جلال دويدار
جلال دويدار


خواطر

مطلوب من الأمم المتحدة.. تبنى إعــلان يحظــر الإســاءة للأديـان

جلال دويدار

الثلاثاء، 27 أكتوبر 2020 - 07:11 م

 هل من الممكن أن تتبنى الأمم المتحدة إعلاناً عالمياً يحظر الإساءة إلى الأديان السماوية ورموزها. لاجدال أن مثل هذا الأمرالملزم يعد تحركاً أصيلاً يدخل فى صلب مسئوليات هذه المؤسسة العالمية التى تجمع فى عضويتها كل الدول. إن من أهم أهداف إصدار مثل هذا الإعلان تحقيق الأمن والاستقرار للعلاقات بين الشعوب.
 إنه فى نفس الوقت يضمن ويوفر الاحترام الواجب لهذه الأديان السماوية وهو ما يساعد على وقف موجات العنف المفلوت وغير المرغوب. ليس خافىاً أن الذين يعمدون للإساءة والمساس بالديانات ورموزها يفتقدون الشعور بالمسئولية. إن هدفهم فى معظم الأحيان اكتساب الشهرة. لا يمكن بأى حال تبرير مثل هذا بادعاء الحفاظ على حرية التعبير.
 إن ما يزيد الطين بلة أن يخرج بعض الرؤساء والمسئولين خاصة فى دول الغرب بالدفاع عن مثل هذا السلوك الإجرامى. هذه التصريحات الموتورة تؤدى إلى تأجيج الكراهية والعنف بدلاً من التهدئة. هذا الموقف غير المسئول يأتى فى إطار تعبير هؤلاء المسئولين عن الغضب تجاه بعض أعمال العنف غير الإنسانى.
 إنهم وهم يطلقون هذه التصريحات لا يضعون فى اعتبارهم الدافع.. وراء مثل هذه الجرائم المؤثمة دينياً. إنهم يتجاهلون الأسباب وراء ارتكابها والتى يقف وراءها سلوكيات وأعمال من أشخاص لا يقلون إجراماً عن مرتكبى العنف الانتقامى.
 هذه الحالة من الخروج على القيم والأعراف كان ساحتها وللأسف فرنسا. تمثل ذلك فى الإعلان على لسان رئيس الجمهورية ماكرون عدم التوقف عن الإساءة لنبينا محمد  بالرسوم الكاريكاتيرية. جاء ذلك فى أعقاب عمل إرهابى استهدف مدرسا ًفرنسيا أُتهم بالإساءة للنبى .
 هذه التصريحات أثارت ثورة غضب فى البلاد العربية والإسلامية كان محصلتها.. الدعوة لمقاطعة البضائع الفرنسية. تجنباً لتفعيل ذلك أصدرت الخارجية الفرنسية بياناً للتخفىف من هذه الموجة الغاضبة. أكد البيان أن المسلمين جزء من الدولة الفرنسية وتاريخها داعية للتخلى عن دعوات المقاطعة.
 من ناحية أخرى فإنه ولاحتواء هذا الوضع حالياً ومستقبلاً فإنه يتحتم على المؤسسات الدينية بذل المزيد من الجهود من خلال الدعاة التابعين للتأكيد على تحريم هذه الممارسات المتبادلة المرفوضة. إنها مطالبة بالتوافق على ميثاق يُجرم أى إساءة إلى الأديان أو رموزها.
 أخيراً فإننى أرى أنه من المهم أن يكون للأمم المتحدة وهذه المؤسسات الدينية دور بناء مشترك فى إيجاد حل لهذه القضية التى تهدد الأمن والسلم العالميين.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة