عبلة الروينى
عبلة الروينى


نهار

ذاكرة للنسيان!!

عبلة الرويني

السبت، 14 نوفمبر 2020 - 07:06 م

حين بالإمكان محو كل شيء حولنا..تبقى الموسيقى ذاكرة للنسيان، وإيقاع لعذوبة الحياة داخلنا.... قبل عام (2019) وقبل وفاتها بأيام قليلة.. سجل أحد الصحفيين الأسبان،شريط فيديو مع «مارتاجونزاليس» أشهر راقصة باليه فى فرقة «باليه نيويورك» فى الستينيات...كانت مارتا(80 عاما) تجلس على كرسى متحرك، تعانى من الزهايمر المتقدم جدا...تنسى كل شيء حولها!!..تنسى من هي!!..تنسى اسمها!!..وما الذى أتى بها إلى دار الرعاية التى تقيم بها!!..ومن هؤلاء الملتفين حولها الآن!!....لكن حين وضع المشرفون بالرعاية السماعات فى أذنيها، وأداروا سيمفونية (بحيرة البجع) لتشايكوفسكي..شيئا فشيئا بدأت مارتا تحرك ذراعيها...بدأت ترقص على كرسيها المتحرك بعذوبة وسلاسة رقصة البجع...متذكرة تفاصيل تصميم الحركة وإيقاعها..متذكرة تفاصيل الرقصة،التى سبق لها تقديمها على المسرح (قبل أكثر من 55عاما) وكأنها بكامل وعيها وحيويتها!!
ويحدد الأطباء مستويات مختلفة لمرض الزهايمر..هناك نسيان مؤقت،متقطع..يتذكر المريض أشياء، وينسى أشياء أخري!!...أو يتذكرأحيانا، وينسى أحيانا أخري....وهناك مستوى متقدم من المرض، ينسى خلاله المريض كل شيء..ينسى أهله وكل من حوله، وينسى نفسه تماما!!....لكن الأطباء أيضا، يؤكدون أن مرضى الزهايمر،حتى المستوى المتقدم منه (مارتا جونزاليس) يمكنهم تذكر المشاعر المصاحبة لحدث ما!!.. يمكنهم نسيان الحدث، وتذكر مشاعره...يعنى مريض الزهايمر لا يفقد أحاسيسه ولا مشاعره تماما..هكذا يمكن نسيان كل شيء وتبقى الموسيقي.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة