أسماك القرش
أسماك القرش


لمواجهة هجوم القرش.. أستاذ بيئة بحرية: نحتاج برنامجا متكاملا لمواقع الغوص

إبراهيم الشاذلي

الخميس، 03 ديسمبر 2020 - 10:51 م

هناك بالفعل دلائل قوية على تزايد في معدلات هجوم أسماك القرش في العقد الأخير وليس أدل على ذلك أنه لم يتم تسجيل أيه هجمات لأسماك القرش أدت إلى ضرر سواء كانت جروح عميقة أو وفاة حتى عام 2009 حيث كان الحديث عن هجمات لأسماك القرش على غواصين ولكن لم تتعدى إلا أنه تكون نوع من الاحتكاك أو التحرش أو الفضول بالغواصين ولم تؤدي إلى أضرار بالغة، والحادثة الوحيدة المسجلة قبل ذلك سجلت فى آواخر الستينيات حيث اعتقد وقتها أن أحد الغواصين العاملين بالبترول قد هوجم بواسطة أسماك القرش وأن الجسد اختفى ولكن ليس هناك دليل واضح على ذلك.

 

يقول الدكتور محمود حنفى أستاذ البيئة البحرية بـجامعة قناة السويس إنه في العقد الأخير ومنذ عام 2009 ازدادت معدلات هجمات أسماك القرش بشكل عام بالبحر الأحمر وخليجى السويس والعقبة نذكر منها الحوادث الأساسية والتى أدت إلى أضرار ففى عام 2009: وقع أول هجوم مميت لأسماك القرش على سائحة فرنسية كانت تقوم بالسباحة بالنظارة في المياة المفتوحة بمنطقة سانت جونز بجنوب رأس بيناس وادى إلى بتر ساقها وجزء من الحوض ووفاتها في الحال وفى عام 2010 خمس هجمات لأسماك القرش في منطقة محدودة من رأس نضرانى بشرم الشيخ خلال أقل من أسبوع فقط وذلك في الفترة من 1-6 ديسمبر 2010 أدت إلى مقتل سائحة ألمانية وبتر أطراف لأربع سائحات روسيات وسائح آخر من جنسية أوكرانية، وتم تناول هذه الحوادث بشكل مثير من قبل الإعلام مما كان له أبلغ الأثر فى انخفاض معدلات التدفق السياحى على منطقة شرم الشيخ بشكل كبير وفى مارس عام 2015 هجوم سمكة قرش من النوع ماكو (الديبه) على سائح ألماني كان يقوم بالسباحة في منطقة أم الجريفات بمحافظة البحر الأحمر أدى إلى بتر ساقه وجزء من الحوض ووفاته في الحال.

 

وعام 2016 هاجمت سمكة قرش أعتقد أنها من نوع الماكو لشاب مصري أدى لبتر ساقه ونجى من الحادث وذلك بمنطقة السخنة بخليج السويس وفي المياة المفتوحة، وأدى ذلك إلى إثارة الرعب بين المصطافين حيث تناول الإعلام هذه الحوادث بشكل مثير مما كان له أبلغ الأثر فى انخفاض بل وعزوف المصطافين (فى المجمل من المصريين) عن استخدام الشواطئ بمنطقة السخنة ورأس سدر ولأسابيع عديدة وفى أغسطس 2017 هاجمت سمكة قرش سائحة أثناء سباحتها بالنظارة أدت إلى جرح عميق بالجزء الأيمن من مؤخرتها وجانبها الأيمن ونجت من الحادث وكان قرش من النوع الأبيض المحيطى.

 

وتابع حنفى فى 31 أكتوبر 2017 تعرض أحد الغواصين لعضة غير مميتة من سمكة قرش أعتقد أنها من النوع المحيطى الأبيض بمنطقة الاخوين وفى 3 أغسطس 2018 هاجمت سمكة قرش من النوع النمري كبيرة الحجم أحد السائحين التشيك أثناء سباحته بجانب الساحل بمنطقة قرية كهرمانة شمال مرسى علم وتعد هذه الحادثة من أشد وأبشع الحوادث حيث قامت السمكة بمهاجمة الضحية ست مرات والتهمت مايزيد عن 60 كجم من وزنه وتأتي خطورة هذه الحادثة من كونها تمت بغرض التغذية بدليل التهام سمكة القرش لهذا الكم من لحم الضحية ومهاجمته لأكثر من مرة ومثل هذه الحادثة نادرة الحدوث حتى على مستوى العالم.

أما في الفترة من أكتوبر – نوفمبر 2018 قال حنفى سجلت أربعة حوادث هجوم لأسماك القرش ولكن هذه المرة على غواصين بمنطقة الاخوين من قبل أسماك القرش المحيطي ولكن أحجامها كانت صغيرة حيث تراوحت بين 1-2 م طول وغرابة هذه الحوادث انها ولأول مرة تسجل مثل هذه الهجمات على الغواصين.

وأوضح حنفى أن ازدياد معدلات هجمات أسماك القرش على مستوى محافظة البحر الأحمر وجنوب سيناء تحتاح إلى تنفيذ خطط طموحة تهدف لإدارة، والحفاظ على ما حبا الله مصر من موارد حية فريدة هى أساس الاستثمار والتنمية بالمحافظتين، وقد وضعت المحافظة نصب عينيها أن كافة الاسباب التى ذكرت سابقا لا يمكن أن تتأتى إلا من خلال خطة وإجراءات عاجلة تضمن معالجة الموقف وسلامة السائحين والبيئة وبما لا يؤثر على الحركة السياحية وعدم الاعتماد على اتخاذ بعض الإجراءات العاجلة لكل حالة منفصلة، وكذلك ضرورة البدء فى اتخاذ إجراءات طويلة الأجل لوقف كافة الأسباب التى تهدد موارد مصر البحرية ووقف أسباب مثل هذه الهجمات.

 

وأشار أستاذ البيئة البحرية أنه وبلا أدنى شك فإن غياب التنسيق السليم وعدم تطبيق خطط إدارة مستدامة طبقا للقدرة الاستيعابية للبيئة البحرية قد نتج عنه العديد من المشاكل مثل زيادة هجمات أسماك القرش على السائحين والتى أيضا قد تهدد استدامة هذه الموارد الفريدة مما يتطلب معه البدء فورًا فى تنفيذ خطط ملائمة وعلى المدى البعيد ولبدء مثل هذه الخطط فإن المحافظة قد بدأت بالفعل فى اتخاذ بعض الإجراءات وتنفيذ بعض البرامج على سبيل المثال ما يلى: تنفيذ برنامج إدارة متكاملة لمواقع الغوص بجزيرتى الاخوين يهدف إلى الحفاظ على الموقع وقيمته البيئية والعلمية والاقتصادية وحماية وتأمين الغواصيين من هجمات أسماك القرش، وذلك كبداية لتنفيذ برنامج متكامل لإدارة مواقع الغوص بكافة مناطق البحر الأحمر.

 

وأضاف أستاذ البيئة البحرية تنفيذ برنامج للمراقبة والسيطرة من خلال أجهزة تتبع للمراكب السياحية: أن الجزء البحرى لمحافظة البحر الأحمر مترامى الأطراف ويصعب السيطرة على الأنشطة القائمة من خلال الأجهزة التنفيذية للدولة، وقد سعت المحافظة ومنذ البداية إلى خلق ألية لمراقبة تنفيذ خطط لإدارة مواقع الغوص وتأمين السائحين من خلال إدخال تكنولوجيا تحديد الموقع الجغرافى لكافة المراكب السياحية بالبحر الأحمر، وبالتالى سهولة تتبعها وتحديد أماكن تواجدها وتطبيق خطط إدارة لمواقع الغوص طبقا لقدرتها الاستيعابية (عدد المراكب الزائرة للموقع الواحد)، وبما يساعد على وقف التدهور الحادث للبيئة البحرية فى بعض المناطق والتى ستساعد بدون أدنى شك فى تقليل الأخطار من مهاجمة أسماك القرش.

 

وتابع حنفى أيضا من ضمن الإجراءات إنشاء مواقع غوص جديدة (حيود مرجانية صناعية): يهدف إلى تخفيف الضغوط والإفراط فى استخدام مواقع الغوص على الحيود المرجانية الطبيعية، حيث إن هذه الضغوط تعد أحد أهم أسباب هجمات أسماك القرش، وذلك من خلال إغراق بعض المعدات العسكرية المكهنة متل الدبابات والعربات المصفحة فى بعض المناطق والتى ستستخدم فور إغراقها كمواقع غوص وبالتالى ستؤدى إلى تخفيف الضغوط على الحيود المرجانية الطبيعية، بالإضافة إلى ذلك فإن مثل هذه الحيود سيكون لها تأثيرا إيجابيا فى زيادة المخزون الطبيعى للأسماك لأنها ستمثل سكن وبيئة حاضنة لهذه الأسماك.

اقرأ أيضا| خبير بحري يكشف مفاجأت في أسباب زيادة هجمات القروش بالبحر الأحمر

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة