جمال حسين
جمال حسين


تراجع الفقر .. والقتل الحلال

تراجع الفقر .. والقتل الحلال

جمال حسين

الأحد، 06 ديسمبر 2020 - 10:53 م

"لو كان الفقر رجلًا لقتلته".. عبارةٌ بليغةٌ قالها أمير المؤمنين على بن أبى طالبٍ - رضى الله عنه - فى السنوات الأولى؛ لتدعيم أركان الدولة الإسلاميَّة، وللتأكيد على بشاعة الفقرِ.

الرئيس عبدالفتاح السيسى شدَّد على ضرورة محاربة الفقرِ بكل ما أُوتينا من قوةٍ، خاصةً أنه تسلَّم مصرَ شبه دولةٍ، يعيش شريحةٌ كبيرة من أبنائها تحت خط الفقرِ؛ نتيجة تراكمات عقودٍ طويلةٍ من الإهمال وتداعيات أحداث 2011؛ التى خلقت حالةً من الانفلات وعدم الاستقرار فى البلاد، وما تلاها من سنةٍ كبيسةٍ تولَّت خلالها جماعةُ الإخوان الإرهابيَّة مقاليد الحكمِ فى البلاد.. في بداية حكمه حث الرئيس السيسي جميع المصريين والحكومةَ على العملِ ومضاعفة الإنتاجِ؛ لمحاصرة ومحاربة لتحقيق التنمية والنماء وتحقيق طفرةٍ تنمويةٍ تنعكس على حياة المصريين.

الرئيس وضع محاربة الفقرِ هدفًا أساسيًا نُصب عينيه؛ إيمانًا منه بأن الفقرَ هو الأكثر إيلامًا للعقلِ والضميرِ، والأخطر تأثيرًا على الأخلاقِ والسلوكِ، والأكثر تحطيمًا للكرامةِ والمعنوياتِ، وقد يتسبَّب فى انهيار دولٍ  لأن عواقبه وخيمةٌ، من أمراضٍ اجتماعيَّةٍ ونفسيَّةٍ؛ تتمثل في تزايد معدلات الجريمة والإدمان، وفقدان الثقة فى النفسِ، والسخط على المجتمعِ.. كانت التوجيهات الدائمة من الرئيس للحكومة ببذل قصارى الجهد؛ لتحقيق طفرةٍ تنمويةٍ،.. فجر الطاقات وقاد ثورة إنجازاتٍ فى جميع المجالات، زراعيَّة وصناعيَّة وتكنولوجيَّة وتعميريَّة، واتت هذه الإنجازات والمشروعات القوميَّة العملاقة ثمارها، وانطلق الاقتصادُ المصرىُّ انطلاقةً كبرى، أشادت بها جميع الدوائر والمؤسسات العالميَّة وتراجعت نسبة الفقر تراجعا ملحوظاً.

بدأت مصرُ تجنى ثمار 5 سنوات من العمل الجاد؛ بتحقيق نتائج مُذهلة فى ملفاتٍ شائكةٍ، أهمها البطالة والعشوائيات ومحدودى الدخل، والمرأة المعيلة، ونجح الرئيس السيسى فى تحقيق نصرٍ على الفقر؛ الذى كان قد استشرى فى ربوع البلادِ، خاصةً قرى صعيد مصر، الذى ظلَّ عقودًا طويلةً خارج كل الحسابات.
نتائج ثورة الإنجازات جاءت مبهرةً، وثَّقتها أحدث دراسةٍ للجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، أكدت تراجع نسب الفقر فى مصر لأول مرةٍ منذ 21 عامًا، لتصل إلى 29.7% هذا العام مقابل 32.5% فى بحث 2018.

ولأن لُغة الأرقام لا تكذب، فقد أسعدتنى الإحصائيات التى وثَّقها الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، برئاسة اللواء خيرت بركات، وأعلنها نهاية الأسبوع الماضى فى مؤتمرٍ صحفىٍّ حضره الدكتور مصطفى مدبولى - رئيس مجلس الوزراء 

أكدت نتائج بحوث الدخل والإنفاق لعام 2019/2020، انخفاض معدل الفقر فى مصر، وارتفاع متوسط الإنفاق السنوى للأسر، مع زيادة متوسط الدخل، مما يُؤكِّد أن البرامج الحكوميَّة لحماية محدودى الدخل، أتت بثمارها.. خبراء الاقتصاد أكَّدوا أن ما يحدث الآن على أرض مصر من إنجازاتٍ تصل إلى حد الإعجازِ، حيث استوعبت المشروعات القوميَّة فى البنية التحتيَّة كثيرًا من العمالة، مما أدى إلى تراجع معدَّل البطالة، وقالوا إن تراجع معدل الفقر يرجع إلى قوة برنامج الإصلاح الاقتصادى؛ الذى طبَّقه الرئيس عبدالفتاح السيسى، والتوسُّع فى إقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة، مما نتج عنه انخفاض معدل التضخُّم، واستيعاب قدرٍ كبيرٍ من العمالة، مما تسبَّب فى انخفاض نسبة الفقرِ.

كما أن تخصيص الحكومة 47 مليار جنيه للصعيد، دليلٌ على أن الحكومة تسعى إلى القضاء على الفقر وتحجيمه، خاصةً إذا علمنا أن نسبة الفقر بلغت 52% فى ريف الوجه القبلى، حبث سجَّلت محافظات الفيوم وأسيوط وسوهاج النسبة الأكبر بين السكان المُهاجرين داخليًا وخارجيًا، بحثًا عن فرص العمل؛ لتدنى فرص التشغيل وارتفاع البطالة والفقر.
أعتقد أن ما أكَّدته أرقام الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، يقطع بما لا يدع مجالًا للشك، أن مصر السيسي تسير فى الطريق الصحيح، وأن اليوم الذى نحلم به بالقضاء على الفقر فى كل ربوع مصر بات قريباً جداً وأصبح قادمٌا لا ريب فيه.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة