أحمد جـلال
أحمد جـلال


نبض السطور

زيارة مهمة فى توقيت مهم

خالد ميري

الأحد، 06 ديسمبر 2020 - 06:52 م

وجهت فرنسا الدعوة للزعيم عبدالفتاح السيسى لزيارتها، ولبت مصر الدعوة لتبدأ أمس زيارة مهمة للرئيس السيسى إلى باريس فى توقيت مهم أيضا.
منذ بدأ العالم يعانى الآثار المدمرة لجائحة كورونا ويدفع ثمناً غالياً لها، لم تتوقف مصر عن العمل والبناء، وعلى مدار الشهور والأيام الماضية كان الرئيس السيسى حاضرا فى كل مواقع العمل، يتابع التفاصيل ويشحذ الهمم ويقود مصر إلى مستقبلها الذى تستحقه، وهو ما جعل مصر تحتل المركز الثانى عالمياً فى النمو الاقتصادى خلال عام الجائحة بنسبة ٣٫٦٪، لهذا لم يكن غريباً أن يلبى زعيم مصر الدعوة الفرنسية رغم انتشار كوفيد-١٩ فى القارة العجوز، فالعمل لم ولن يتوقف رغم كل التحديات، ومصلحة مصر وشعبها هى الغاية والأمل.
بدأت الزيارة المهمة أمس بلقاء وزير الخارجية الفرنسى بمقر الوزارة لبحث كل مجالات التعاون السياسى والثنائى وأعقبها حفل عشاء تكريماً للرئيس، واليوم يشهد لقاء القمة المرتقب بين الزعيمين عبدالفتاح السيسى وإيمانويل ماكرون فى قصر الإليزيه، كما تتواصل الزيارة بلقاءات مع كبار القادة الفرنسيين.. مع رئيس الوزراء ورئيسى مجلس الشيوخ والجمعية الوطنية وكبار الوزراء.
لقاءات تستهدف التركيز أولا على دعم الشراكة الاستراتيجية والعلاقات الثنائية المتميزة ودفعها خطوات إضافية إلى الأمام، بما يعزز علاقات الاستثمار والتجارة المتميزة مع استمرار التنسيق فى كل الملفات الاقتصادية والسياسية، وكذلك استمرار التعاون الكبير عسكرياً بين البلدين، والذى يشمل صفقات أسلحة كبرى وتدريبات مشتركة ونقل الخبرات وتبادل المعلومات، وأيضا يحظى ملف السياحة باهتمام كبير حيث وصل عدد السياح الفرنسيين قبل كورونا إلى ٧٠٠ ألف، والأوضاع بمصر آمنة مع عدم تسجيل أى إصابة بالفيروس بين السياح فى المدن السياحية التى تواجدوا فيها بما يفتح الباب واسعا لعودة السياحة الفرنسية.
وتحتل ملفات الشرق الأوسط المشتعلة مكانة مهمة فى جدول أعمال ولقاءات الرئيس فى باريس، خاصة مع تطابق الرؤى المصرية الفرنسية حول أهم هذه الملفات، بداية من الجهود المشتركة فى مكافحة الإرهاب الذى لا وطن له ولا دين، والموقف الموحد من الأزمة الليبية وأهمية دفع جهود السلام الجارية الآن إلى الأمام، لتعود ليبيا إلى الليبيين وتخرج منها كل الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية، وصولا إلى أهمية حفظ السلام والاستقرار بمنطقة شرق البحر المتوسط، التى تشهد توترات متعاقبة بسبب المطامع التركية فى حقوق قبرص ولبنان من الغاز، كما تلعب فرنسا الدور الأهم فى لبنان لاستعادة استقراره وتشكيل حكومته الجديدة فكذلك مصر تحرص كل الحرص وتبذل كل الجهد من أجل استقرار الدولة الشقيقة، وقطعا لن تغيب عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل عن طاولة المحادثات.. فالقضية الفلسطينية كانت وما زالت قضية مصر الأولى، كما ستتناول المحادثات الأوضاع فى إيران وتأثيراتها الممتدة إلى اليمن وسوريا، كما سيحرص ماكرون قطعا على تأكيد ما سبق وأن أكده مراراً بأنه لم ولن يقصد أى إساءة لرسولنا الكريم سيدنا محمد .
الحقيقة أن هناك تطابقا كبيرا فى وجهات النظر المصرية الفرنسية حول كل قضايا منطقة الشرق الأوسط المفتوحة، والقمة المصرية الفرنسية تبحث خطوات المستقبل وتواصل العمل المشترك للوصول إلى نهايات حقيقية لكل هذه الأزمات، نهايات تضمن الأمن والسلم لشعوب المنطقة والعالم بأكمله.
فى توقيت مهم يواصل فيه الاقتصاد العالمى النزيف بسبب كورونا وتتواصل فيه أزمات المنطقة اشتعالا فى انتظار الخروج من النفق المظلم، وفى توقيت تشهد فيه العلاقات الثنائية تنسيقا فى كل الملفات، تنعقد اليوم القمة المصرية الفرنسية، تنعقد وكل عوامل نجاحها متوافرة ليتواصل العمل المشترك لتسريع وتيرة الحل لكل قضايا المنطقة، ولتسريع وتيرة التعاون الاقتصادى والتجارى بين البلدين الكبيرين.
العلاقات المصرية الفرنسية تسير على الطريق الصحيح، وقمة باريس اليوم إضافة جديدة ومهمة لعلاقات قوية وراسخة، وهو ما أكده السفير بسام راضى المتحدث الرسمى باسم الرئاسة بأن هناك تطابقا كبيرا بين الموقفين المصرى والفرنسى، وهناك دوائر متعددة للتفاهم تجاه معظم القضايا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة