الجمعة، 04 ديسمبر 2020 - 08:33 م

قليلة هى كتب السير الذاتية، التى تتسم بالصدق، فالبعض يحاول تجميل حياته ، والبعض الآخر يضع رتوشا كى تبدو الصورة حلوة، والقليل منهم يضعون تجاربهم بكل صدق دون تزييف أوتزيين، من هذه الكتب كتاب «حكايات العمر كله « للفنان سمير صبرى ،الذى صدر حديثا عن الدار المصرية اللبنانية، وكشف فيه بعفوية الراوى وصدق الفنان أسرارا عاشها فى كواليس الحياة الفنية والسياسية عبر رحلة امتدت لما يقرب من خمسين عاما دون أن يشعرنا  بلحظة واحدة غير حقيقية .
 الكتاب زاخر بالحكايات المثيرة فى عالم الفنانين الكبار مثل قصة أم كلثوم وزواجها من الملحن محمود الشريف، وكيف أصبحت خطّا أحمر عند مصطفى أمين  وحكاية تراجع عبد الحليم حافظ عن قراره بالزواج من سعاد حسنى بعد أن شاهد صورتها مع ممثل عالمى مما أثار غيرته، وكيف كان العندليب يقضى لياليه يفتش عن «السندريلا « فى سهرات أصدقائه!
 الكتاب بانوراما شيقة للمناخ الفنى والإعلامى فى مصر منذ عصر جمال عبد الناصر وإلى الآن، موضحًا العلاقة الوثيقة بين الفن والسياسة فى حياة النجوم أمثال: عمر الشريف وداليدا واليزابيث تايلور وفاتن حمامة ومحمد فوزى وشادية وهند رستم وصباح وفريد الأطرش وعادل إمام والمطربة وردة وبليغ حمدى وميرفت أمين. ويحكى صبرى قصة خروج أول برنامج تليفزيونى قدمه « النادى الدولي» واستضافة أبرز الشخصيات العربية والمصرية ومن بينهم توفيق الحكيم.
مسيرة ثرية، نال فيها العديد من الجوائز والتكريمات أبرزها تكريم مهرجان القاهرة السينمائى الدولى عام 2018، وما أحزنه من أنهم تذكروا فى تكريمه أنه أول من قدم حفلات مهرجان القاهرة السينمائى ونسوا أنه قدم 132 فيلما منها عشرون فيلما من انتاجه ، لكن هذ لا ينفى أنه عشق الفن ووصفه أنيس منصور بـ «سفير الحب «، وقال عنه يوسف إدريس: الفنان صديق الكاميرا، أما الروائى خيرى شلبى فقد رآه «عاشق الفن الذى لا يهدأ .