علاء عبد الهادى
علاء عبد الهادى


فضفضة

شوارع الدقى

علاء عبدالهادي

الخميس، 26 نوفمبر 2020 - 06:38 م

أحكى عن مشاهدات قد تبدو شخصية، لكنها فى حقيقة الأمر ليست كذلك.
لسنوات طويلة عانت منطقة الدقى من تردٍ فى حالة الخدمات، وتهالك فى الشبكات، وتحولت شوارع الحى إلى فخاخ لاصطياد السيارات، وزاد من حالة السوء قيام عدد من السكان بدق خوازيق حديدية أو وضع براميل خرسانية أمام منازلهم لحجز أماكن لسياراتهم.
أخيراً دبت الحركة فى شوارع هذا الحى العريق، وخلال عدة شهور تم رصف أغلب شوارعه حتى الفرعية منه، ولأول مرة وهم يعدون العدة لرصف الشارع رأيت لأول مرة بلاعات صرف الأمطار التى تم الحفرلتنفيذها، للأمانة استبشرت خيرا، ولكن بعد الرصف فوجئت بأنه قد تم طمر ورصف البلاعات الجديدة، ومع موجات الأمطار الأخيرة تحولت شوارع الحى المرصوفة حديثا وتم إنفاق الملايين على رصفها وتهيئة أرصفتها وتزويدها بالزرع إلى برك، ومستنقعات.. يعنى ببساطة ذهبت أموال التطوير هباء منثورا، وعادت ريمة لعادتها القديمة، وعاد المواطنون لدق الخوازيق من جديد، وتهدمت الأرصفة التى لم تصنع بإتقان لأن نسبة الأسمنت فيها أقل من المطلوب.. الملاحظة التى لم ينج منها شارع حديث الرصف، هو أنه بمجرد انتهاء عملية الرصف تجد الشارع قد تم حفره من جديد، إما لإصلاح ماسورة مياه وكأنها كانت تنظر الرصف لتنكسر، وإما لتوصيل شبكات ما لجهة ما، هذا يدل على غياب التنسيق بين الجهات المعنية.. ما شهدته فى شوارع الدقى يشهده أصدقائى وأقاربى فى أماكن مختلفة على مستوى "المحروسة"!
الدولة لم تقصر فى اعتماد الأموال لتطوير الشوارع، ولكنها فى حقيقة الأمر تهدرها لعدم مراعاة الضمير فى التنفيذ أو التغاضى عن العيوب فى الاستلام، فكيف نفشل فى تصميم وتنفيذ طرق جديدة بمواصفات تنجو من "شوية مطرة".

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة