محمد سعد
محمد سعد


آمنية

الحب مصرى

محمد سعد

الأحد، 01 نوفمبر 2020 - 08:10 م

«كل سنة وإحنا طيبين وبنحب بعض»، بعد غد يوافق الاحتفال الـ 46 بعيد الحب المصرى الذى أطلقه عملاق الصحافة المصرية مصطفى أمين، وتميز المصريون بهذا الاحتفال الذى بدأ عام 1974 بأنهم وحدهم من بنى البشر الذين يحتفلون بعيد الحب مرتين كل عام، وهذا إن دل فإنه يدل على أننا نعرف معنى الحب، ونحاول دائما التخلص من الكراهية فى النفوس وتبديل الرؤية المتشائمة بالحب الذى يعطى للحياة لونا وطعما مبهجا يخفف علينا صعوبات الحياة.
أغلب الناس لا يعرفون أصل وفصل الـ«فالنتاين» العالمى، بل الغالبية لا تعرف أن التاريخ نفسه يقف حائراً أمام من يكون الـ«فالنتاين» الحقيقى نظراً لتعدد الروايات واختلاف التأريخات، ولكن الرواية الأقرب للصواب أو الأشهر هى تلك الرواية التى تتحدث عن اعدام الراهب فالنتين، وللمفارقة الغريبة فإن عيدى الحب العالمى والمصرى ارتبطا اطلاقهما بالموت، فالأول يعود لواقعة حدثت فى القرن الثالث الميلادى، عندما كانت «المسيحية» فى بداية نشأتها، حينها كان يحكم الإمبراطورية الرومانية الإمبراطور كلايديس الثاني، الذى حرم الزواج على الجنود، حتى لا يشغلهم عن خوض الحروب، لكن القديس «فالنتين» تصدى لهذا الحكم، وكان يتمم عقود الزواج سرًا، ولكن سرعان ما افتضح أمره وحكم عليه بالإعدام فى 14 فبراير269م، ويخصص العشاق هذا اليوم للاحتفال بعيد الحب.
اما الاحتفال الثانى جاء عندما كان عملاق الصحافة مصطفى أمين يمر فى حى السيدة زينب، فوجد نعشًا بداخله «ميت»، لا يسير وراءه سوى 3 رجال فقط، واندهش «أمين» من المشهد، فالمعروف عن المصريين أنهم يشاركون فى جنازات بعضهم البعض، حتى وإن كان الميت لا يعرفه أحد، فسأل أحد المارة عن الرجل المتوفى، فقالوا له إنه رجل عجوز، كان فى العقد السابع من عمره، ولم يكن هناك أحد يحبه، فقرر أمين تدشين يوم للحب فى مصر، ومن هنا جاءت التسمية.
وللحق استجاب المصريون لفكرة مصطفى أمين فى الاحتفال بالحب المصرى، مستخدمين اللون الأحمر شعارا لهم فى ذلك اليوم، ويحرصون على تهئنة بعضهم البعض وتبادل الورود الحمراء والهديا.
من هنا نتأكد أن الفرح يولد من رحم المعاناة، فها هو الحب يخرج إلى النور من الموت والقهر، ليلتف الناس حوله فى يوم يعبرون فيه عن ارتباطهم ببعضهم البعض، وعلى الرغم من أن الحب لا يحتاج للتقيد بتاريخ ما للاحتفال فإن العالم أجمع ينتظر هذا اليوم للاحتفال، أما الشعب المصرى بتكوينه الثقافى والتراثي، فهو وكما معروف شعب عاطفى دائم البحث عن سبل للاحتفال بالحب بجميع مظاهره، فليس من الغريب أبدا أن يحتفل سنويا بعيد الحب مرتين.
مسك الختام
حدد مصطفى أمين الحب بمعناه الواسع الشامل بدءا من حب الله والأسرة والجيران والأصدقاء والناس جميعا، وكتب «نريد أن نحتفل لأول مرة يوم السبت 4 نوفمبر بعيد الحب، حب الله وحب الوطن وحب الأسرة وحب الجيران وحب الأصدقاء وحب الناس جميعا، هذا الحب سوف يعيد إلينا كل فضائلنا ويبعث كل قيمنا، يوم كانت النخوة طابعنا والمروءة ميزتنا والشهامة صفتنا».

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة