صورة موضوعية
صورة موضوعية


حوادث زمان| مأساة مسنة.. تطلب نفقة متعة

علاء عبدالعظيم

الخميس، 25 أبريل 2024 - 04:02 ص

لم تكن تتخيل الزوجة المسنة أن زوجها العجوز، ممن لايحفظون وعدا ولا عهدا، أو يتذكر لها صنيعا طيبا أو معروفا، بعدما قام بطردها من المنزل بعد زواج دام اكثر من ٥٠ عاما، فما كان منها إلا أن توجهت إلى محكمة الأسرة تطالب بنفقة متعة، وعدة.

سارت الزوجة المسنة متكئة على عصاها بخطوات مثقلة، وكأنها تجر خلفها أيام تصرخ من قسوة سنواتها الماضية التي لم تحصد منها غير أسى وجراحات، فالتجاعيد تملأ وجهها لتبدو كحصيلة ضحكات ودمعات خجلت أن تتركها فأخذتها ملامحها لتزين وجهها.

امتدت يدها وبرعشة تمسح دموعها التي تتساقط من عينيها الخضروان بلون أعشاب البحر، وبصوت يشوبه حسرة وألم قالت:

لقد تزوجته بعمر ١٦ عاما، وكأي فتاة تحلم بعش الزوجية والانجاب، كافحت مع زوجي وتحملت ايذاءاته، ولم اشتكى يوما من اعتداءه علي بالضرب. ومعاملته لي كما لو كنت خادمة.

ولم اترك منزلي يوما أو اغضب، ونجحت في توفير واقتصاد اموال من مصروف المنزل، والتي كانت سببا في تعاظم تجارته، ومثابرتي معه والوقوف بجانبه، وعندما بلغت سن الخمسين عاما تزوج علي اكثر من مرة، ولم اعترض ولم اشتكي، وأتى بزوجته الاخيرة للإقامة معي بمنزلي، وأصبحت اعاني من الضغط وآلام العظام، نتيجة العبء النفسي، ونشبت المشاكل بيني وبين زوجته، وأخذ يعايرني بمرضي، وعدم تحمله العيش معي، ورفض دفع مصروفات علاجي من مالي الذي ادخرته.

وفي آخر مشادة كلامية بيني وبينه، طلبت منه بكل ذوق وأدب أن يترك لي منزلي، ويخصص لي مصروف شهري اعيش منه، لكني فوجئت به انفجر كالبركان، وواجهني بعنف شديد قائلا.. روحي عيشي في دار مأوى للمسنين.

كاد أن يغشي علي من هول مايقوله، ولولا مساعدة الاقارب والجيران الذين قاموا بمساعدتي لكنت في عداد الأموات دون أن يشعر بي أحد.

وبانفاس متقطعة تقول: لم اظن انه سيبيع العشرة بيننا وبعد أن أصبح لدينا احفاد، وانهمرت في بكاء مرير، تنهي مأساتها قائلة: لقد طلقني وطردني من منزلي بعد أن تجاوزت ٦٥ عاما.

فلم أجد امامي غير محكمة الأسرة، اطالب بعض من حقوقي، لذا قمت برفع دعوى نفقة متعة وعدة.

وحجزت المحكمة الدعوى للحكم.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة