الإثنين، 07 ديسمبر 2020 - 01:30 ص

يعتبر الفن المصري القديم تراث زاخر متميز و متطور يجمع بين صفات الواقعية الدنيوية و العقائدية الدينية، وتعتبر صناعة الأثاث من أهم الفنون التطبيقية بالحضارة المصرية القديمة، حيث تحمل كم هائل من الإبداع والدقة و التنوع و التطور لقوانين و فلسفة المصري القديم، و هذا البحث معني بدراسة نوع محدد من الأثاث المصري مستخدماً خامات متعددة .

كما برع المصرى القديم فى إبداع الصناعات الخشبية، واستخدم خشب الأرز المستورد من جبيل فى لبنان فى صناعة السفن؛ وذلك لندرة الأخشاب فى مصر وعدم صلاحية الأخشاب المحلية كالسنط والجميز والصفصاف فى الصناعة بالشكل الذى كان يريده المصرى القديم.

تسلط «بوابة أخبار اليوم» الضوء عن المصرى القديم فى إبداع الصناعات الخشبية، وعن صناعة أثاث القصور الملكية وبيوت الأمراء وعلية القوم، وعن أدوات النجارة فى مصر القديمة، وفقا للكتاب لأسرار الآثار «توت عنخ آمون والأهرامات والمومياوات» للدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية.

قال الدكتور «عبد البصير» أن المصرى القديم جلب خشب الأبنوس من النوبة وبلاد بونت؛ وذلك لاستخدامها فى صناعة أثاث القصور الملكية وبيوت الأمراء وعلية القوم، وبرع المصرى القديم فى حفر الخشب وتطعيمه بالعاج والأبنوس.

أما عن أدوات النجارة فى مصر القديمة:

وأضاف الدكتور حسين عبد البصير، أن أستخدم فى ذلك أدوات النجارة المعروفة فى مصر القديمة كالأزميل والمنشار وقطعة من الحجر الأملس والرمل فى تسوية الخشب وصقله.

وأكد أن لدينا العديد من المناظر فى مقابر مصر القديمة، مثل مقبرة النبيل تى فى سقارة من عصر الدولة القديمة، حيث نجد منظرًا يصور طريقة صناعة السفن الخشبية، وكذلك هناك منظر الصناعات الخشبية الشهيرة فى مقبرة الوزير رخ مى رع، وزير الملك الشهير الفرعون تحتمس الثالث فى الجبانة طيبة، من عصر الأسرة الثامنة عشرة فى البر الغربى لمدينة الأقصر الحديثة، ويظهر فى ذلك المنظر التنوع فى إبداع الفنون والصناعات فى مصر القديمة فى عصر الدولة الحديثة.

فن الماركترية

وكذلك عثرنا على العديد من الآثار الخشبية التى قام المصرى القديم بتطيعمها بأخشاب مختلفة مثل الأبنوس وغيرها؛ ما يؤكد على أسبقية مصر القديمة ومعرفتها بفن الماركترية حين قام المصريون القدماء باستخدام أسلوب تطعيم الخشب بالقشرات الخشبية فى تزيين صناديقهم وأثاثهم الجنائزى وعلى القيثارات ولوحات الشطرنج وغيرها من آثارهم العظيمة.

وكذلك تم الكشف عن مناظر عديدة فى الآثار المصرية القديمة تصور الفنانين المصريين القدماء وهم يمارسون ذلك الفن البديع.

لقد كان المصريون القدماء أول من استخدم أسلوب إلصاق طبقات رقيقة من القشرة الخشبية على آثارهم الخشبية المختلفة، ومن عظمة إجادتهم لذلك الفن المبكر استطاعوا استقطاع قشرات رقيقة بسمك 6 مليمترات على الرغم من بساطة أدواتهم المستخدمة فى عمليات القطع والصقل فى ذلك الزمن البكر من عمر الإنسانية؛ ما يؤكد أن مصر هى أول كلمة فى كتاب التاريخ وأهم موقع فى كتاب الجغرافيا، وأن مصر هى التى علمت العالم كله أصول كل شىء.