صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


التسامح .. رسالة السماء

«فتنة الدين» تهز العالم.. وخبراء: التكاتف الدولى ضرورى

الأخبار

الثلاثاء، 03 نوفمبر 2020 - 07:17 م

رسالة أساسية جاءت بها كل الأديان، هى نشر السلام ونبذ العنف والتطرف ووقف الكراهية، فلم يدع أى نص دينى إلى خلاف ذلك، لأن الأصل الذى يجمع كل الأديان هو أن يحيا ويعيش الناس فى توافق وهدوء دون قلق أو سفك للدماء.
الرئيس عبدالفتاح السيسى يؤكد دوما فى كل اللقاءات والمناسبات هنا أو بالخارج على أن التطرف لا يرتبط بدين وأن الإساءة للمعتقدات أمر مرفوض شكلا وموضوعا لأنها تمس مشاعر المؤمنين بها.
وشهدت الأيام الماضية العديد من الأحداث المؤسفة من أصحاب ديانات مختلفة نتج عنها إسالة دماء والخوض فى أمور عقائدية دون إدراك وإلمام كامل بها وكانت النتيجة حالة من الغضب العالمى التى انتابت الجميع فى كل دول العالم.
وتؤكد د.هبة العيسوى أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس أن الإساءة للأنبياء وازدراء الأديان تجعل الشعوب تشعر بغياب العدالة الاجتماعية والإحساس بعدم المساواة، وهنا يبدأ الإنسان بمقارنة نفسه مع الآخرين لأن هذا يخترق مسلمات الإنسان ويشعره أنه قليل وليس له قيمة .
كما أنه  يجعله  يمر بمرحلة الصدمة  وعدم التوازن وأنه لا يوجد فى يده شىء ليفعله سوى الغضب الشديد وإيذاء نفسه ،وأضافت: أنه لابد من وجود قيادات دينية وقانونية واجتماعية و خبراء مختصين للقضاء على هذه الظاهرة وأن يحدث نقاش دولى يتميز بالشفافية ،لأن ذلك الازدراء يزيد من الإرهاب فى الأشخاص التى تريد أو تفكر فى التطرف و ينمى انتشار ظاهرة الإرهاب .
احترام الديانات
أما د. مبروك عطية الداعية الإسلامى فأكد  أن شرط إيمان المسلم أن يؤمن بجميع الانبياء  وأضاف أن القضية الحقيقية هي  أن  الذين يسخرون من الأنبياء هم فى الحقيقة يسخرون من أتباعهم ،ولابد أن نفهم أننا لا نملك أن نهين الأنبياء والرسل  لأنه يجب على الجميع تحقيق الاحترام المتبادل.
ومن جانبه قال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر إن الإسلام العظيم لا تهزه رسمة ولا كلمة ولا كاريكاتير، وأشار إلى أن حالة الغضب التى تنتاب البعض فى كل مكان أمر عاطفى فلا يقبل أحد أن يتم إهانته وخاصة أن الدين الإسلامى يحترم جميع الديانات ،، ولكن يجب أن نقتدى برسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة ، فقد ذكر القرآن أن المشركين أو الحاقدين أو الحاسدين تحولوا عليه واتهموه بأنه ساحر وشاعر وكاذب ومجنون ، وذهبت أقوال المرجفين إلى القمامة الفكرية فى التاريخ، ولذلك كان الصحابة عقلاء حيث قيل الكثير من قصائد الذم والهجاء ضد النبى صلى الله عليه وسلم ولكنهم أهملوها.
وأكد أن الإسلام يحترم جميع الأنبياء ،وأوضح أن بنى إسرائيل تقولوا على سيدنا عيسى عليه السلام وعلى الطاهرة البتول العذراء السيدة مريم عليها السلام ولكن كلام المرجفين انتهى تمامًا وبقى المسيح بطهارته والسيدة مريم بقدسيتها ،وسيبقى النبى محمد صلى الله عليه وسلم وسيبقى الإسلام دين التسامح وعدم الكراهية و سيقضى على الإرهاب و التطرف ، وأنهي  حديثه بأن الفكر يجابه بالفكر، ويجب أن يعرف العالم كله أخلاق  الرسول الكريم ومن هو الصادق الأمين الخلوق  و سماحة و عظمة الدين الإسلامي.
وأوضح الشيخ إبراهيم رضا أحد علماء الأزهر وعضو المنتدى الدولى لحوار الثقافات والأديان أن الإساءة  للأديان أو الأنبياء يعتبر نوعا من أنواع التطرف يحاول أن يثير الفتن بين كل حين وآخر وأنه عمل منظم ويكون مجرم فعليا .
ونصح المسلمين بألا يعطوا الفرصة لزرع التطرف بينهم ، أيا كان الاختلاف فى العقيدة ،وأن الدين الإسلامى يتعامل بالحسنى وأن يتعامل بما أمر الله باليسر والحسني،و قال: لابد من عمل حملة تعريفية عن الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى بأنه يجب أن يعرف العالم كله من هو الرسول وما هى أخلاقه الكريمة والصفات الحميدة التى يتحلى بها .
احترام الآخرين
و أوضحت د.سامية خضر أستاذة علم الاجتماع  بكلية التربية بجامعة عين شمس  أن المسلم لا يصبح مسلما حقيقيا إلا إذا آمن بكل الأديان السماوية، ويجب على الآخرين احترام عقيدة وأديان كل من تواجد على الأرض ،لأن هذا له تأثير سلبى على المجتمع مما يؤدى لتحجر القلوب وجعل النفسيات غير سوية ويولد الكراهية بين أفراد المجتمع ، وبالتالى لابد من عدم التدخل في  شئون الآخر وتبادل الفكر وعدم الإيذاء وإحترام الفكر الإيجابى والإيمان بحقوق الآخر و التسامح و أن يتمتع ويفتخر بديانته وليس الإساءة لها .
العقوبة الجنائية
وأضاف د.نبيل مدحت أستاذ القانون الجنائى بكلية الحقوق جامعة عين شمس أن هناك نصا صريحا فى قانون العقوبات لحماية التسامح و عدم الكراهية و إزدراء الأديان، ومن يأتى بفعل هذا يعتبر جنحة عقوبتها الحبس من ٦ أشهر إلى ٣ سنوات ،وأضاف أن الإيمان مسألة شخصية وبالتالى لايجوز لأى شخص أن يهين  أو ينتقص أى دين من الأديان الثلاثة .
ومن جانبه قال شعبان سعيد محام بالنقض إن قانون العقوبات المصرى جرم ازدراء الأديان فى عدة نصوص وهو أمر يحدث فتنة طائفية بين الأديان والأشخاص المختلفين فى المجتمع ،وهناك جرائم تحركت وتم معاقبة مرتكبيها بمصر ،وقد ذكر فى المادة ٨٩ أن هذه الجريمة تعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ٦ أشهر ولاتزيد على ٣ سنوات  ولا تقل عن  ٥٠٠ جنيه ولا تتجاوز ١٠٠٠ جنيه .
وأشار إلى أن القوانين الدولية تعتبرها جرائم ضد الإنسانية وهناك عدة اتفاقيات دولية وإقليمية نهت عن ازدراء الأديان وحرمت ذلك الأمر ،ولكننا عمليا لا نرى محاكمات فعالة فى ذلك الشان أمام المحكمة الجنائية الدولية .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة