جريمة نهر دجلة .. التفاصيل الكاملة
جريمة نهر دجلة .. التفاصيل الكاملة


جريمة نهر دجلة.. التفاصيل الكاملة

منةالله يوسف

الثلاثاء، 20 أكتوبر 2020 - 03:57 م

تجردت من مشاعر الأمومة وتخلت عن وظيفتها الأولى والأخيرة بأن تصبح ملاذًا أمنًا لأطفالها، حيث تحولت من أم إلى قاتلة بلا قلب وبلا مشاعر، طاردها شيطانها الأسود واقنعها أن أطفالها كلمة السر للانتقام من زوجها، ما جعل جريمتها حديث الشارع العرب بأسره.. هنا التفاصيل.

 

لحظات من الرعب 


في الساعات الماضية، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مشهدا لأم تلقي بطفليها من أعلى جسر الأئمة في مدينة الكاظمية شمالي العاصمة بغداد.

 

مقطع الفيديو أظهر الأم وهي تصطحب طفليها وتسير بهما على جسر دجلة، وفي لحظة مباغتة قامت بإلقائهما والتخلص منهما لينالا حتفهما ويصبحا شهداء لأم بلا قلب ولا ضمير.

 

هجوم على السوشيال ميديا 

 

تفاعل رواد تويتر مع الهاشتاج معربين عن استيائهم من الجريمة بشتى الطرق وشارك الآلاف معبرين عن رأيهم.


وصفت مها الشهراني المشهد قائلة: ليست الجريمة الأولى ولا حتى الأخيرة، الحمدلله على نعمة الرحمة والإسلام.. حقًا قلبي يتألم على هذا الزمان خسارة فيكي لقب أم. 

 

اقرأ ايضًا: بعد تصدرها التريند.. رواد تويتر لقاتلة طفليها: «خسارة فيكي لقب أم»  
 


وقالت فاطمة: "لاحول ولا قوة إلا بالله يمكن مريضة ولا حاجة، فيما علقت هدى عبد الفتاح: مش شرط كل وحدة تنجب تعتبر أم".

 

فيما علقت آلاء: "شيطان ركب قلبها نسال الله السلامة"، بينما قالت نالا: "حرام فيها تكون أم وهى المفروض مصدر الأمان والحنان".

 

 

وقالت نادين: "عرفتوا ليه مينفعش نجوز عيال مواليد 1999 ونديهم مسئولية وأرواح، عرفتوا ليه الحوار لازم يبقى في نضج وتجارب كتير".


وكتب عبد العزيز: "جريمة لا تقبل التبرير اين الانسانية ومن من ؟ من ام !! لا تجي تبرر وتقول زوجها السبب وش دخله! ممكن تكون مريضة نفسية لأن الجريمة البشعه هذي مايسويها الا مريض او شخص قلبه حجر". 



 

مظاهرات أمام النهر 

رفع أهالي الكاظمية والأعظمية على سور الجسر من المكان الذي ألقت به الأم طفليها صورهما في يافطة حزن وحداد عليهما، فيما واصل الأب المفجوع البكاء والضرب على وجهه «يلطم» بانتظار ظهور جثتي طفليه من جوف النهر لكن لا أثر يذكر حتى اللحظة.

 

اقرأ ايضًا: خبير نفسي تعليقًا على جريمة نهر دجلة: «معندهاش اكتئاب» 

 

بعد لحظات من بث خبر رمي الطفلين، نشر مقربون من الأب تسجيلات مصور للحظة وصوله إلى الجسر المكان الذي تخلصت فيه طليقته من الصغيرين كي تحرق قلبه بعد خلاف بينهما، وهو يبكي بشكل هستيري ألما على طفليه فيما أمسك به رفاقه الذين حرصوا على توثيق العزاء أيضا وبكاء الأب على فراش أبنه وأبنته بملامحهما الناعمة البريئة.

 

 

أظهر العراقيون ردة فعل غاضبة على جريمة الأم التي انهال غضبهم عليها، مطالبين بمحاكمتها وإنزال أشد العقوبات بها، وسط تعليقات لم تتوقف عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي شهدت نشر رسومات كاريكاتير حزين للحظة رمي الطفلين، ليقول الأبن: «أمي أخذتنا لمدينة الألعاب»، لكنه يسقط فاتحا ذراعيه لاحتضان موته غريقا في دجلة.

 

 

وأبدى عدد من النساء العراقيات في التعليقات عن الحادثة، أنهن «يتحسرن» على الأطفال أي أنهن لا يستطعن الإنجاب ويتمنين الحصول على طفل واحد على الأقل، وتأتي هذه الأم وترمي طفليها بدم بادر دون أن تتردد حتى في التخلص منهما.

 

هلاوس واضطرابات نفسية

 


الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي أكد بدوره أن هناك بعض الأسباب التي تؤدى إلى تخلص الأم من أطفالها أبرزها خلل في القدرات العقلية أو سماع هلاوس سمعية والاستجابة لها أو اضطراب شديد فى الشخصية نتيجة تعاطى بعض المواد المخدرة وأحياناً يكون بسبب الفصام فى الشخصية.

 

اقرأ ايضًا: بالصور| جريمة أدمت القلوب.. أم تلق بطفليها في النهر 

 

وأضاف أستاذ الطب النفسي وعلاج الإدمان، في تصريحات خاصة  لـ«بوابة اخبار اليوم »، أن هذه السيدة لا تعاني من الاكتئاب، لأنها في هذه الحالة كانت ستلق أولادها وتنتحر ورائهما مباشرة ولكنها تعانى من الاضطرابات النفسية.

 

وأشار فرويز إلى أن ليس من الطبيعي أن تقتل الأم أطفالها للانتقام من طليقها، مؤكداً أن هناك بعض الدوافع التي تدفع الأم إلى إلقاء أطفالها في التهلكة أبرزها الضغوط الحياتية المؤثرة على جميع الأفراد في كل دول العالم، من الناحية الإقتصادية أو المادية. 

 

وتابع أخصائي الطب النفسى، أن مفهوم الانتقام بات متداولاً في الآونة الأخيرة ويختلف من حيث الشكل أو الأساليب، وفي حالة إن كانت تلك الأم العراقية كانت تجنبت زوجها وليس الانتقام من أطفالها.

 

واستطرد أستاذ الطب النفسي أن هناك بعض السلوكيات التي تُشير إلى وجود اضطراب في الشخصية سواء كان الكذب المستمر أو تعذيب الأطفال والخيانة أو الزنا وهكذا. 

 

ونصح فرويز الأمهات بضرورة البعد عن السوشيال ميديا واحتواء أطفالهن وسماع مشاكلهن من الحين للآخر، لتجنب تلك النوعية من الحوادث.

 

الإعدام شنقًا

 

ووفق والد الطفلين الذي ظهر في شريط مصور آخر، قال إن طليقته ارتكبت هذه الجريمة بسبب مشاكل عائلية حدثت بعد انفصالهما، فيما أعلنت القوات الأمنية القبض على المرأة وإيداعها سجن النساء.

 

وفقاً لقانون العقوبات العراقي رقم (111) لسنة 1969، فإن عقوبة جريمة القتل إذا كان المقتول من أصول القاتل هي الإعدام استناداً لنص المادة (406/1/د) منه.

 

 

اقرأ ايضًا: بعد قتلها لطفليها .. هاشتاج جريمة نهر دجلة يتصدر تويتر

 

ووفقًا للخبراء القانونين العراقيين وفي حالة الأم التي رمت بطفليها من جسر الأئمة الذي يربط بين منطقتي الكاظمية والأعظمية إلى أسفل نهر دجلة، فان المقتول يعتبر فرع وليس أصل للقاتل وبذلك لا ينطبق عليه النص أعلاه.

 

، رغم ذلك يمكن تطبيق المادة (406/1/أ) لتوافر سبق الإصرار في فعل الأم، وكذلك يمكن تطبيق المادة (406/1/ز) والتي نصت على ظرف اقتران القتل عمدا بجريمة أو أكثر من جرائم القتل عمدا أو الشروع فيه، مؤكدين على العقوبة في كلتا الحالتين السابقتين وهي الإعدام شنقاً حتى الموت.

 

سلسلة حوادث

 

الجدير بالذكر، يتعرض الكثير من الأطفال في العراق إلى التعنيف من جهة الأم بعد أي خلاف مع الأب أو ذويه، فتصب غضبها عليهم كونها تمضي الوقت الأكبر معهم وتستغل نقطة ضعف زوجها وذويه وحتى ذويها لحبهم للأطفال.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة