الأحد، 06 ديسمبر 2020 - 05:21 م

في جلسة جماعية بأحد الأندية الاجتماعية على شاطئ النيل جلس عدد من السيدات ولأن صوتهن خلال الحديث كان مرتفعا فقد وصل إليً بعض ما قلنه . كان الحديث عن زواج المسلمة برجل لا يدين بالإسلام . جميعهن هاجمن السيدة التي قالت بذلك في وسائل الإعلام . وتطرق حديثهن إلى موضوعات الزواج وشمل الحديث مسألة وجود زوجة ثانية للرجل ورفضن جميعا هذا المبدأ وبدون الدخول في تفاصيل ما قلنه وجدتهن جميعا يرتدين الحجاب .

لا أتدخل بالرأي في زي أي شخص ولا رأي لي في حياة أي فرد ولكن أناقش ظاهرة ازدواج المواقف لدى أفراد المجتمع المصري . هؤلاء السيدات يرتدين الحجاب الذي أغرقنا منذ السبعينات بعد المد السعودي الوهابي في المجتمع المصري لكنهن يرفض الزوجة الثانية التي قال بها الدين الإسلامي والقرآن . هؤلاء السيدات متعلمات مثقفات لأنهن يعملن أساتذة بالجامعة ومع ذلك يتخذن مواقفهن بناء على تصورات خاصة بهن وليس بناء على شرعية دينية .

" المصريون متدينون بطبعهم " مقولة تطاردنا كل دقيقة في وسائل الإعلام وعلى ألسنة المسئولين وهو أمر غير صحيح بالمرة , لأنه لا يوجد مجتمع أو شعب بأجمعه متدين بطبعه , وإلا فلماذا تقع الجرائم وما هو عمل الشرطة إلا ضبط المجرمين !! علينا أن نكون أكثر دقة في أحكامنا فمجتمع المدينة الفاضلة غير موجود ولن يوجد لأنه طالما وجد الخير وجد الشر , كالليل والنهار .. كالأبيض والأسود .. كالحب والكراهية .

نحن مجتمع يكيل بأكثر من مكيال , نساؤنا متدينات لكنهن لا يرضين بمبدأ ديني وقرآني وهو تعدد الزوجات . نحن مجتمع متدين ونحب الإسلام لكننا نعشق وصفنا بالفراعنة عندما نشارك في البطولات الأجنبية الرياضية أو الفنية . نلعن أبو الفرعون الذي طغى بينما نرتمي في أحضان حضارتنا إذا ما علا صوت يقول بتخلفنا الاقتصادي أو العلمي ونصيح بأعلى صوت نحن بلد الحضارة الأم التي أنارت العالم القديم . نلتحف بتاريخنا وأمجادنا بينما نلعن الفرعون الذي أنجب الحضارة والذي بنى المجد لأنه أراد أن يحمي هذه الحضارة من اليهود عبيد الفراعنة في ذاك الزمان , وهل ننكر أن اليهود كانوا يتمردون لردم الفراعنة وحضارتهم وإغراقهم في النيل !! ومع ذلك نمجد اليهود ونلعن الفرعون .. الذي نفخر بنسبنا إليه .   

اقرأ أيضا:حريات| أدافع عن فتاة الآثار

اقرأ أيضا:شـارع الحكومـة !!