل أن نقيم فعاليات أخرى قبل نهاية العام، كما أنه تم إقرار تمديد الفعاليات للعام المقبل، وبذلك يكون عام التعاون الانسانى بين البلدين، وقد كان لدينا قائمة بفعاليات ثقافية مختلفة، لكن للأسف نحتاج لجدولتها مرة أخرى، فربما نحتاح إلى مشاركين أو فنانين جدد.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة
الأكثر قراءة