أرشيفية
أرشيفية


الشيخوخة تضرب عقارات الإسكندرية.. وانهيارات مفزعة مع آخر «نوّة»| فيديو

سرحان سنارة

السبت، 19 ديسمبر 2020 - 05:48 م

في شوارع وحواري الإسكندرية القديمة، لم تعد البيوت آمنة، بعدما أصابت الشيخوخة جدرانها، وغابت عنها الصيانة لعقود طويلة، فغادرها البعض وأُجبر آخرون، ممن لا يملكون مأوى آخر، على البقاء ومواجهة الموت تحت الأنقاض. 

 

ومع كل موجة طقس سيئ وأمطار غزيرة، بات المشهد المعتاد والمكرر في الإسكندرية ، هو انهيار عقار تلو الآخر، ليحصد أرواح قاطنيه من البسطاء، فيما تظل أعين الآخرون معلقة بالسماء تدعو أن تمر النوة بسلام على منازلهم الآيلة للسقوط. 

 

18 نوة 
تتعرض الإسكندرية  لـ 18 نوة على مدار فصل الشتاء، بينها 11 نوة تعد الأكثر قوة وضراوة، حيث تأتى بأمطار غزيرة ورياح عاتية بعضها يتسبب في غرق الشوارع وانهيار المنازل القديمة وتوقف حركة الملاحة والصيد.  

 

انهيار 17 عقارا 
ووفقا لإحصائية أعدتها "بوابة أخبار اليوم" شهدت الإسكندرية انهيار 17 عقارا – كلي وجزئي- في غضون 42 يوما، وتحديدا في الفترة من 7 نوفمبر وحتى 17 ديسمبر الجاري. 

 

وحصدت العقارات المنهارة أرواح 11 شخصًا، بينهم طفلين، وأصيب 9 آخرون، بينما نجحت إدارة الحماية المدنية في إنقاذ العشرات من قاطني تلك العقارات قبل لحظات من انهيارها. 

 

وتصدرت أحياء الجمرك ووسط الإسكندرية قائمة الأكثر انهيارا للعقارات- في الفترة المشار إليها- بواقع 5 عقارات لكل منهما، يليهما المنتزه ثاني بـ 3 عقارات وغرب بعقارين، والمنتزه أول والعجمي بعقار واحد لكل منهما.  

 

2500 عقار آيل للسقوط 

وفجر اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية ، مفاجأة منذ أسابيع، مشيرا إلى أن عدد العقارات الآيلة للسقوط يقدر بـ 2400 عقار يزيد عمرها عن 75 عامًا، يجري حصر قاطنيها، لتوفير مساكن بديلة لهم- بحسب قوله.  

وتشير خريطة المنازل الآيلة للسقوط إلى تركزها في عقارات الأحياء القديمة بالمدينة الساحلية، مثل "الجمرك، ووسط، وغرب"، فضلا عن أجزاء من أحياء المنتزه وشرق. 

 

 

غياب الصيانة 

وحول أسباب تكرار انهيار عقارات الإسكندرية بالمقارنة بباقي محافظات الجمهورية، يقول الدكتور هشام سعودي، خبير التخطيط العمراني ونقيب المهندسين بالإسكندرية، إن الإسكندرية تستحوذ على عدد كبير من العقارات والمنازل القديمة التي يقترب عمرها من الـ 100 عام. 

 

وأوضح نقيب المهندسين بالإسكندرية، أن غياب الصيانة الدورية لتلك العقارات وعدم التزام السكان والملاك بتنفيذ قرارات الترميم الصادرة لها يؤدى إلى انهيارها خاصة في موسم الشتاء والأمطار. 

 

سكن بديل 

ومن جانبه، أكد مصدر مسئول بحي غرب الإسكندرية، إن قاطني تلك العقارات عادة ما يرفضون أو يتباطئون في تنفيذ قرارات الترميم أو الإزالة ويقررون الإقامة على مسئوليتهم الشخصية، لعدم وجود سكن بديل.  

 

 

تصدع وميل 

وفي غضون الفترة نفسها، لم تتوقف كوارث العقارات في المدينة الساحلية على الانهيار، إذ أخلت المحافظة عقارا مكون من 12 طابقا بمنطقة كوم الشقافة بحي غرب من السكان، وذلك بعد حدوث ميل شديد به يقدر بـ 50 سم، ووصفته لجنة هندسية بـ "القنبلة الموقوتة". 

 

وأخلى حي وسط الإسكندرية عقارين آخرين بمنطقة محرم بك بعد تصدع جدرانهما وانفصالهما عن بعضهما، ما يشكل خطورة داهمة على حياة السكان. 

 

وتبين من الفحص أن العقارين، بناء حديث، الأول مكون من أرضي و11 طابقا، بناء عام 2002، والثاني مكون من أرضي و14 طابقا، بناء عام 2011، وصادر لهما 26 قرار إزالة.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة