محمد حسن البنا
محمد حسن البنا


بسم الله

شخصية القرن!

محمد حسن البنا

الإثنين، 21 ديسمبر 2020 - 07:56 م

كل عام نراجع أنفسنا. ماذا قدمنا من خير، وماذا أصابنا من شر. والتقييم للأحداث لا يلغى تقديم الحمد والشكر لله سبحانه وتعالى. ومن الغريب أن يرى أحد أن وباء كورونا شخصية عام 2020. وقفت كثيرا أحملق فى الشخصية الغريبة التى صدمت العالم أجمع، وأضفت على هذا العام 2020 كافة الصفات السيئة فى قواميس اللغات الحية والميتة !. وانتهيت إلى إقرار ما توصل اليه القارئ العزيز المهندس هانى أحمد صيام أن «كورونا» هى من يستحق شخصية العام من دون منازع، بل أعتبره شخصية القرن!.
يقول صيام: فى مثل هذا الوقت من كل عام يثور جدل هائل بشأن تسمية الفائز بلقب (شخصية العام). فتنشر مقالات وتحقيقات صحفية، وتبث برامج تليفزيونية وإذاعية، وتجرى استطلاعات رأى هنا وهناك، تدور جميعها فى فلك اختيار شخصية العام!!. ولأن (شخصية العام) طبقا لما استقرت عليه جهات متعددة، مثل مجلة تايم الأمريكية، هو لقب مرموق يميز شخصا أو مجموعة أو فكرة أو شيئا ما يمتلك الأثر الأكبر فى أحداث العام، سواء كان ذلك للأحسن أو الأسوأ، فإنى أرى أن فيروس كورونا أحق بهذا اللقب المرموق، وأكثر جدارة واستحقاقا. إذ استحوذ فيروس كورونا على اهتمامات الحكومات والشعوب فى مشارق الأرض ومغاربها. وبات حديث الصباح والمساء فى وسائل الإعلام، المقروءة والمسموعة والمرئية. وتصدر طليعة أولويات الإنفاق. واستقطب جهود العلماء والباحثين، الذين سخروا أوقاتهم فى إجراء دراسات وأبحاث وتجارب، للتوصل إلى ماهيته وتحوراته وجيناته. لإدراك تطعيمات الوقاية ولقاحات العلاج، على نحو سريع المفعول مؤكد النتائج.
كما تغيرت من أجله سياسات وإستراتيجيات، واستحدثت منظومات ومنهجيات، وفرضت إجراءات وآليات للوقاية تارة والعلاج تارة أخرى، والتعايش الآمن تارة ثالثة. وكان لفيروس كورونا اليد الطولى فى فرض مفردات المشهد العام على دول العالم قاطبة، وسخرت كل ما تملك من وقت وجهد ومال وعلم لمكافحته على مدى عام كامل، وإنقاذ البشرية من أخطرعدو لها ليس فى عام 2020 وإنما فى القرن الحادى والعشرين.
دعاء: اللهم ارفع الوباء والبلاء عنا يا كريم.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة