صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

«مارجريت» سفيرة الأمل

صالح الصالحي

الأربعاء، 09 ديسمبر 2020 - 07:00 م

أخيرا وبعد طول انتظار.. بعد معاناه ورعب سيطر على البشرية منذ ديسمبر 2019.. تاريخ إعلان الصين عن ظهور فيروس كورونا.
تمكنت شركات الأدوية من حل اللغز الذى حير العالم.. لغز ظهور فيروس كورونا بهذا الشكل.. الفيروس الذى جعل العالم يعيد حساباته.. هذا الفيروس الذى تحول بسرعة فائقة إلى وباء عالمى أصاب أكثر من 68.3  مليون شخص وتسبب فى وفاة 1.56 مليون شخص حول العالم.
هذا الفيروس الذى جعلنا نعيش أيام الحظر.. نعيش فى عزلة.. نعيش غرباء عن بعض حتى ولو فى منزل واحد.. نختبئ وراء كمامة.. ونغسل ايدينا بالكحول.. جعل العالم ينغلق على نفسه.. هذا الفيروس الذى لايرى بالعين المجردة أغلق المطارات والحدود.. فكل دولة أغلقت على نفسها ومنعت السفر منها أو إليها.
هذا الفيروس جعلنا نعدل من عاداتنا.. ونلتزم جميعا بالتعليمات الوقائية والإجراءات الاحترازية.. فلا سلام بالأيدى ولا أحضان ولا قبلات.. نتحدث مع بعض عن بعد.. فشعرنا بالغربة الموحشة.
أخيرا وجد البشر لقاحاً مضاداً لفيروس كورونا.. حيث بدأت بريطانيا بالفعل أول حملة تطعيم ضد فيروس كورونا للفئات الاكثر عرضة للخطر.
بريطانيا أطلقت الإثنين الماضى حملة طرح لقاح كوفيد ـ 19، الذى انتجته شركة «فايزر وبيونتك».. لتصبح بذلك اول دولة تبدأ فى التطعيم الجماعى للشعب.
وأصبحت البريطانية مارجريت كينان البالغة من العمر 90 عاما أول سيدة فى العالم تتلقى اللقاح المضاد لفيروس كورونا.
مارجريت كينان هى جدة لأربعة أطفال، قالت عقب حصولها على اللقاح أشعر بتميز كبير كونى أول شخص يحصل على تطعيم ضد كوفيد ـ 19.. وأكدت أنه يمكننى أخيرا أن اتطلع الى قضاء الوقت مع عائلتى واصدقائى فى العام الجديد، بعد أن كنت بمفردى معظم العام.
كلمات هذه السيدة لخصت حجم المعاناة التى عاشها البشر فى شتى أنحاء  العالم بسبب هذا الفيروس.. معاناة العزلة والوحدة خاصة كبار السن..
أخيرا اكتشف العالم سلاحا يمكنهم من هزيمة هذا الفيروس الذى حير البشرية لمدة تزيد على عام.
أخيرا انتصر الأمل فى الحياة على هذا الفيروس اللعين، الذى ينهى الحياة.
ورغم كل ذلك.. ورغم أن مارجريت اصبحت السيدة العجوز التى تحمل الأمل للعالم فى العيش دون خوف من الفيروس.. الا أن هناك العديد من الأسئلة التى تتواتر فى الأذهان.
هل يعتبر هذا اللقاح نقطة تحول حاسمة للقضاء على الفيروس؟.. هل يعلن الإنسان انتصاره على كورونا؟.. هل ينسحب الفيروس مستسلما للهزيمة ومعترفا بها؟.. أم أنه سيحاول من جديد سواء بالتحور ليوقف عمل اللقاح أو العودة بعد فترة بشكل آخر.
هل سيحصل على اللقاح الدول الغنية فقط؟
هذا ما ستجيب عليه الأيام.. ولكن علينا الآن الاحتفال بهذا النصر العظيم.. واعتبار السيدة مارجريت سفيرة الأمل فى العالم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة