«سقنن رع».. الملك «الشهيد» في معركته ضد الهكسوس
«سقنن رع».. الملك «الشهيد» في معركته ضد الهكسوس


«سقنن رع».. أعظم شهداء معارك تحرير مصر من الهكسوس

شيرين الكردي

الإثنين، 07 ديسمبر 2020 - 01:20 م

حدث عالمي فريد من نوعه، ينتظره العالم بأكمله يرتبط بنقل 22 مومياء ملكية فرعونية من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة، إذ تتحرك عربات متلاحقة تحمل كل واحد اسم ملك فرعوني، وسط تغطية إعلامية دولية ومحلية عدد كبير من الوزراء والسفراء لدى مصر.

 

ولا يختلف اثنان على أن نقل المومياوات الملكية أخد أهم المشروعات الأثرية والترويجية للسياحة المصرية المرتبطة بالعام 2020، ولعل إحدى مومياوات الملوك الذين سيتم نقلهم هي مومياء الملك « سقنن رع »، حيث قدم الدكتور حسين عبدالبصير، مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية، عرضًا موسعًا له:

 

 

الملك سقنن رع تاعو أو الملك سقنن رع جحوتى عا أو الملك سقنن رع تاعا الثاني هو أحد ملوك الأسرة السابعة عشرة التي كانت تحكم جنوب مصر فقط من منطقة طيبة (الأقصر الحالية)، وفي الفترة العصيبة من حكم مصر، كانت البلاد تقع تحت احتلال الهكسوس البغيض.

 

يقول «عبدالبصير» إن هذه كانت المرة الأولى التي يتم فيها احتلال جزءا كبيرا من الأرض المصرية لفترة زمنية تبلغ القرن من الزمان، وكان الهكسوس يسيطرون على شمال مصر، وأعنى منطقة الدلتا المصرية العريقة، وكان نفوذهم يمتد إلى مصر الوسطى.

 

اقرأ أيضًا| أحمس نفرتاري الملكة «حلاوتهم» أغنى أغنياء الفراعنة


وبدأ حكام مصر في الأسرة السابعة عشرة تحت قيادة الملك الجنوبي سقنن رع تاعا الثاني في مقاومة احتلال الهكسوس خصوصًا أنه لم يبق من أرض مصر المستقلة سوى شريط ضيق في الصعيد كان ينعم بنوع من الاستقلال الذاتي تحت سيطرة حكام مدينة طيبة العريقة، وكان يمتد من القوصية في محافظة أسيوط (آخر حدود الهكسوس جنوبًا) وإلى منطقة إلفنتين في أسوان، فبدأ حكام طيبة يشعرون بالقوة، وأخذوا يتحالفون مع جيرانهم من أمراء مصر في الشمال والجنوب، وكتبوا أسماءهم في خراطيش تسبقها الألقاب الملكية نكاية في الهكسوس وللتعبير عن ذاتهم المصرية في مواجهة المحتل الغاشم.

 

 

وتوضح إحدى البرديات المصرية بداية الصراع والاحتكاك بين حكام طيبة والهكسوس، وهي قصة تميل إلى الأجواء الأسطورية وتوضح قصة الاشتباك بين حاكم طيبة سقنن رع تاعا الثاني وملك الهكسوس أبيبي أو أبوفيس في أولى معارك وحروب تحرير مصر من محنة الاحتلال الهكسوسي البغيض.

 

وأضاف «عبد البصير» أن هذه القصة ملك الهكسوس أبوفيس وهو يحاول البحث عن مبرر كي يشتبك مع حاكم طيبة «سقنن» رع فنراه يرسل إليه برسالة غريبة يشكو فيها من أصوات أفراس النهر التي تسبح في البحيرة المقدسة بمعبد الإله آمون في منطقة طيبة التي تزعج ملك الهكسوس وتمنعه من النوم في عاصمته البعيدة أواريس التي تقع في دلتا النيل وتبعد مئات الكليومترات عن طيبة! 

 

وفي ذلك إشارة رمزية إلى معرفة الهكسوس بالاستعدادات التي يقوم بها حاكم طيبة لطرد الهكسوس، ورد عليه الملك البطل سقنن رع ردًا ذكيًا يظهر رغبته في السلام، كما أكرم وفادة الوفد الهكسوسي بعد أن أشار عليه رجال بلاطه بذلك.

 

اقرأ أيضًا| أمنحتب الأول.. موسع إمبراطورية مصر من ليبيا للعراق

 

وقد سقط الملك «سقنن رع» تاعا الثاني شهيدًا في معركة الشرف والكفاح كي يحرر مصر من محنة الاحتلال الهكسوسي البغيض، وتوضح مومياء الملك البطل الموجودة في المتحف المصري في ميدان التحرير موته متأثرًا بجراحه في معركة الشرف، وتم التأكد من هذا الأمر بعد أن تم تجريب بعض الأسلحة التي استخدمها الهكسوس وتطابقها مع معظم الجراح الموجودة بالجمجمة فضلاً عن سوء التحنيط الذي تم لهذه المومياء نظرًا لسرعة تحنيطه في ساحة المعركة. 

 

ورغم عدم تحديد موعد حتى الآن للموكب الملكي، بات العالم على موعد مع الحدث الاستثنائي الذي يُنتظر أن تشهده القاهرة قريباً بنقل 22 مومياء ملكية من المتحف المصري إلى المتحف القومي للحضارة، في مسار تم إعداده بعناية لتكون الرحلة آمنة من التحرير إلى الفسطاط.

 

ومن المنتظر أن تعيد عملية النقل إلى الأذهان ذكريات نقل تمثال رمسيس قبل سنوات إلى المتحف المصري الكبير، وسهر أهالي القاهرة حتى الصباح ليتابعوا موكبه، مع ملايين شاهدوه عبر الشاشات على مستوى العالم.

 

استعدادات وإجراءات مُكثفة شهدتها القاهرة، لتليق بعظمة ملوك وملكات الفراعنة، ومومياواتهم التي ترجع إلى عصر الأسر الـ17، و18، و19، و20، و22، من بينها 18 مومياء لملوك و4 مومياوات لملكات، هم: «سقنن رع، مريت آمون، امنحتب الأول، تحتمس الأول، الملكة تي، تحتمس الثاني، تحتمس الثالث، أمنحتب الثاني، أمنحتب الثالث، حتشبسوت، أحمس، نفرتاري، ست كامس، سبتاح، رمسيس الثاني، سيتي الأول، سيتي الثاني، رمسيس الثالث، والرابع، والخامس، والسادس، والتاسع».

 

وكان متحف الحضارة قد استقبل 17 تابوتاً ملكياً في يوليو الماضي، لترميمها وتجهيزها للعرض، استعداداً لاستقبال هذه المومياوات.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة