إهمال الأطفال يعرضهم للإساءة الجسدية أو النفسية أو الجنسية
إهمال الأطفال يعرضهم للإساءة الجسدية أو النفسية أو الجنسية


«الإهمال» و«الإفراط في العقاب».. كارثتان في تربية الأطفال

منى إمام

السبت، 21 نوفمبر 2020 - 09:28 ص

قال د.عاصم عبد المجيد حجازي مدرس علم النفس التربوي كلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة لـ «بوابة أخبار اليوم» إن بعض الأسر قد تهمل في تنشئة الطفل وتربيته إلى الحد الذي يتسبب في الكثير من المشاكل النفسية والجسدية وربما يتطور الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك نتيجة عدم إدراك الأسرة لأهمية المرحلة التي يمر بها الطفل وخطورتها وأهمية التنشئة الاجتماعية السليمة فضلا عن عدم إدراك الأسرة لأهمية الطفل نفسه كثروة بشرية ينبغي الحفاظ عليها وتنميتها.

نتيجة إهمال الطفل


وأوضح د. عاصم حجازي أن نتيجة لهذا الإهمال، الطفل قد يتعرض للإساءة الجسدية أو النفسية أو الجنسية من قبل أحد أفراد الأسرة أو المحيطين بالطفل كما قد يتعرض للإهمال من قبل الأسرة كما أن الأسرة ربما تبالغ في الاهتمام بالطفل والخوف عليه فتلجأ إلى أساليب عقاب تتسم بالعنف اللفظي والجسدي إذا ما اقترف الطفل خطأ ما ولا تميل للتسامح مع الطفل وتوجيهه باللطف نحو تصحيح أخطائه.


أسباب تكوين شخصية عدوانية

وتسهم هذه العوامل بشكل كبير في تكوين شخصية عدوانية تتسم بالأنانية وحب الذات وتحمل الكثير من مشاعر الحقد والكره للأخرين والتي قد تشمل الأسرة بالإضافة إلى المجتمع وتعمل أيضا على تكوين شخصية تتسم بالسلبية والضعف وانعدام ثقة الطفل بنفسه وتدني مستوى تحصيله كما أن مظاهر العنف التي يتعرض لها الطفل سواء اللفظي أو الجسدي تعمل على انتاج شخصية مستقبلية تتسم بالبلطجة والتنمر وتكون مثل هذه الشخصية مرشحة بدرجة كبيرة للميل نحو التطرف والإرهاب والجنوح والذي يتسبب بدوره للأسرة والمجتمع في الكثير من المشكلات التي يصعب حصرها.

كما أن الإساءة الجنسية تترك آثارها على شخصية الطفل حيث الشعور بالخجل المرضي والقلق بالإضافة إلى الشعور بالذنب والخزي الذي يشعر الطفل بأنه يلاحقه طوال العمر وقد يؤدي ذلك الشعور إذا ما تطور إلى الاكتئاب وربما إلى الانتحار أو العداء الشديد للمجتمع.


ولا شك أن الشخصيات التي تنمو بهذه الطريقة تهدد أمن وسلامة المجتمع وتعتبر قنبلة موقوته إذا ما تركت دون تدخل أو رعاية من قبل الأسرة والمجتمع لإصلاح الخلل الذي حل بشخصية الطفل وتعزيز الجوانب الإيجابية في شخصيته.

لا نفرط في العقاب

وأشار إلى أنه ينبغي على الأسرة الحرص من البداية على اتباع أساليب وطرق سليمة لتنمية وتربية الطفل تعتمد على الحوار حيث يجب أن تستمع الأسرة بود وحب للطفل وأن تشاركه اهتماماته وهواياته وأن تقدر رأيه وألا تبالغ في تقديم النقد لكل ما يطرحه الطفل من أفكار , والتسامح تجاه الأخطاء البسيطة التي يمكن قبولها فالإفراط في العقاب- حتى ولو كان أسلوب العقاب تربويا- غير مطلوب كما يجب على الأسرة أن تدرب الطفل على تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات بحيث تشترك الأسرة مع الطفل في التفكير للوصول إلى حل للمشكلة التي تواجهه ولا تسارع لتقديم الحلول الجاهزة وفرضها على الطفل.


ونصح د.عاصم حجازي أنه يجب على الأسرة البعد تماما عن استخدام العقاب البدني أو اللفظي واستبداله بالتوجيه والتوعية والنصح وتقديم التعزيز للجوانب الإيجابية , وفي حال لم يكترث الطفل ولم تنجح الوسائل السابقة فيمكن استخدام العقاب بالحرمان من بعض الامتيازات أو المنح أو الهدايا , فين حين أن تعزيز الطفل كلما أقدم على فعل عادة جيدة أو امتنع عن فعل عادة سيئة يعد أفضل من العقاب.

وتابع: أنه يجب على الأسرة تقديم التوعية والتربية الجنسية الصحيحة للطفل بالقدر الذي يساعده على حماية نفسه من الوقوع تحت طائلة التحرش بحيث يدرك الطفل خصوصية جسده والحد المسموح به للتواصل والاقتراب , وأهمية الانتباه للكلمات واللمسات غير المناسبة من الآخرين , وأهمية إخبار الأسرة عند التعرض لمثل هذه المضايقات في الحال.

وفي النهاية. أكد على أنه يجب على الأسرة أن تعمل على تحقيق تواصل واتصال دائم وآمن مع الطفل بحيث يكون دائما على ثقة بأنه حينما يقدم على الحديث مع الوالدين عن أمر ما حدث له فإنه سيجد الدعم والتأييد والمساندة لا النقد والتوبيخ والعقاب وسيجد حلا لا مشكلة أخرى تضاف إلى مشكلاته وسيجد الأمن والأمان والعطف والحنان وهذا هو الدور الأساسي للأسرة ولا يمكن لغير الوالدين القيام به.

شاهد أيضا|| لماذا يشهد الشتاء ذروة إصابات كورونا؟ علماء يجيبون

 


 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة