صورة موضوعية
صورة موضوعية


بعد «صفر» الفردي في «الشيوخ».. فرص واعدة أمام الأحزاب في «النواب»

أسامة حمدي

الأحد، 18 أكتوبر 2020 - 09:01 م

- «أبوسكين»: اتساع دوائر الشيوخ وانقطاع العمل الحزبي بالشارع وعدم طرح برامج الأحزاب سبب الفشل في «الفردي»

- «عبدالصادق»: ضيق الوقت وجائحة كورونا وإجازات الصيف.. سبب عدم نجاح الأحزاب

- أستاذ علوم سياسية: تنسيقية الشباب تغلبت على ضعف الحياة الحزبية.. وتوسيع العضوية وعرض الآراء المتنوعة بها «ضرورة»

- الأحزاب تمسكت برموزها الانتخابية السابقة.. وقضايا الصحة والتعليم والبطالة أهم البرامج الانتخابية

- 36 حزبا دفعوا بمرشحين في الانتخابات.. ونزاهة التصويت سبب الإقبال الواسع من المرشحين


انطلق ماراثون السباق الانتخابي لمجلس النواب بين مرشحي الأحزاب والمستقلين في الدوائر الانتخابية البالغ عددها 143 دائرة على النظام الفردي، بالإضافة للقطاعات الأربعة على مستوى الجمهورية بين القوائم الانتخابية، فيما اشتعلت المنافسة في الدوائر مع تبني أنماط مختلفة من الدعاية الانتخابية.

والمتأمل لنتائج انتخابات مجلس الشيوخ التي أجريت في الشهور القليلة الماضية؛ يجد أن عدد كبير من الأحزاب المصرية قد خرجت «صفر اليدين» من المقاعد الفردية وهي أحزاب: الوفد، التجمع، النور، حماة الوطن، المؤتمر، الحركة الوطنية، الاتحاد، كما لم تحصل السيدات على أية مقاعد فردية.

فيما فاز حزب مستقبل وطن بـ89 مقعدا بالفردي، وكذا حصد الشعب الجمهوري 5 مقاعد فردي، وحصل المستقلون على 6 مقاعد.

وتناقش «بوابة أخبار اليوم»، الخبراء حول أسباب إخفاق الأحزاب في المعركة الانتخابية على الفردي، وكيف تتجاوز تلك السلبيات وتستطيع حصد مقاعد في انتخابات النواب؟، والتوقعات حول نسبة المشاركة، وإلقاء الضوء على آداء تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين خلال المرحلة الراهنة، فضلا عن ملامح الدعاية الانتخابية للمرشحين والملاحظات حولها.

89 مقعدًا لمستقبل وطن

في البداية.. تقول الدكتورة حنان أبوسكين، أستاذ العلوم السياسية المساعد بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، إن الخريطة الحزبية في نتائج انتخابات الشيوخ على المقاعد الفردية لم تكن متنوعة، حيث حصد حزب مستقبل وطن الأغلبية بواقع 89 مقعدا، والشعب الجمهوري 5 مقاعد، فيما خرجت باقي الأحزاب من المعركة الانتخابية على الفردي دون حصد أي مقاعد، وكذلك السيدات، مشيرة إلى أن هناك فارق كبير بين انتخابات الشيوخ والنواب.

الفرق بين «النواب» و«الشيوخ»

وتابعت د. «أبوسكين» حديثها لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن مجلس الشيوخ هو الغرفة الثانية للبرلمان، وصلاحياته في مجملها استشارية واقتراح القوانين، أما من يصدر القوانين فهو مجلس النواب، ويحظى باهتمام أكبر من المواطنين لذا من المتوقع أن يحظى بنسبة مشاركة أكبر من مجلس الشيوخ.

وتابعت: "مجلس النواب لديه صلاحيات الرقابة وسحب الثقة من الحكومة وتقديم الاستجوابات للوزراء وطلبات الإحاطة والبيانات العاجلة، والموافقة على التعديلات الوزراية ومنح الثقة للحكومة الجديدة".

وأضافت أستاذ العلوم السياسية المساعد بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، أن المواطن لديه شعور بأن عضو مجلس النواب من الممكن أن يقدم له "خدمات"، ولديه صلاحيات مساءلة الوزراء وكشف قضايا الفساد من خلال لجان تقصي الحقائق، وبالتالي في الثقافة الشعبية أن انتخابات الشيوخ تكون المشاركة فيها أقل من النواب.

أسباب فشل الأحزاب بالفردي

وأشارت إلى أن الدوائر الفردية في مجلس الشيوخ كان فيها بعض الإشكاليات فالمحافظة كاملة تمثل دائرة واحدة، وينتخب منهم عدد أعضاء يناسب عدد السكان فمثلا: القاهرة 10 أعضاء، والجيزة 8 أعضاء، والإسكندرية 7 أعضاء، وبالتالي الجمهورية كلها 27 دائرة فردي؛ ولذا المرشح الفردي لا بد أن يكون لديه قدرات مالية عالية للدعاية الانتخابية كي يغطي المحافظة كاملة، والتواصل مع الناخبين وطرح الأفكار والبرامج الانتخابية على أبناء المحافظة كاملة، وهو ما شكل صعوبة على المرشحين.

وذكرت أن العمل الحزبي في مصر غير مستمر ومنقطع ولا يظهر إلا وقت الانتخابات، ما يؤثر على شعبية المرشحين، كما أن المرشح الحزبي عند تعامله مع الشارع لا يعبر عن انتماءه الحزبي، ولا يطرح برنامج الحزب، كما أنه لا يوجد ظهر ودعم من الحزب له، ويعتمد على علاقته بالناخبين المباشرة، فضلا عن ظاهرة ضم المرشحين المحتملين "الأقوياء" للأحزاب، وهذا باستثناء بعض الأحزاب التاريخية كالوفد التي يعرفها الشارع جيدا، لافتة إلى أنه قد يكون من تداعيات الانتخابات إعادة طرح فكرة "دمج أو تقارب" الأحزاب المتشابهة.

فرص واعدة

ولفتت إلى أن دوائر مجلس النواب تختلف لأن المحافظة مقسمة إلى عدة دوائر يخصص لها عدد مقاعد، ولدينا 143 دائرة فردي في مجلس النواب، وبالتالي فرص الأحزاب في انتخابات الفردي "جيدة"، ومن خلال خريطة المرشحين في العملية الانتخابية لدينا قرابة 36 حزبًا.

ونوهت بأن الأحزاب في انتخابات النواب دفعت بمرشحين ولم تستجب لدعوات المقاطعة، مثل تكتل 25/30 والتحالف الشعبي الاشتراكي والمحافظين، وهذا دليل على اطمئنان الأحزاب لنزاهة عملية التصويت، ما يدل على تنوع الخريطة الحزبية في المشاركة والدفع بمرشحين في الانتخابات.

وواصلت د. حنان أبوسكين، قائلة: «هل معنى المشاركة الواسعة من الأحزاب أنها ستحصد مقاعد؟.. هناك إشكالية كبيرة أن عدد المرشحين على الفردي قرابة الـ4 آلاف مرشح، وهذا معناه منافسة 10 إلى 13 مرشحًا في الدائرة الواحدة على مقعد واحد أو اثنين، فهنا المنافسة قوية، وكذا لايزال المال السياسي موجود بقوة، والدعاية الانتخابية تكلفتها واسعة على السوشيال ميديا، وبالتالي الأحزاب التي لديها ممولين تستطيع الإنفاق على الدعاية، لكن هذا ليس معناه أن الصورة قاتمة؛ والمرشحين الين يعتمدون على العلاقة المباشرة مع الناخبين من الممكن أن ينجحوا».

وعي المواطن

وأضافت أن الرهان على وعي المواطن وإرادته، لكن ليس هناك ضمانات أن تأتي الخريطة الحزبية متنوعة من حيث النتائج، وأتوقع أن يكون هناك تقدم للأحزاب التي هيمنت على مجلس الشيوخ، لأنها تنفق أموال كبيرة على الدعاية الانتخابية، وغيرها لجذب الناخبين.

المستقلين.. الحصان الرابح

وحول حصد المستقلين 6 مقاعد في الشيوخ؛ أشارت إلى أن فرص المستقلين قوية في انتخابات النواب خاصة أنهم معروفون في دوائرهم وبعضهم شخصيات عامة، فضلا عن العصبية والقبلية في بعض الدوائر، لافتة إلى أن الخريطة الحزبية في انتخابات النواب 2020 ربما لا تحمل مفاجآت عن انتخابات الشيوخ، وهي سيطرة عدد من أحزاب القائمة الوطنية على المجلس، أما باقي الأحزاب التي دفعت بمرشحين ستحصد مقاعد ولكنها لن تكون بنفس القوة، وفي النهاية كل ذلك يخضع لاختيارات الناخب.

التنسيقية رقم مهم في السياسة

وأكدت د. حنان أبوسكين، أن تنسيقية شباب الأحزاب لديها 31 مرشحا في انتخابات النواب (26 بالقائمة و5 فردي) وأصبحت رقما مهما في الحياة السياسية، مشيرة إلى أنها نشأت للتغلب على ضعف الحياة الحزبية في مصر، كي تضم الشباب من مختلف الأحزاب، ويحاولون دائما الوصول لتوافق حول القضايا رغم اختلاف انتماءاتهم، وهي تضم شباب من 26 حزبا، وبالتالي هي كيان عابر للضعف الحزبي.

وأضافت أن التنسيقية استطاعت خلال سنتين أن تكون فاعلة في الحياة السياسية، وأصبح لها 5 نواب في الشيوخ، وأيضا تجربة ناجحة في "نواب المحافظين"، وبالتالي أصبحت الوعاء لاختيار الشباب وتوليهم المناصب القيادية، وفي تعيينات الشيوخ بات لهم أعضاء معينين.

وتابعت: "التنسيقية تحتاج لتوسيع العضوية بها والتواجد القوي في المحافظات، وإتاحة مساحة أكبر لعرض الآراء المتنوعة داخل التنسيقية والأصوات غير المسموعة، والتعبير عن مواقفها اتجاه القضايا المجتمعية الشائكة".

القوائم المنافسة

وأكدت أستاذ العلوم السياسية المساعد بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، أن القوائم المنافسة للقائمة الوطنية مثل "نداء مصر" و"أبناء مصر" و"تحالف المستقلين" تعد مفاجأة طيبة في الحياة السياسية في إطار التنوع، وتعمل على زيادة المشاركة من الناخبين، لافتة إلى أنها محاولة جادة وتجديد الدماء السياسية.

ملامح الدعاية والبرامج

وأشار إلى أن السمات العامة للدعاية الانتخابية تركزت حول تمسك الأحزاب برموزها الانتخابية التى اعتاد عليها الناخبون في الاستحقاقات الانتخابية السابقة للتيسير عليهم وضمان الحصول على أصوات مؤيديهم فمثلاً حصلت القائمة الوطنية من أجل مصر على رمز "كليوباترا"، وهو نفس رمزها فى انتخابات مجلس الشيوخ، أما الأحزاب ينافس مرشحو حزب الوفد الجديد برمز "نخلة" الذي عادة ما يخوض الانتخابات به، أما حزب النور فكعادته احتفظ مرشحوه برمز "فانوس" وحزب الشعب الجمهوري رمز "الصاروخ".

ونوهت بأن المرشحين كثفوا استخدام السوشيال ميديا كبديل للتجمعات والمؤتمرات الجماهيرية، أما القضايا التى ركزوا عليها الحفاظ على الاستقرار، الحماية الاجتماعية، الصحة، التعليم، البطالة، الطرق والمواصلات، الزراعة، المياه، المحليات، مكافحة الفساد، التحذير من خطورة المال السياسى، تجديد الحياة السياسية.

ضيق الوقت

من جانبه، يقول الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، إن أسباب إخفاق الأحزاب السياسية في المعركة الانتخابية على الفردي هو ضيق وقت الانتخابات وتحديد مواعيدها بشكل مفاجئ وأيضا أجريت الانتخابات بالتزامن مع جائحة كورونا وإجازات الصيف، ولاسيما ضيق وقت الدعاية.

وأضاف د. «صادق»، أن عدد كبير من المواطنين لم يدركوا أسباب عودة مجلس الشيوخ ومواعيد انتخاباته، ولذا جاءت المشاركة منخفضة بنسبة 14%.

زيادة المشاركة

وشدد أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، على ضرورة الفصل بين السلطات الثلاثة (التشريعية والقضائية والتنفيذية)، مؤكدا أن تقارب السلطات الثلاثة يجعل المشاركة منخفضة في الانتخابات، منوها بأن ترشح المستقلين ذوي الشعبية والآداء الجيد في البرلمان يزيد نسب المشاركة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة