الأربعاء، 04 نوفمبر 2020 - 08:57 ص

الأصدقاء الألداء.. أو الأعداء الأصدقاء، نظرا لشدة العداء الذي كان بين قطبي المسرح، يوسف وهبي، وزكي طليمات، حيث أسماهما، ووصفهما البعض بذلك، بعدما وصل بزكي طليمات بالنبش في حياة يوسف وهبي حتى وصل إلى السخرية من أنفه.

هاجم طليمات كل شيء في يوسف وهبي ووصفه بأن له أنف ضخم بارز التكوين، يستوقف النظر، وهو يتقدم صاحبه، ويطل على ملامح وجهه كما يطل البرج الأمامي في قلعة صلاح الدين على القاهرة، إذ كان يوسف وهبي يمثل الأدوار الفكاهية، وأدوار النماذج البشرية المختلفة، بل إن نجاح يوسف وهبي في بعض هذه الأدوار، كان يرجع إلى خفة ظل أنفه.

لم يقدر يوسف وهبي على القيام بدور فتى الشاشة أو الفتى الأول، حيث يتطلب ممن يقومون بها أن يكونوا على استواء في ملامح الوجه، وتناغم، وتناسق، حيث تلك الملامح تكون للعشق، والهيام، والمواقف العاطفية الساخنة، تقارب الشفاه من غير أن يعترضها أنف ضخم.

 ما سبق جعل يوسف وهبي، يقوم بإجراء عملية جراحية، كي يجري تجميلا وتهذيبا لأنفه، الذي كان يقف حائلا قيامه بدور الفتى الأول، وتحدث الناس عن هذه الواقعة وأبواب الدعاية الصحفية في حالة عجيبة وقتها، بحسب ما نشرته أخبار النجوم في عددها بتاريخ 19 فبراير 2000.

وقدوم يوسف وهبي على هذه التضحية من أجل الفن، وظهر أنف جديد ليوسف وهبي، وهو يستحذى حياء من غير سبب، لأنه بدا أنه أنف ولا أنف، وقد ظهر يوسف بعد ذلك في بعض أعماله، كما لو كان وجهه منبطح، ولا يستطيع أن يسد له قامة، حيث بدا مثل قنديل البحر، مادة هلامية، أو هو طبق من "الألماظية" الرجراجة.

كل ما سبق كان وصف زكي طليمات، والذي انتهى بقوله إنه على استعداد بأن يطيح بأي عائق يقف في سبيل تحقيق ما يريده هو.

والفنان الراحل زكي طليمات مولود في 29 أبريل 1894، وهو ممثل ومؤلف ومخرج وأحد رواد المسرح المصري؛ حيث اشتهر بدور (الدوق آرثر) في فيلم (الناصر صلاح الدين).

أسس طليمات المسرح المدرسي في عام 1937، وشغل منصب أول مدير للمعهد العالي للتمثيل في عام 1944، وأخرج زكي 12 عملا مسرحيا، وعمل على ترجمة عدد من الأعمال المسرحية العالمية. 

حاز على جائزة التفوق المسرحي، ومنحه المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية جائزتي الدولة التشجيعية والتقديرية في الفنون في عام 1961 وعام 1975، وتوفي زكي في 22 ديسمبر 1982.