نعيمة عاكف
نعيمة عاكف


نعيمة عاكف تؤكد: الفسيخ أنقذ صوتي !

الأخبار

الأربعاء، 16 ديسمبر 2020 - 07:45 م

هذه الوصفة البلدى هدية أقدمها إلى كل مطربة يتحشرج صوتها فى الوقت الذى تكون قد ارتبطت فيه بتسجيل أغنية لها.. فما عليها إلا أن تأكل فسيخا بالزيت والليمون!


لا تضحكوا.. فقد حدث ذلك معى عندما أقمت حفلا في منزلى ودعوت بعض الأصدقاء والزميلات للاحتفال بمناسبة عزيزة على نفسي، وأثناء السهرة اقترح بعض المدعوين أن أغني.. وحاولت أن أعتذر دون جدوى، فقد أصروا على أن أغني واستجبت لهم، وألقيت بعض الأغنيات التي حازت إعجابهم، فظلوا على إلحاحهم، وكلما انتهيت من أغنية طلبوا غيرها، حتى بلغت الساعة الثالثة صباحا، واكتشفت أنني ظللت خمس ساعات متوالية وأنا أغني، فتوقفت عن الغناء وتعالت صيحات المدعوين يطلبون المزيد، ولكني أكدت لهم أن حنجرتي أرهقت جدا حتى أنها لم تعد صالحة للغناء، فإذا بهم يلحون إلحاحا غريبا لكي أؤدي بعض الرقصات ولم أستطع الرفض، فظللت أرقص وأرقص حتى تثاءب أحدهم وتمطع ونهض واقفا قائلا: "الساعة بقت خمسة.. ياللا يا أخوانا".


وخرج المدعوون، وألقيت بنفسي في فراشى، وعبثا حاولت أن أنام، لكن أصابني أرق شديد حتى بلغت الساعة الثامنة صباحا، وأخيرا استغرقت في سبات عميق لم أفق منه إلا على رنين جرس التليفون، فرفعت السماعة لأسمع صوت أحد الموسيقيين يصيح قائلا: "إيه ده يا مدام.. الساعة بقت تلاته ونص وكلنا في انتظارك"، وهنا تذكرت أنني على موعد لتسجيل إحدى الأغنيات في فيلم كنت أقوم ببطولته، فطلبت منه أن يؤجل التسجيل حتى الرابعة.


نهضت من فراشي في عجلة لأرتدي ملابسى، لكننى اكتشفت أن صوتى "مبحوح" من أثر سهرة الأمس، وأن الغناء قد أصبح مستحيلا في ذلك اليوم، فناديت الخادمة وطلبت منها أن تتصل بالاستديو وتبلغ الموسيقيين اعتذاري عن الذهاب إليهم لمرضي المفاجئ، وقلت للخادمة أن صوتى "مبحوح" فإذا بها تدق بيدها على صدرها وتقول إن هذا ليس سببا كافيا لكي أؤجل التسجيل، وإن لديها وصفة بلدى سوف تقضي على هذه "البحة" وتركتني إلى خارج الغرفة، وبعد ربع ساعة عادت ومعها صحن عليه قطع من الفسيخ المخلى من الشوك ومعد بالزيت والليمون وطلبت مني أن التهمه، ولأني أثق في وصفاتها البلدية فقد أكلت الفسيخ بالفعل، وما هي إلا لحظات حتى اكتشفت أن صوتي قد عاد إلى طبيعته وزالت عنه "البحة"، وذهبت إلى الاستديو، وفي نهاية تسجيل الأغنية أقبل علىّ مخرج الفيلم يهلل: "ده أحسن تسجيل سمعته لك"، ثم أردف ضاحكا: "بس أحمدى ربنا إن التسجيل لم يسجل رائحة الفسيخ"!
بقلم: نعيمة عاكف
«الكواكب» - 12 ديسمبر 1961


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة