«حقنة البرد الثلاثية» تنتشر بقوة بين المواطنين دون معرفة مخاطرها
«حقنة البرد الثلاثية» تنتشر بقوة بين المواطنين دون معرفة مخاطرها


«حقنة البرد الثلاثية».. علاج سريع وكارثة صحية على المدى الطويل 

مصطفى عبدالله ميري

الأحد، 22 نوفمبر 2020 - 06:33 م

 

 

◄ تتكون من مسكن للآلام ومضاد للالتهاب خافض للحرارة
◄ المرضى يطلقون عليها «الخلطة السحرية» بسبب مفعولها الفوري
◄ صيدلي: قد تؤدي لتوقف القلب في بعض الحالات
◄ القانون يمنع الصرف بدون روشتة


زكام مستمر واحتقان بالحلق والزور، وعطس يدك الضلوع وجسد منهك من قلة الأكسجين.. كل هذه الأعراض الناتجة عن الإنفلونزا أو نزلة البرد تدفع المريض للبحث عن أسهل وأسرع وسيلة تخلص من هذه العدوى المؤرقة، فيذهب للصيدلية ويخرج له الصيدلي أو مساعده بالاختراع التجاري «حقنة البرد الثلاثية» والتي يصفها المرضى بـ«الخلطة السحرية».

لا يمر اليوم، إلا وصاحب الأعراض يصبح طبيعيا ومع كل نزلة برد يداوم دون أي حيطة باللجوء لهذه الحقنة، لكنه لا يعرف أن هناك خطر يحيق بصحته على المدى الطيل. 

وترصد «بوابة أخبار اليوم» ماهية الحقنة الثلاثية للبرد، وفوائدها وأضرارها ومدى قانونية صرفها ..

 

مفعــول فــوري
يقول الدكتور عبدالله محمد، طبيب صيدلي، إن أغلبنا يتعرض للإصابة بنزلات البرد، وخاصة في وقتنا هذا وتقلب الفصول الجوية، فيلجأ الكثير من المرضى لأخذ ما يسمى «بحقن البرد أو الخليط السحري» كما يقول البعض، وهو عبارة عن مضاد حيوي، مسكن للآلام ومضاد للالتهاب، خافض للحرارة.

ويصف: «حقن البرد هي عبارة عن تركيبة قام باختراعها أحد الصيادلة، لعلاج نزلات البرد، والتي تأتي بمفعولها فور إعطائها للمريض، وفي كثير من الأحيان يطلبها المرضى بالاسم، للتخلص من الآلام وخاصة الإنفلونزا ، و نزلات البرد»، مشيرا إلى الإنفلونزا هو مرض فيروسي يصيب الشخص لمدة تتراوح من 3 : 6 أيام، واستخدام حقن البرد المعروفة يقلل من حدة الألم والأعراض ولكن لا يخفيها، حيث أنه حتى الآن لا يوجد علاج لنزلات البرد.

 

مكونات الخلطة السحرية
وتابع «عبدالله»، أن حقنة البرد تتكون من «العنصر لأول» أساسه مادة «ديكلوفيناك الصوديوم» وهي مادة تعد مسكن قوي لكن لها بعض الآثار الجانبية عند استعمالها دون استشارة الطبيب مثل  قرحة المعدة، والفشل الكلوي الحاد حتى مع أول مرة.

والعنصر الثاني هو «الديكساميثازون» وهي حقنة تحتوي على جرعة كبيرة من الكورتيزون قادرة على رفع مستوى السكر والضغط، وقد تتسبب في آلام المعدة وهشاشة العظام ونقص البوتاسيوم لو أخذت بكميات كبيرة أو بشكل متكرر، أما «العنصر الثالث» فهو مضاد حيوي يحتوي علي مادة «سيفترياكسون صوديوم»، ويمكن أن تسبب هذه الحقنة حساسية وطفح جلدي وضيق في التنفس وفي حالات معينة، وقد توقف القلب، هذا فضلا عن أن المضاد الحيوي لا يمكن أخذه دون استشارة الطبيب، و يكون لمدة محددة حتى لا تحدث مقاومة للبكتريا.

 

 

تحذيــر وزاري 
حذر مركز المعلومات الدوائية المصرية، التابع للإدارة المركزية للشئون الدوائية، بوزارة الصحة والسكان، من استخدام «حقنة البرد»، أو ما يسمى بالخلطة السحرية لعلاج نزلات البرد، والتي تكون خليط من مضاد حيوي، ومسكن للآلام، موضحًا أنه لا يوجد علاج لنزلات البرد، وإنما يتم استخدام بعض الأدوية التي تساعد على تخفيف بعض الأعراض، بعد استشارة الطبيب أو الصيدلي المختص. 

وأكد المركز أن الاستخدام الأمثل للأدوية، يجب أن يكون وفقا للحالة الصحية لكل شخص على حدي، لافتاً إلى أن استخدام الديسكاميثازون يؤثر بشكل مضر على مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم، كما أن المضاد الحيوي بشكل عام لا يعالج نزلات البرد لأنه عدوى فيروسية، وإنما يستخدم لعلاج العدوى البكتيرية، فضلا عن أن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية يجعل الجسم مقاوماً لها على المدى البعيد. 

وأوضح مركز المعلومات الدوائية أن استخدام مسكن الآلام وخافض الحرارة، يسبب مشاكل صحية لمرضى الكبد والقلب والسكري والربو، والإفراط به يسبب قرحة في المعدة واختلال في وظائف الكلى.

 

 

القانــون المصــري 
يقول مصطفى القباني المحامي بالاستئناف العالي، بحسب القانون المصري المنظم لبيع الأدوية، يحظر بيع الأدوية أو وصفها بدون روشتة طبية، حيث نص القانون 127 لسنة 1955 بتعديلاته، في المادة رقم «32» أنه لا يجوز للصيدلي أن يصرف للجمهور أي دواء محضر بالصيدلية إلا بموجب تذكرة طبية عدا التراكيب الدستورية التي تستعمل من الظاهر وكذلك التراكيب الدستورية التي تستعمل من الباطن بشرط ألا يدخل في تركيبها مادة من المواد المذكورة في الجدول (1) الملحق بهذا القانون.

وتابع القباني،  أنه لا يجوز له أن يصرف اى مستحضر صيدلي خاص يحتوى على مادة من المواد المدرجة بالجدول (2) الملحق بهذا القانون إلا بتأشيرة كتابية من الطبيب.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة