جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

مصر القوية.. واستقرار المنطقة

جلال عارف

السبت، 07 نوفمبر 2020 - 06:58 م

كل المؤشرات تقول إن أيام الولايات المتحدة شهورا «وربما سنوات» صعبة ومليئة بالتحديات.
الفترة التى يفترض أن تتم فيها مهام التسليم والتسلم إذا تأكد فوز بايدن بالرئاسة لن تكون كما يفترض بل ستتحول إلى فترة يتنازع فيها الطرفان أمام القضاء وبدلا من الانشغال بمهام الاستعداد وتعيين الآلاف فى الوظائف المرتبطة بتغير الادارات ستكون مؤسسات الدولة مشغولة بتطويق آثار المعركة الانتخابية.
وبعدها سيكون على «واشنطن» التعامل مع القضايا الداخلية والخارجية الهامة وسط ظروف صعبة.. أزمة كورونا والاضطرابات العنصرية، والتراجع الاقتصادى ثم الاخطر وهو هذا الانقسام المجتمعى الذى يبدو سيدوم طويلا وسيحتاج لتغييرات جذرية لن يكون سهلاً إجراؤها لأنها تصطدم بمصالح فئات قوية كما تصطدم برؤى متطرفة ازداد تواجدها فى المجتمع على مدى ربع القرن الأخير.
القوة الأكبر فى العالم ستعبر حتما هذه الظروف.. ولكن بأى ثمن؟! هذا هو السؤال الذى يقلق الداخل الامريكى الذى يعيش أيام القلق، والذى يترقب جوابه المنافسون والحلفاء فى الخارج نفس الوقت. والكل يدرك ان الاستراتيجيات الاساسية للدول الكبرى لا تتغير بسهولة. ما يتغير هو الأساليب والاشخاص والطرق المؤدية لتحقيق الأهداف والمصالح العليا الخاصة بها.
فى منطقتنا المليئة بالصراعات المعقدة، تأتى المخاطر ـ فى مثل هذه الظروف ـ من تصرفات اللاعبين الصغار والطامعين فى أدوار أكبر، أو من الذين يبنون حساباتهم على تصورات ماض لن يعود أو تهيؤات عصابات عاشت على خيانة الأوطان والتجارة فى الأديان.
وتجربتنا الطويلة تقول إن العالم كله يدرك جيدا أن مصر القوية المستقرة هى عنصر الأمن والأمان للمنطقة كلها، وأن الدولة التى أسقطت الإرهاب وحمت المنطقة من خطره ستظل تمضى فى طريقها.. تبنى للمستقبل وتعرف كيف تحمى ما تبنيه وتتعامل مع الجميع من موقع لا يعرف الولاء إلا لمصلحة الوطن وإرادة الأمة.
الكبار ـ مثل أمريكا ـ يدركون الحقائق جيدا، أما الصغار من بقايا العملاء وعصابات الارهاب فيحتاجون دائما لمن يذكرهم بأن الباقى هو الوطن الذى لا يعرفونه ولايعرفهم!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة