صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


حكايات الحوادث| «عائلة الشر».. والأب المكلوم‎

علاء عبدالعظيم

الأربعاء، 16 ديسمبر 2020 - 07:27 م

المشهد الذي عاشه الأب أكبر من أن يتحمله، شعر أنه يدفع ثمن الغربة بعد غياب 13 عاما للعمل بإحدى الدول العربية، وقام أبناءه بطرده من المنزل، اسودت الدنيا في عينيه، وتساؤلات تجثم بثقلها على عقله، ويبقى الصمت بداخله حائرا هل يبقى أم ينتحر؟ بعدما طُعن بأفعال زوجته وأبناءه الأربعة.

انهار فوق أقرب مقعد، يمر العمر أمامه في لحظات، ويشعر بأن قدماه قد أصابهما العجز، تتصبب حبات العرق فوق جبينه العريض، والذي كان لسنين والغربة أثر في رسم خطوط ما عاد يفلح أي حدث في محوها، وعيناه السودوان تحويان كل مارآتهما، من سخرية، وبطش، من أولاده، وزوجته، وطبعت في ذاكرته، إلا أنه عزم، وقرر التوجه إلى محاميه، الذي علت وجهه الدهشة أيضا عندما أخبره بما فعلته زوجته، وأبناءه، تقدمت برفع دعوى منذ ١٣ عاما، وقاموا باستخراج شهادة وفاته، وتوزيع ممتلكاته بالكامل فيما بينهم، وهو على قيد الحياة، وإنه لم يقصر يوما في حقهم، وكان يرسل إليهم الأموال شهريا، وتجهيز ابنتيه اللتين تزوجتا.

أخذ يروي لمحاميه مأساته مع عائلته، في تأثر وحزن وسط بكاء مرير، فما كان من محاميه إلا أن ربت على كتفيه، وقام برفع دعوى بإلغاء الحكم السابق بفقدانه، واستخراج بصمة للأب المكلوم تؤكد بأنه على قيد الحياة.

اقرأ أيضا|قصص وعبر| رحمة.. ضحية ذئبي «الاستروكس»

انصرف الأب، بخطوات مثقلة، وكأنه يجر خلفه أيام تصرخ من قسوة سنواتها، بعدما وصل إلى المرحلة الأخيرة من عمر الإنسان، ولم يحصد منها غير أسى، وجراحات، ينتظر حكم المحكمة التي يتم عقد جلساتها الشهر المقبل.

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة