كوبري ايفيل.. تاريخ معلق بين «جبليتين» بحديقة الحيوان
كوبري ايفيل.. تاريخ معلق بين «جبليتين» بحديقة الحيوان


كوبري ايفيل.. تاريخ معلق بين «جبليتين» بحديقة الحيوان

حسن سليم

الأحد، 15 نوفمبر 2020 - 11:19 ص

التراث كلمة تحوى الكثير بين طياتها خاصة إذ أضيف لها صفة المصري، فربما تحمل كنوز ذهبية تعود للفراعنة أو تماثيل ملوكها، ومن الممكن أن تعبر عن مباني ومساجد ذات تاريخ إسلامي شهدت، أو مزارات مسيحية عبر عليها المسيح والعذراء أثناء رحلة العائلة المقدسة، ولأنها مصر، فإن التاريخ والتراث يمتد عن منظوره الطبيعي إلى ما هو أكبر وأعمق فتحمل بين طيات تاريخا كوبري إيفيل المعلق، الشاهد على تاريخ مصر لما يقرب من 145 عام، والذي شيده  المهندس جوستاف ايفيل صاحب رائعة «برج إيفيل» بباريس.

رغم عراقته لم يكن نصيبه من الشهرة واسع، ولم يعلم الكثيرين أن الكوبري المعلق بين جبليتين منذ قرابة القرن ونصف القرن، بدأت حكايته باستدعاء الخديوي إسماعيل للمهندس الأشهر في تصميم المنشآت المعدنية وقتها جوستاف إيفيل في 1875  وطلب منه تشييد كوبري معلق بحديقة الحيوان التي كانت جزء من قصر الجيزة وقتها، وطالبه أن يكون وضعه كاشفا للحديقة بشكل بانورامي.

اقرأ أيضًا: من الأخطبوط إلى النمر.. تنبؤات الحيوانات بين كأس العالم والرئاسة الأمريكية

ويعتبر ايفيل المهندس صاحب أشهر الأعمال الفنية الخالدة حول العالم منها تمثال الحرية بنيويورك، والبرج الشهير، ويرجع البعض عدد من الكباري التاريخية في مصر إلى تصميماته، لكن لا دليل أكيد على ذلك.

في خلال  4 سنوات انتهى ايفيل من تصميمه الخالد إلى الآن ليكون جاهزا في 1879، أي قبل افتتاح الحديقة للجمهور بأكثر من 10 سنوات، وزين الكوبري بشعار الخديوي إسماعيل المكون من الحرفي "I P" وثلاث نجوم  اسفلهم هلال ونجمة
ويعلوهم جميعا التاج الملكي.   

الكتيبات التاريخية عن الحديقة تؤكد أن بناء الكوبري  لم يستخدم  اللحام في ربط أجزائه ببعضها، وإنما ربطها ببعضها كان عن طريق تثبيت الحديد داخل أجزاء أخرى من مكونات الكوبري فيما تسمى "العاشق والمعشوق "، ورغم عراقة الكوبري وأثريته التي  أجبرت وزارة الآثار على إغلاقه أمام الجمهور للحفاظ على تراثيته  وليبقى شاهدا على مصر واحداثها لسنوات أخرى، إلا أن نصيبه من التركيز الإعلامي كان ضئيلا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة