أهالي الجباسة
أهالي الجباسة


أهالي «الجباسة».. سقطوا من قائمة التطوير

محمد عوض

الإثنين، 16 نوفمبر 2020 - 05:19 م

120 أسرة فى منازل آيلة للسقوط محاصرة بالقمامة وأسلاك الكهرباء المكشوفة ينتظرون الفرج

الأهالي: نعيش مآساة حقيقية تزداد مع فصل الشتاء وتحول شوارع المنطقة لـ«برك طينية»

«الجباسة» هي إحدي المناطق العشوائية الموازية لسورمجرى العيون تزداد معاناة سكانها سوءاً يوما بعد يوم لانعدام الخدمات بها وسوء المعيشة مع تأخر نقلهم الي مساكن بديلة وفق خطة الدولة لتطوير سور مجري العيون، التي بدأت منذ 2002 ولم تكتمل تلك الخطة حتى الآن هناك اطلال لمنازل مهدمة وأخرى متصدعة وحين تقترب على مشارف المنطقة تقع عيناك على تلال من القمامة تفوح منها الروائح الكريهة ولا تخلو من الحشرات والزواحف السامة  مؤكدة على الإهمال الكبيربالإضافة لوجود خطر داهم لكابلات كهرباء الضغط العالي المكشوفة الملقاة هنا وهناك لتنذر بكارثة مؤكدة.

كابلات الضغط العالي «مكشوفة»

يشكو مصطفى عبد الحميد أحد سكان منطقة «الجباسة» من انعدام الخدمات وسوء البنية التحتية بالمنطقة واخطرها الكهرباء المتمثلة في وجود كابلات كهرباء الضغط العالي مكشوفة تهدد حياة المواطنين الذين لا يملكون إلا الحذر وعدم الاقتراب منها بعد تكرار حالات صعق للحيوانات الضالة كالقطط والكلاب التي ما أن تلمس الكابلات حتى تتحول إلى قطعة فحم بعد صعقها مطالبا المسؤولين الإهتمام بالأزمة وإزالة تلك الأخطار التي تحيط بهم من كل جهة.

زلزال سيارات النقل الثقيل

ويروي سعيد إبراهيم نصر«عامل باليومية» معاناة الرعب المتكررة لأهالي المنطقة والتي تحدث مع مرور سيارات النقل الثقيل َحافلات النقل العام من فوق كوبري مجرى العيون، حيث تتمايل البيوت كما لو أن زلزالاً يضرب المنطقة وهوما يقذف الرعب في قلوب الأهالي الذين يسارعون إلى الشوارع للنجاة بأنفسهم وذويهم قبل أن تسقط على رؤوسهم لافتا إلى أن تلك الزلازل تحدث كثيرا طيلة اليوم وأشار بيده إلى الشروخ والشقوق الموجودة والتي تزداد يوما بعد يوم بسبب ما يحدث من مرور النقل الثقيل.

تراكمات القمامة

وتشير مدام فريال «ربة منزل» إلى أن أكثر المشكلات التي تحيط بأهالي المنطقة هو تراكم القمامة التي تحولت إلى تلال تسئ إلى المنظر العام وتهدد صحة الجميع وذلك في ظل غياب وتواطؤ رئيس الحي ما يزيد معاناة المواطنين وهو ما كشفته الرقابة الإدارية بعد القبض عليه أثناء تلقيه رشوة من متعهدي جمع القمامة.. مطالبة إيجاد حل نهائي لأهالي المنطقة بتوفيق أوضاعهم ونقلهم لمساكن بديلة تحفظ حياتهم وتصون كرامتهم.

أمطار الشتاء.. برك مياه

في الشتاء تزداد الظروف قسوة وتزداد معاناة ساكني «الجباسة» وهو ما تتحدث عنه سيدة عبد الودود «ربة منزل» موضحة أن الشتاء يأتي عليهم بكثير من القسوة وخاصة حينما يزداد المطر الذي يسقط على رؤوسهم التي لا تحميها أسقف المنازل التي تعاني من التصدع والشقوق فتعمق من شعورهم بالظلم في ظل ضيق الحال وعجزهم عن الانتقال إلى مساكن أخرى سواء بالتأجير أو التملك تنقذهم من هذا المصير الأسود لافته إلى أنها تعيش مع زوجها الذي أصيب بجلطة دماغية اسكتته عن الكلام والحركة واقعدته بلا عمل ما يستحيل معه الحصول على مسكن بديل في ظل تلك  الظروف السيئة.

االتباطؤ في تنفيذ خطة إخلاء المنطقة

ويضيف حسين النادي «موظف» أن الدولة أولت اهتمامًا كبيرا بقضية العشوائيات ليس بنقلهم لمساكن آدمية فقط ولكن لمجتمع افضل فيه كل الخدمات المتوفرة مؤكدا أن التباطؤ في تنفيذ الخطة بنقل السكان وإخلاء المنطقة هو ما «زاد الطين بله» لافتا إلى أن الدولة بدأت في تقديم حلول جذرية لها عام 2002 بإحلال وتجديد سور مجري العيون وتم بالفعل  نقل جزء من السكان الى أماكن اخرى ثم توقفت الخطة وعادت بعد عامين وتم نقل جزء من السكان وتوقف الأمر إبان أحداث 25 يناير واستمر الوضع كذلك حتى الآن بسبب تقاعس رئيس الحي عن القيام بمهامه تجاه سكان بالحي مؤكدا أنه لم يفكر يوما بالمرورعلي المنطقة وسماع شكاوى المواطنين وحلها.. إلى أن سمعنا القبص عليه برشوة ما يؤكد أن تعطيل حقوقنا كان متعمدا من رئيس الحي ليتفرغ لجمع الأموال بدلا من الاهتمام بتطوير المنطقة وتنفيذ خطة الإحلال والتجديد.

عشرات الأسر تنتظر الموت تحت الانقاض

ويحذر محمود حسين «موظف متقاعد» قال إن مصيره ومصيرأسرته وكذلك 120 أسرة مهددة بالموت تحت أنقاض منازلهم المقامة منذ أكثر من قرن من الزمن مطالبا المسؤلين بالجهات التنفيذية أن تطبق خطة الدولة التي يقودها الرئيس عبدالفتاح السيسى في بناء مصر الحديثة من جديد وتحقيق عدالة ناجزة لهؤلاء المواطنين الذين يعانون الأمرين في منطقة الجباسة ويجب تسليط الضوء على مشكلتنا وأن تصل للمسئولين فلم يعد البطء ملائماً ولا يمكن السكوت على التقصير.

ومن جهته، أكد المهندس خالد صديق رئيس تطوير العشوائيات أن منطقه الجيارة والجباسة لم تدخل بعد في خطة تطوير سور مجري العيون، مشيرا في تضريح خاص لـ«الأخبار المسائي» أن الخطة تعمل على متطقة غرب القاهرة وأن هذه المناطق وهي واقعة شرق القاهرة سوف تدخل الخطة يعد أربعة أشهر لافتا إلى أن هناك خطة لتطوير سور مجرى العيون تقوم الدولة على القيام بها وأنه لا بد من إنهاء كافة العشوائيات حول سور مجري العيون.

وأضاف رئيس تطوير العشوائيات أن هناك معايير لوضع المناطق بأكثر تضررا وخطورة حين يكون بها من كل عشر بيوت بيتا آخر آيل للسقوط.. مشددا أن هناك لجنة سوف تحصر هذه المنازل المهددة لتصنيفها آيلة للسقوط ليتم التعامل معها ليتم تعويض سكانها ليتم تطوير هذه المنطقة.

أقرأ أيضا:مصر تستقبل «قنبلة» كل 13.5 ثانية.. «الانفجار السكانى» يلتهم ثمار التنمية

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة