الأطقم الجوية في «حجر دائم» بسبب كورونا
الأطقم الجوية في «حجر دائم» بسبب كورونا


تحاليل pcr بلا توقف.. أطقم الطيران في «حجر دائم» بسبب كورونا

إنجي خليفة

الأربعاء، 09 ديسمبر 2020 - 11:47 ص

إذا كنت من الأشخاص الذين تتطلب ظروف حياتهم السفر كثيرا فبكل تأكيد بعد كورونا أصبح السفر ليس متعة لك ولكن للضرورة، خاصة مع القيود التي تضعها الدول كإجراءات احترازية لمنع فيروس كورونا ربما ابسطها تحليل PCR  سلبي ومتوسطها الحجر الصحي وأعقدعا هو غلق الحدود.

 

لعب الطيران الدولي دورا هاما خلال الموجه الأولى من جائحة كورونا تمثلت في إجلاء ملايين من البشر لأوطانهم ونقل ملايين الأطنان من المساعدات الطبية العاجلة، والآن يواجه أطقم الطيران (طيارين وضيافة) معاناة جديدة تضاف لهم وهو تحليل PCR.

 

بالرغم من أن تحليل pcr كما تصفه منظمات الطيران هو السبيل في عودة حركة الطيران الدولة والذي لعب دورا هاما أيضا في عودة حركة الطيران بعد توقف ولكن لازالت العودة على استحياء.

 

مؤخرا دعا الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) إياتا والاتحاد الدولي لرابطات طياري الخطوط الجوية (IFALPA) الحكومات إلى اتباع إرشادات فرقة العمل المعنية باستعادة الطيران التابعة لمجلس منظمة الطيران المدني الدولي الإيكاو (ICAO) لإعفاء أطقم الطيران (الـطيارين والـضيافة) من  اختبار  فيروس كورونا COVID-19 المطبق على المسافرين جوا.

 

بوابة أخبار اليوم حاولت أن تستطيع أراء الـطيارين حول هذا الأمر والتي جاءت كالتالي ... 
 
يقول كابتن طيار محمود فيصل قائد على طائرة بيونج 737 -800، إن ما طلبته الاتحاد الدولي للنقل الجوي إياتا من وجهة نظره ليس واقعيا فالطقم الطائر بشر ومن الممكن وهو ذاهب إلى المطار يخالط أي شخص مصاب بفيروس كورونا و يصاب بالعدوى، لذلك يجب أن تكون إجراءاته مثل أي شخص أخر.

 

وتابع كابتن فيصل: «يبقى الاستثناء الوحيد هو أن فعلا لو الطاقم ذاهب إلى رحلة من مطار و راجع نفس المطار مرة أخرى، نفترض مثلا رحلة من  القاهرة إلى دبي ثم العودة إلى القاهرة، في هذه الحالة من الممكن فعلا لا يحتاج الطاقم إلى تحليل  pcr».

 

وأكمل قائلا: «لكن لو الطاقم سوف يبيت في دبي مثلا هنا يحتاج إلى التحليل والعكس صحيح وبرر كابتن فيصل وجه نظره: "بأن الفكرة أن الطاقم لو هيبات مبيتحركش من الفندق دة شبه مستحيل و مبيحصلش».

 

الاختبارات لا تتوقف
فيما ذهب أحد الـطيارين بشركة الخطوط الجوية الفرنسية إير فرانس - والذي رفض عدم ذكر اسمه - إلى القول: «في الشركة التي أعمل بها على الأقل وفقًا للسياسة واتفاقيات الطيران الخاصة، يمكنني أن أخبرك، باستثناء الرحلات الجوية ذهابًا وإيابًا من تحليل PCR، ولكن جميع الرحلات الجوية طويلة المدى مع التوقف ، يخضع أطقم الطيران لاختبار  فيروس كورونا cov19  مؤكدا أنه ضد التحليل في كل رحلة طويلة المدى».

 

حجر صحي
ويؤكد كابتن طيار محمد إبراهيم قائد على Boeing Dreamliner 787-9 إن طلب تحليل pcr يأتي ضمن إجراءات الدولة الإحترازية سواء للأطقم الطائرة أو المسافرين فمثلا دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية لا تطلب تحليلpcr الخاص بكورونا بينما دول مثل المملكة المتحدة والصين تفرض حجرا صحيا.

 

وتابع أن شركات الطيران تتغلب على فكرة الحجر الصحي التي فرضها عدد من الدول بعودة الطائرة في ذات اليوم وعدم المبيت وفي هذه الحالة طاقم الطائرة لا يدخل هذه الدول فقط يصل المطار ويغادر.

 

وأكد كابتن طيار محمد إبراهيم أنه مع وضد تحليل pcr لطاقم الطائرة قائلا:«أنا أطير يوميا هل يعقل أن اخضع للتحليل يوميا غير أنه مكلف ومتعب ومجهد وتعطل للعمل، ولكن من الممكن التغلب عليها من خلال أن يتوقف تحليل أطقم الطيران إلا إذا شعر أحد الأطقم بأعراض تتشابه مع أعراض كورونا قبل الرحلة أن يطلب تحليل PCR للفصل في ذلك». 

 

وتابع كابتن محمد أن منظمات الطيران الدولية تحاول إزالة القيود خطوة خطوة من أجل عودة الطيران الذي هو جزء من دائرة الاقتصاد العالمي.

 

توصيات الإياتا
كان دعا الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) إياتا والاتحاد الدولي لرابطات طياري الخطوط الجوية (IFALPA) الحكومات إلى اتباع إرشادات فرقة العمل المعنية باستعادة الطيران التابعة لمجلس منظمة الطيران المدني الدولي الإيكاو (ICAO) أمس الاثنين لإعفاء أطقم الطيران (الطيارين والضيافة) من اختبار  فيروس كورونا COVID-19 المطبق على المسافرين جوا.

 

وأكد الإياتا أن إرشادات فرقة العمل المعنية باستعادة الطيران التابعة لمجلس منظمة الطيران المدني الدولي الإيكاو CART  توصي على وجه التحديد بألا يخضع أفراد الطاقم للفحص أو القيود المطبقة على المسافرين الآخرين علاوة على ذلك ، وفقًا لـ CART يجب أن تكون طرق الفحص الصحي لأفراد الطاقم "غير جراحية قدر الإمكان".

 

وعلى الرغم من هذه الإرشادات ، فإن عددًا متزايدًا من الدول يطبق نفس تدابير الصحة العامة على طاقم الطائرة التي يتم تطبيقها على عامة الناس المسافرين تشمل هذه الإجراءات تقديم PCR يثبت سلبية كورونا  قبل المغادرة وفي بعض الحالات يلزم إجراء اختبار  سلبي ثانٍ عند الوصول.

 

علاوة على ذلك ، لا يسمح العديد من منظمي الطيران المدني إلا لأعضاء الطاقم الحاصلين على شهادة اختبار كورونا  PCR السلبية بالتوقف في بلدانهم.

 

 

ضغوط على الطيارين
قال جيلبرتو لوبيز ماير،النائب الأول لرئيس اتحاد النقل الجوي الدولي لشؤون السلامة وعمليات الطيران: "هذه الإجراءات لا تتعارض فقط مع الإرشادات العالمية الصادرة عن منظمة الطيران المدني الدولي الموصى بها ، ولكنها لا تأخذ في الاعتبار حقيقة أن التفاعلات مع السكان المحليين قد تم تقليلها إلى الحد الأدنى". 

 

وتابع: «على سبيل المثال، غالبًا ما يقتصر وجود الطاقم على توقف مؤقت في الفندق تتجاهل هذه الإجراءات أيضًا حقيقة أن شركات الطيران تمتثل بالفعل لمتطلبات برامج الحماية الصحية والمراقبة في بلدها الأصلي لإدارة صحة الطاقم ، والتي تتضمن عادةً تدابير لتقليل مخاطر الإصابة.

 

وقال الكابتن جاك نتسكار، رئيس الاتحاد الدولي لرابطات طياري الخطوط الجوية إن التدابير التي تستخدمها بعض الدول لا تتعارض مع التوجيهات الموصى بها فحسب، بل إنها تضع ضغطًا  لا داعي له على الأطقم بالرغم من أن تم تطوير الإرشادات المقدمة بعناية لضمان استمرار العمليات دون تعريض سلامة الطاقم والركاب للخطر".

 

وتابع:  بالإضافة إلى التطفل والانزعاج الجسدي من اختبار فيروس كورونا COVID-19 اليومي ، هناك اعتبارات كبيرة للتكلفة  قدّرت إحدى شركات الطيران العالمية أن تكلفة الامتثال لهذه المتطلبات لرحلة يومية واحدة ستضيف ما يصل إلى 950،000 دولار أمريكي سنويًا.

 

قال لوبيز ماير: "شركات الطيران على استعداد للاستثمار في السلامة التي تحقق نتائج ذات مغزى ، ولكن هذا ليس هو الحال مع متطلبات الاختبار أحادية الجانب وغير المنسقة. 


وتابع النائب الأول لرئيس اتحاد النقل الجوي الدولي لشؤون السلامة وعمليات الطيران  "يجب أن تقر الدول بأن الطاقم يمثل ملف مخاطر مختلفًا عن الركاب وأنه يمكن النظر في مزيد من المرونة والاسترخاء في متطلبات الاختبار أو الحجر الصحي بما في ذلك الإعفاءات".

 

وتشير توقعات الاتحاد الدولي للنقل الجوي إياتا أن إيرادات قطاع الطيران ستنخفض بسبب جائحة كورونا  حوالي 51 مليار دولار أي ما يعادل 80% من أرقام العام الماضي .

 

 

ومن المتوقع أن تستخدم شركات الطيران حوالي 77 مليار دولار إضافي من مخزونها النقدي خلال النصف الثاني من العام الجاري وحوالي 60-70 مليار خلال العام المقبل.

 

وبحسب توقعات الاتحاد الدولي للنقل الجوي فإن حجم الخسائر التي تكبدتها شركات الطيران حول العالم خلال 2020 بسبب جائحة فيروس كورنا  تقدر بنحو 84 مليار دولار ومتوقع أن يكون هناك خسائر إضافية خلال 2021 تقدر بنحو أكثر من 15 مليار دولار.

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة