علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب


انتباه

خذوا الحكمة من أينشتاين

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 16 ديسمبر 2020 - 07:55 م

للعلماء وجه أكثر عمقاً، يتمثل فى حكمة بالغة تراكمت عبر خبرات حياتية وإنسانية، اكتسبوها خلال مشوارهم خارج المعمل - وبعيداً عن تخصصهم الدقيق - ولعل هذه الحكمة الأكثر جدوى لمن أراد أن ينجح فى رحلة الحياة.
من أكثر هؤلاء العلماء البارزين عطاء فى الحكمة، من وجهة نظري، صاحب نظرية النسبية اينشتاين.
لا شك أن وصفه بالعبقرية الحقيقية، هو أهل له، لكن الرجل بتواضع جم يقدم عصارة تجربته -بصدق - فيؤكد أن العبقرية لا تمثل الموهبة فى تشكيلها سوى ١٪، بينما العمل والاجتهاد يوازى ٩٩٪ منها، فالعبقرى بالفعل من يجتهد سعياً لانجاز ما يؤمن به لنفسه ولمن حوله.
المحاولة لا تكفى وحدها، وإنما الدأب وعدم الكف عن المحاولة، لكنها ليست مسألة عفوية، إذ على المرء- طبقا لاينشتاين - أن يتعلم قواعد اللعبة أولا، ثم يتعلم كيف يلعب أفضل من الآخرين، هكذا يكون من يسعى للتميز، وتبوؤ مكانة تجعله مختلفاً عن أقرانه، ولا يكون مجرد رقم فى طابور طويل.
ولا يعيب الانسان أن يخطئ، إذ يرى العالم الكبير أن الشخص الذى لا يرتكب أى أخطاء، لم يجرب أى شيء جديد، والمعنى فى هذا السياق يلتئم مع فكرة تكرار المحاولة، فالحلول الجاهزة، والوصفات المعلبة، تجعل من الإنسان استنساخاً من الآخرين، دون أن تكون له بصمته الخاصة.
من ثم يخرج اينشتاين بتعريفه الخاص للجنون بأن يفعل الشخص نفس الشيء أكثر من مرة، ثم يتوقع نتائج مختلفة، وإذ تطلعنا حولنا سوف نجد من هذا الصنف العديد من البشر، ربما بلا حصر، ولا يتفوق هؤلاء سوى على أنفسهم بالبكاء والعويل، وشكوى الزمان وظلم الجميع لهم.
أتمنى أن يتأمل شبابنا حكمة التجربة العميقة لاينشتاين، وان يتسلحوا بها، لعلها تكون عوناً فى اجتياز العقبات وتجاوز الصعاب، وتحقيق إنجاز يضيف لهم، ولمجتمعهم، بعيدا عن الفهلوة، والاقتداء بنماذج لها بريق الوحل!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة