بألوان جديدة.. «الطين» يغير شكل النيش المصري
بألوان جديدة.. «الطين» يغير شكل النيش المصري


حكايات| بألوان جديدة.. «الطين» يغير شكل النيش المصري

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 07 ديسمبر 2020 - 07:33 م

كتبت: دينا درويش

 

فتاة جميلة قررت لم تكتف بأن يكون لها مشروع خاص بها؛ بل إعادة إحياء صناعة قديمة «الفخار»، التي تمتد جذورها لتاريخ عريق يعود لعصر ما قبل الأسرات في مصر.

 

بكل ما أوتيت من قوة تسابق عائشة الوقاد الزمن لإنقاذ صناعة الفخار المهددة بالاندثار والانقراض، حيث أطلقت «مشروع عشية لمنتجات الفخار»، وتقدم من خلاله أدوات لمائدة الطعام بشكل مختلف تمامًا عن الأشكال التقليدية للأواني الفخارية، ليصبح شكلا جديدًا لـ«النيش المصري».

 

«كنت طول عمري بحلم بإعادة إحياء صناعة الفخار في مصر، وأن ترجع لها مكانتها ووجودها خاصة وأنا شيفاها بتندثر وهتختفي».. بهذه الكلمات بدأت عائشة الوقاد خريجة الأكاديمية البحرية قسم عمارة حديثها. 

 

اقرأ أيضًا| بلمسات بسيطة| تجديد ديكور غرفة المعيشة

 

ورغم أنها عملت لمدة ثلاث سنوات كمهندسة ديكور وسافرت للخارج لإنهاء دراستها العليا لم تجد نفسها إطلاقا في مجال العمارة، وقررت أن تؤسس مشروعها فور عودتها لمصر وأن يكون في المجال الذي طالما أحبته وهو الفخار فأطلقت مشروع «عشية عام 2018».

 

تقول: «بداية المشروع كانت صعبة قوي لفيت في كذا مكان عشان ألاقي حد من متخصصي صناعة الفخار يعمل لي عينات للأطباق والتصميمات اللي في دماغي واللي بعملها بنفسي بألوان وأشكال مختلفة وكان الأول كل اللي بعرض عليهم التصميم يحسسني أنه سهل جدا».

 

وتمضي في الحديث عن مشوارها: «روحت لكذا حد من بتوع الفخار بالاسكتشات بتاعتي والتصميمات والألوان وكله حسسني إن الموضوع سهل قوي وعملوا لي عينات صدمتني لأنها كانت سيئة جدا وما فيش حد فهم أنا عايزة إيه لأن تصميماتي مختلفة تماما عن التقليدي».

 

اقرأ أيضًا| الطبيبة إسراء.. بيطرية تسوي حيواناتها على نار هادئة

 

وتضيف: «الأطباق الغالب عليها يبقى اللي عليه ورد بس تصميماتي ما حدش في الأول قدر ينفذها رغم إني كنت معهم ووقفت على أيديهم بس ما حدش فهم وقررت اتجه لصناعة أطباق من البورسلين بدلا من الفخار وبصراحة دي كانت فكرة والدتي لأنها قالت لي طالما الموضوع صعب قوي كده في الفخار جربي البورسلين».

بعد فترة من اليأس والسخرية، عثرت عائشة بالصدفة على شاب يصمم كل ما تريده في مصر القديمة لتعود وتنفذ كل تصميماتها بالفخار حتى بات كل طريقها متجهًا إلى منطقة الفخاريين.

 

أما منتجات عائشة الوقاد فجميعها أدوات للمائدة من الفخار مختلفة تماما من حيث التصميم والألوان، وبدأت بصناعة الأطباق الأساسية للطعام ثم السرفيس قبل أن تشارك في معرض «لو مارشيه» بعدما انتهت من أول مجموعة لها إيجابية للغاية.

 

حققت الشابة المصرية نجاحا كبيرا وبدأت المطاعم الكبيرة تطلب منتجاتها، وهنا تروي: «عندما تزوجت صديقاتي كان معظمهن يبحث عن شكل محدد من الأطباق لكن طلباتهم كانت مكلفة للغاية فبدأت أدمج بين صناعة الفخار المصرية العريقة والأشكال الحديثة التي يحتاجونها بألوان مختلفة».

 

اقرأ أيضًا| فين أيام زمان.. «القيسارية» أقدم مركز تجاري بنجع حمادي| فيديو 

 

واليوم باتت عائشة الوقاد تمتلك ورشة في حي الفخاريين بمنطقة مصر القديمة، وهذه الورشة كانت موجودة إلا أنها لم تكن تعمل كما تستحق وعندما بدأ مشروع عشية كان العاملين بها في غاية السعادة بالنجاح الذي حققوه وبإعادة إحياء فن صناعة الفخار من جديد، ويشاركها خمسة من الفخاريين؛ حيث تقوم بالتصميم فيما يتولون هم التنفيذ بإبداع وفن ليس له مثيل.

 

 

وتختتم المصممة الفنانة حديثها، قائلة: «اتجهت للفخار عشان أغير النمط التقليدي والصورة التقليدية اللي الناس في مصر وخداها عنه أنه بني وشكل منتجاته هي القلل أو الطاجن فطبعا لما بدأت شغلي وطلعت أطباق ملونة توركواز وألوان تانية كان كل الناس مستغربين إن المنتجات دي من الفخار.. في مصر يستعملون الطين الأسواني في الفخار لكني أخلط الطين الأسواني بطينة أخرى بيضاء، ومنذ بداية مشروعي بعت حتى الآن حوالي 20 ألف قطعة».


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة